"لماذا نغش الهند".. فيلم يرصد مخاطر ضعف المنظومة التعليمية
الفيلم يميزه في المجمل الجرأة في طرح القضية بكثير من التفاصيل حتى وإن كانت سلبية، إضافة إلى اختلاف الحبكة الدرامية
رجل مخادع قرر أن يستغل ذكاءه في الاستفادة من ثغرات التعليم، واللعب على الحالة النفسية للطلاب، خاصة أن تزوير الشهادات وتسريب الامتحانات في نظره ما هو إلا ذكاء في مجتمع البقاء فيه للأذكى، بصرف النظر عن المخاطر التي يمكن أن تنتج عن مخططاته.
هذه الجملة ترصد باختصار موضوع الفيلم الهندي "واي تشيت إنديا" أو "لماذا نغش الهند" الذي طرح بدور العرض ٢٥ يناير/كانون الثاني الماضي، وكان بمثابة خير عودة للنجم الهندي عمران هاشمي.
أبرز ما يميز الفيلم في المجمل الجرأة والاختلاف، الجرأة في طرح القضية بالكثير من التفاصيل، حتى وإن كانت سلبية والاختلاف في العرض والحبكة الدرامية، حيث إن مخرج الفيلم سوميك سين قرر أن يخرج من جلباب الخلطة الهندية التي يسير عليها كل مخرج حتى ولو بنسبة قليلة ورفع شعار "نعم هذا الفيلم موجه لشريحه معينة ولن أبالي كثيراً بالجانب الترفيهي".
ظهر عمران هاشمي في دور صادم للمشاهدين، فهذا النجم الذي اعتادت عليه الجماهير بطلا رومانسيا جريئاً ونجم أفلام حركة يظهر في صورة الرجل الغامض الهادئ جامد الملامح، ويبدو أن تلك الشخصية أخذت مجهوداً من عمران والمخرج للتحكم في تعابير وجهه التي تتسم بالشفافية، فالظهور خلال المشاهد الحوارية بهذا التحكم كان مثالياً.
"مافيا التعليم"، كان هذا التعبير الأساسي الذي قرر المخرج أن يطلقه ليظهر المخاطر الخفية التي يتعرض لها النظام التعليمي، ليس فقط في الهند ولكن في أي دولة بالعالم، فإذا كان التعليم فقط لإرضاء الأهل والسير وراء القطيع للحصول على شهادة فلن تختفي مافيا التعليم أبدا، بل سيظهر كل يوم شخص جديد يحاول خداع النظام والحصول على مكاسب.. تلك هي الرسالة الرئيسية للفيلم.
وبما أنه من الأشياء غير المقبولة لدى الجماهير أن يظهر عمران هاشمي في فيلم دون تقديم أغنية رومانسية، أعد المخرج أغنية "ديل مي هو توم" لتكون أغنية الفيلم الرئيسية واستعان بالمغني أرمان مالك، وهو صوت عمران المفضل، ليقدم الأغنية التي حققت وحدها ٢٤ مليون مشاهدة على يوتيوب.
أحداث الفيلم أيضا لم تغفل العواقب التي قد تلحق بالطلاب الذين اختاروا الطريق الأسهل للنجاح، بل أظهرت ببراعة كيف يمكن بسهولة أن تفشل في حياتك العملية وتلحق العار بأهلك نتيجة تزوير شهادتك.
وكان مشهد النهاية هو أعظم مشاهد عمران في الفيلم، حيث إنه أظهر الصراع الحقيقي بين المفاهيم والعادات، وبين ما يجب أن يكون.
الفيلم حقق إيرادات حتى الآن تقدر بـ٩٠ مليون روبية (مليون و256 ألف دولار أمريكي)، مما يعتبر نجاحا كبيرا للفيلم، خاصة إذا كان فيلما غير ترفيهي.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز