محصلات كهرباء.. وظيفة هندية لتجاوز خسائر بـ 10 مليارات دولار

شركات الطاقة في الهند لجأت إلى تعيين النساء في وظيفة محصل كهرباء لتعويض خسائر 10 مليارات دولار أمريكي

واجهت شركات الطاقة في الهند مشكلة كبيرة، فهي مسؤولة إلى حد كبير عن خسائر تقدر بـ10 مليارات دولار أمريكي سنوياً، حيث يسرق سكان الأحياء الفقيرة الكهرباء ويرفضون دفع فواتيرهم؛ لذا اقترح المسؤولون استئجار النساء اللائي يعشن في الأحياء الفقيرة ليطرقن أبواب الجيران ويقنعوهم بدفع فواتير الكهرباء الخاصة بهم. 

وذكر موقع "إيكونميك إنديا تايمز" أن الكثير من محصلي فواتير الكهرباء عندما يدخلون تلك المناطق يتجمع حولهم "الغوغاء" ويضربونهم ويقيدونهم، وفي بعض الأحيان يتبولون عليهم، لذا انصرف العديد من محصلي الفواتير عن هذه المناطق.

وتعاونت شركة "تاتا باور" مع حكومة دلهي؛ لحل تلك الأزمة ووضع حل نموذجي ليس للهند فقط، بل للعالم أجمع، وجاء الحل بتوظيف النساء اللائي يعشن في الأحياء العشوائية، وعددها 223 في الأجزاء الشمالية والغربية من العاصمة دلهي؛ لتحصيل فواتير الكهرباء من الجيران وإقناعهم بدفع حصتهم من استهلاك الطاقة.

ووظفت الشركة  841 سيدة وفتاة بداية من عمر 20 عاماً، على أن يتقربن للجيران ويقنعوهم عن طريق الإطراء والتملق، وبالفعل زادت الإيرادات بنسبة 183% على مدار 5 سنوات السابقة، وبأقل تكلفة بالنسبة لشركة "تاتا باور"، وارتفعت نسبة توصيلات الطاقة بنسبة 40% بما يعادل 196 ألف منزل، مما يعني زيادة 56 ألف منزل أصبح يدفع فواتير الكهرباء. 

قال "برافير سينها"، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة تاتا باور، التي بدأت حملات محو الأمية للنساء الفقيرات في عام 2010، "لقد أتاح لنا هذا الطريق الدخول إلى هذه الأحياء، التي تشتهر بالمافيا والتأثيرات السياسية".

ويحاول البنك الدولي تنفيذ مبادرات مماثلة في جامايكا وكينيا، وبلدان إفريقية أخرى، فشركة كينيا للطاقة تنظر في تحسين معدلات توصيل الكهرباء عن طريق إشراك المزيد من المجتمع المحلي استناداً إلى نموذج "تاتا باور" الهندية.

وكان أحد النماذج حي في شمال دلهي المعروف باسم سانجاي باستي الذي يعيش فيه 4000 شخص فقط، على بعد 2 ميل (3 كم) عن مقر شركة تاتا باور، ولدى ذلك الحي سمعة سيئة تجاه محصلى الفواتير.

 وقالت أمارجيت كور، وهي إحدى محصلات الفواتير في حي "سانجاي باستي" لقد اعتاد أهل الحي أن أكون ربة بيت أمية قبل أن أتعاقد مع الشركة باعتباره عملا لي في عام 2013، وكان السكان من قبل يهددون محصلي الشركة، ويسرقون الكهرباء من أعمدة النور العمومية، لكن هذا لم يعد يحدث". 

وشركة تاتا تريد أن توسع برنامجها حيث تشجع سكان الأحياء الفقيرة على الدفع عن طريق تطبيق على الهاتف الجوال، واستخدام لمبات ليد، والأهم من ذلك عدم استخدام أسلاك الكهرباء كحبال للملابس.