المؤثرون على مواقع التواصل لـ"العين الإخبارية": المحتوى المبتكر أبرز التحديات
"العين الإخبارية" تجري لقاءات مع عدد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لمناقشتهم عن قرب حول صناعة المحتوى على حساباتهم.
مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتنامي تأثيرها في تشكيل الرأي العام المجتمعي، أصبح للمؤثرين على هذه المواقع دور تجاه متابعيهم الذين يصلون إلى آلاف وملايين، بل أصبح دورهم يساوي وربما يزيد أهمية على وسائل الإعلام التقليدية.
كل ذلك تطلَّب من المؤثرين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن يهتموا بعناية بما يقدمون إلى متابعيهم، ومن هنا ظهر مفهوم "صناعة المحتوى"، وباتت أهم التحديات التي تواجههم هي كيفية تقديم ما هو مفيد وجديد، كلٌ في تخصصه.
"العين الإخبارية" أجرت عدداً من اللقاءات مع عددٍ من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لمناقشتهم عن قرب حول أهم التحديات التي يواجهونها في صناعة المحتوى، وكيف يمكن لهذا المحتوى أن يجعلهم ذوي تأثير في مجتمعاتهم.
الابتكار هو التحدي
"منصَّات التواصل الاجتماعي تتطوَّر يوماً بعد يوم، وهو ما يتفاعل معه المؤثرون للمحافظة على متابعيهم"، هذا ما قالته مهرة اليعقوبي، إعلاميّة ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لـ"العين الإخبارية".
وترى اليعقوبي أنَّ تطوير المحتوى يحتاج إلى ثقافة واسعة وطرح أفكار غير تقليديّة تُقدِّم ما يضيف إلى المتابع، مؤكدةً ضرورة أن يكون الابتكار على رأس أولويات المؤثرين حين يقدمون محتوى جديداً، وألا يكون كل هدفهم زيادة عدد المتابعين فقط.
وأشارت كذلك إلى ضرورة خلق علاقة جيدة بين المؤثرين ومتابعيهم من خلال تقديم رسالة هادفة وعرض كل ما هو جديد، إذ بات ذلك التحدي الرئيسي أمام المؤثرين في ظل وجود جمهور ينتقي ما يفيده.
ومع توجُّه بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى شراء حسابات وهميّة لمتابعتهم عبر شركات أو أفراد متخصصين في ذلك، أكدت الإعلامية والمؤثرة مهرة اليعقوبي أنَّه أصبح هناك ورش عمل متخصصة للتعرف على المتابعين الحقيقيين عن غيرهم، وعن كيفية اكتشاف الأخبار الكاذبة، وهو ما يتم تنظيمه في الجامعات والمؤسسات الإعلاميّة التي تهتم بهذا الموضوع، ومن هنا زاد وعي المتابعين لهذا الأمر.
المحتوى الجيّد يبقى عبر الأجيال
"المؤثرون والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد تأثيرهم عشوائياً أو يأتي بالمصادفة، ولكن بات أمراً مدروساً يحتاج إلى وعي عالٍ ودراية من المؤثر قبل نشر أي مادة، إذ أصبح له دور حقيقي في تشكيل الرأي العام"، وفق ندى الشيباني، إعلاميّة ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي شددت خلال حديثها لـ"العين الإخبارية" على أن المؤثر له دور فعّال وتأثير إيجابي في المجتمع، لذا يجب ألا يبحث عن الشهرة فقط، ولكن عن قيمة ما يقدمه في ذات الوقت.
وقالت الشيباني إنَّ تقديم محتوى جيّد من أهم مسؤوليات النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حالياً و"يجب على المؤثر صناعة نموذج يُحتذى به يكون قدوة للأجيال القادمة، وهو ما نتمناه للمؤثرين في الوطن العربي، من خلال أن يكونوا أكثر إبداعاً في صناعة المحتوى".
وعن شراء المتابعين، اعتبرت الشيباني أنَّ مَن يفعل ذلك هو شخص لديه حب الظهور ويحاول تعزيز الأنا الداخلية من خلال زيادة أعداد المتابعين فحسب، ولكن في النهاية الجمهور يستطيع التفرقة، خصوصاً أنَّ الأفضل والأكثر بقاءً هو مَن يجيد التطوير والتدرّب المستمر، ويعمل على تقديم محتوى للانطلاق إلى العالم بطرق سليمة.
السرعة تزيد من قوة وسائل التواصل الاجتماعي
يتمتع رواد وسائل التواصل الاجتماعي بمميزات نسبية ينافسون فيها العاملون في المجال الإعلامي التقليدي، تكمن في السرعة العالية في نقل الأخبار والمعلومات، وهو ما أكده عمر حرقوص، رئيس تحرير "الأخبار" بقناة "الحرة" في دبي، إذ يرى أنَّهم أقرب من الصحفيين إلى الناس ويتفاعلون معهم لاحتكاكهم بهم في الحياة اليومية، ومن ثم يكون تأثيرهم أكبر على أرض الواقع.
ويرى حرقوص أنَّ الفاعلين على مواقع التواصل اجتماعي أصبحوا أسرع من العاملين في المجال الإعلامي؛ إذ إنَّ توصيلهم المعلومات يكون بشكل لحظي، وهو ما يضع على كاهلهم مسؤولية كبيرة، مشدداً على ضرورة تحرّي الدقة في كل ما ينشرونه والابتعاد عن نشر أي مواد تدعو إلى الإهانة أو العنصرية، ونقل الصور الإيجابية عن أوطانهم، وأن يهتموا بسرعة الرد والتفاعل مع المتابعين.
قيمة المؤثر تأتي من تفاعل متابعيه
ليس المهم عدد المتابعين للمؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن نوعية متابعيه ومدى تفاعلهم مع ما يقدم، وهذا ما يراه عبدالله الغامدي، المدير في مؤسسة "أبوظبي للإعلام" ومن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يعد أنَّ وجود عدد كبير من المتابعين في المطلق دون تفاعل لا يضيف شيئاً له ولما يقدمه من أفكار وتأثير حقيقي.
واعتبر الغامدي أنَّ المؤثرين السطحيين فقط هم الذين يبحثون عن عدد متابعين وعن شراء حسابات وهمية، أما أصحاب الرسالات فلا يهمهم ذلك، قائلاً "كيف يمكن تسميتهم بالمؤثرين وهو ليس لديه ما يقدمه لجذب جمهور حقيقي؟، لذا لا بد من تقديم كل ما هو جديد وطرح موضوعات متنوعة.