قصص ملهمة عنوانها قوة الإرادة بالأولمبياد الخاص في أبوظبي
احتفاء الإمارات الاستثنائي بأصحاب الهمم يمثل رسالة واضحة لرفع مستوى الوعي بشأن أهمية إنشاء مجتمعات متضامنة وموحدة.
يروي أصحاب الهمم فرسان الإرادة، خلال مشاركتهم في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، قصصا ملهمة عنوانها الإصرار والعزم والأمل؛ ليرسموا صورة مبهجة لمستقبل مشرق يعكس قدرتهم على المشاركة في مسيرة التنمية والتطور.
ومثل احتفاء الإمارات الاستثنائي بأصحاب الهمم رسالة واضحة لرفع مستوى الوعي بشأن أهمية إنشاء مجتمعات متضامنة وموحدة، ومثالا لتعزيز قيم التضامن والاندماج.
وأكد فرسان الإرادة أصحاب القصص الملهمة المشاركون في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019 أن إنجازاتهم مبعث للفخر والاعتزاز كونهم تفوقوا على إعاقتهم بالعزيمة والإرادة، وحققوا المراكز الأولى بالطموح والأمل؛ ليؤكدوا للعالم أنهم شركاء الإنجازات والعطاء في المجتمعات.
وقالت فكرية حجازي، والدة اللاعبة رحمة عبدالسلام الحسيني، المشاركة في منافسات الجودو ضمن الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية، إن ابنتها تدربت لمدة 3 أشهر، وتعد هذه المشاركة الأولى لها في بطولة عالمية حصدت خلالها المركز الخامس، مؤكدة استمرار رحمة في التدريبات للمشاركة في البطولات الرياضية التي تقام على أرض الإمارات، والتي فتحت أبواب الأمل لأصحاب الهمم والسماح للمقيمين على أرضها الطيبة المشاركة في الأولمبياد الخاص.
وأكدت أن أصحاب الهمم يمتلكون من الإرادة والعزيمة ما يؤهلهم لأن يصبحوا عناصر فاعلين في المجتمعات، ومشاركين في مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها الإمارات دولة الإنسانية والتسامح.
وقالت شيرين حسن، لاعبة منتخب الأولمبياد الوطني السوري الفائزة بالميدالية الذهبية ضمن منافسات الجودو، إن مشاركتها هذه تعد الثانية بالأولمبياد، مشيرة إلى أنها دخلت معسكرا مغلقا لمدة شهرين، وتلقت تدريبات مكثفة حتى تكلل مجهودها بالفوز بالمركز الأول، التي طالما حلمت بتحقيقه لتظهر احترافية في الأداء تبهر متابعي الأولمبياد الخاص.
وكان اللاعب الإماراتي سالم المزروعي، قد نجح في حصد الميدالية الذهبية في منافسات الجودو وسط مشاركة 240 لاعبا من 120 دولة.
وعبر حمد الشحي، لاعب كرة القدم، عن سعادته لتمثيل الإمارات في الأولمبياد الخاص، والذي سبق له أن ظهر مؤخرا في فيلم وثائقي يحكي عن قوة التصميم والروح الرياضية.
وتلقى حمد تدريبات مكثفة لتطوير موهبته الكروية ورفع لياقته وتطوير مهاراته، والذي انعكس على سلوكه وشخصيته، إذ أضحى اللاعب الشاب متلهفا لإخبار والديه عن مدى استمتاعه بالمشاركة في المباريات التضامنية، وكم يشعر بالسعادة عندما يلعب إلى جانب أصدقائه متمنيا حصد الذهب ورفع علم الإمارات عاليا.
بينما حققت السباحة الأمريكية جريس سيبولدت، التي تشارك في منافسات الأولمبياد الخاص، أفضل أداء في سباق 200 متر سباحة متنوعة، وتأمل الشابة البالغة من العمر 21 عاما من ولاية إيلينوي، في أن تضيف المزيد لرصيدها من الإنجازات خلال الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019.
وتمارس جريس السباحة منذ كانت بعمر 5 سنوات، كما أنها تنافس في الأولمبياد الخاص منذ 2017، وساعدتها المشاركة في منافسات الأولمبياد الخاص على زيادة ثقتها بنفسها؛ ما أسعد عائلتها وأصدقاءها من حولها.
وتشارك السباحة الشابة، التي لديها حالة توحد في مسابقات التتابع الحر والصدر، ضمن منافسات السباحة التي تقام في دبي.
وأكد كريس، الأخ الأكبر للسباحة، أن للأولمبياد الخاص دورا كبيرا في حياة شقيقته، قائلا: "عندما يكون لديك أخ لديه إعاقة ما فإنه يمضي الكثير من الوقت وهو يشعر بأنه وحيد، ولا يكون لديه الكثير من النشاطات كما هو الحال بالنسبة لبقية الأطفال، لكن عندما يأتي إلى الأولمبياد الخاص فإنه يرى أن الجميع متشابهون وسعداء والجميع يهلل ويشجع الآخرين".
بينما تشارك سارة، 17 عاما، في لعبة البوتشي، والتي تعد واحدة من 14 فتاة رياضية ضمن فريق السعودية، وتعاني الفتاة من حالة متلازمة داون منذ ولادتها، وتخرجت في مركز العون في جدة ضمن برنامج التدخل المبكر، وكانت الأولى في صفها وتمكنت من إحراز العديد من الميداليات في البولينج والسباحة والمنافسات الميدانية.
وتقيم الشابة الموهوبة في جدة مع والديها وأخواتها، الذين تصفهم بالأصدقاء المفضلين، وترى سارة في العلاقة بين الألعاب الرياضية أنها مثل الصداقة والعلاقة المتينة التي تجمعها مع أختها لارا، وقالت: "البوتشي والبولينج هما أخوات مثل سارة ولارا، إنهما قريبتان من بعضهما".
ووصف الفنزويلي أكيليس بالرياضي البارع والنشيط رغم ولادته بحالة شلل دماغي، إذ نشأ ليصبح سباحا موهوبا وأثرت إعاقته على أطرافه السفلية وجذعه؛ ما يدفعه لاستخدام كرسي متحرك للتنقل.
ويستخدم أكيليس ذراعيه القويتين للسباحة وتقديم أداء مميز في حوض السباحة، ويعد الشاب البالغ من العمر 34 عاما، من رياضيي الأولمبياد الخاص منذ عام 2011، كما أنه يحب التحدث مع الآخرين عن رياضة السباحة.
وقال أكيليس: "تمكنت من أن أظهر للعالم أنه رغم تعرضي لإعاقة ذهنية وبدنية فليست هناك حواجز تقف أمامي على الإطلاق، السماء هي الحدود بالنسبة لي".
لحظة ولادة الصيني لي زيانج، شعر والداه بصدمة هائلة عند تشخيصه بمتلازمة داون، وقالت والدته إنها عندما سمعت الخبر شعرت بأن كل شيء ينهار من حولها، إلا أن والديه تحسسا شعاعا من الأمل عندما بلغ عمرا مناسبا للمشاركة في الأولمبياد الخاص.
وفي ذلك الوقت كانت المرة الأولى التي شعرت فيها عائلة الشاب الطريق الذي يمكن له أن يحقق النجاح فيه خلال حياته، إذ لم يكن الأمر سهلا بعدما عانى لي زيانج من مشاكل في التنسيق والتوازن، وكان حساسا للغاية في حالة الفشل.
وأكدت والدة البطل الصيني أن الرياضة كان لها دور مهم في مساعدته وتحفيزه لتطوير مهاراته، إذ كان في عمر 11 عاما ومن أصغر المنافسين خلال الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية الصيفية 2015، وأحرز خلالها ميدالية ذهبية وفضيتين وبرونزيتين في رياضة الجمباز الإيقاعي.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز