بعد "يوم الرعب والعار".. استنكار دولي واسع للعنف بميانمار
مع استمرار العنف في ميانمار، أعربت دول ومنظمات حقوقية، الأحد، عن استنكارها لاستخدام الجيش القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين.
وقُتل 107 أشخاص، السبت، برصاص قوات الأمن في ميانمار، حيث يعد اليوم الأكثر دموية منذ الانقلاب في مطلع فبراير/شباط الماضي.
جاء ذلك بالتزامن مع تنظيم الجيش عرضا عسكريا ضخما سنويا أمام قائد الجيش الذي بات يرأس البلاد الجنرال مين أونغ هلاينغ.
ورغم القوة الغاشمة، نزل المتظاهرون مجددا إلى الشوارع منددين بالانقلاب ومطالبين بإعادة الديمقراطية.
ووفق منظمة مساعدة السجناء السياسيين بميانمار، غير حكومية، فإن عدد القتلى منذ الانقلاب ارتفع إلى 423 على الأقل.
مشين للغاية
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين، في تصريح مقتضب أدلى به في مسقط رأسه بولاية ديلاوير، إنّ ما حصل في بورما السبت" أمر مروّع".
وأضاف: "إنه أمر مشين للغاية وبناءً على التقارير التي تلقيتها فقد قُتل عدد كبير من الأشخاص من دون أيّ داعٍ على الإطلاق".
بدوره، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "التصعيد غير مقبول للعنف" في ميانمار، واصفاً ما جرى في هذا البلد السبت بـ"يوم الرعب والعار".
وقال بوريل في بيان: "أكرّر إدانة الاتحاد الأوروبي للعنف الأعمى ضدّ شعب بورما، وأحضّ القادة العسكريين على التخلّي عن هذا المسار الجنوني. هذه المأساة يجب أن تنتهي".
وأضاف: "سنواصل استخدام آليات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك العقوبات، لاستهداف مرتكبي أعمال العنف هذه والمسؤولين عن إعادة مسار الديمقراطية والسلام إلى الخلف" في هذه الدولة الآسيوية، مطالباً "بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على أفعالهم المخزية".
وفي بيان مشترك، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه والمستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو إنه "يجب فورا وقف الأعمال المخزية والجبانة والوحشية لعناصر الجيش والشرطة الذين صوروا وهم يطلقون النار على المتظاهرين أثناء فرارهم ولم يستثنوا حتى الأطفال الصغار".
وأفادت قناة "مياوادي تي في" التابعة للجيش بسقوط 45 قتيلا وتوقيف 552 شخصا السبت، مبررة القمع بالقول إن المتظاهرين استخدموا أسلحة وقنابل ضد القوات المسلحة.
وتشهد ميانمار أزمة خطرة منذ أن أطاح انقلاب عسكري بالحكومة المدنية بزعامة أونغ سان سو تشي.
ويتظاهر البورميون مرة جديدة الأحد للمطالبة بإعادة الديمقراطية فيما تنظم مراسم دفن في مختلف أنحاء البلاد.
ونزل متظاهرون في وقت مبكر الأحد حاملين الأعلام إلى شوارع باغو شمال شرق رانغون وفي مونيوا (وسط) ومدينة موي كونغ الصغيرة في ولاية كاشين (شمال).
في ماندالاي، وجهت عائلة آيي كو وهو أب لأربعة أطفال قتل ليل السبت الأحد تحية له خلال مراسم نظمت الأحد.
وقال أحد أقربائه لوكالة فرانس برس "كان المعيل الوحيد للعائلة، وخسارته تشكل خسارة كبيرة لنا".
القوة القاتلة
وندد قادة الجيش في 12 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا السبت باستخدام ميانمار القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزل.
وجاء في بيان مشترك: "بصفتنا قادة أركان، ندين استخدام القوة القاتلة ضد أشخاص عزل من قبل القوات المسلحة البورمية وأجهزة الأمن"، مضيفا أن "جيشا محترفا يتبع المعايير الدولية في سلوكه ولديه مسؤولية حماية الشعب الذي يخدمه وليس إيذاءه".
وتابع: "نحض القوات المسلحة في ميانمار على وقف العنف والعمل على استعادة احترام الشعب وثقته بعدما فقدتهما بسبب تصرفاتها".
وكانت الأمم المتحدة أشارت إلى تقارير تتحدث عن "عشرات القتلى بينهم أطفال ومئات الجرحى"، فيما ندد أمينها العام أنطونيو جوتيريس بـ"أشد العبارات" بهذه "المجزرة".
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تويتر عن صدمة واشنطن من "سفك الدماء الذي ترتكبه القوات الأمنية بميانمار"، فيما رأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن المجموعة العسكرية بلغت "دركا جديدا" في قمع المتظاهرين السبت.
من جهتها، دعت السفارة الأمريكية في رانغون رعاياها إلى الحد من تنقلاتهم الأحد.
وكتبت الهيئة القنصلية في تغريدة "في حال الاضطرار للتنقل، يجب توخي الحذر والتأكد من أن يكون هناك فرصة للتواصل مع عائلاتكم أثناء ذلك".
وتعرض المركز الثقافي الأمريكي في رانغون لطلقات نارية السبت.
وخلال خطابه السبت في اليوم التقليدي للقوات المسلحة، دافع قائد المجلس العسكري الجنرال هلاينغ مجددا عن الانقلاب وتعهد بتسليم السلطة بعد انتخابات جديدة.
لكنّه وجه تهديدًا جديدا للحركة المناهضة للانقلاب محذّرا من أن أفعال "الإرهاب التي يمكن أن تضر باستقرار وأمن البلاد" غير مقبولة. وقال إنّ "الديمقراطية التي نرغب بها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه".
ومساء السبت خلال مسابقة جمال دولية في بانكوك، غصت مرشحة ميانمار، هان لاي، بالدموع داعية إلى السلام.
وقالت في خطاب مؤثر: "أنا آسفة فعلا لكل الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الشارع"، مضيفة: "ساعدوا ميانمار من فضلكم، نحن بحاجة لمساعدتكم الدولية".
واندلع العنف في كل أنحاء البلاد، حيث استخدم الجيش الرصاص الحي في أكثر من 40 منطقة من البلاد، بما يشمل رانغون أكبر مدن بورما بحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز