هدف عكسي؟ مجلة أمريكية: قرار «الجنائية الدولية» طوق نجاة نتنياهو
كانت حكومة الحرب الهشة على وشك الانهيار، وبدا أن أيام بنيامين نتنياهو في السلطة معدودة، حتى نزل طوق النجاة من قمة "الجنائية الدولية".
بعد أيام من تهديدات الجنرال المتقاعد بيني غانتس، بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية إذا لم يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة لكيفية حكم غزة، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لإنقاذ نتنياهو، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وزاد إنذار غانتس الذي يعد الأقرب لخلافة نتنياهو، من الضغوط السياسية على رئيس الوزراء الإسرائيلي المحاصر، لكن ثورة الجنرال المتقاعد تراجعت أهميتها بسبب إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، طلبه إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى جانب ثلاثة من قادة حماس؛ يحيى السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية.
وقالت "بوليتيكو"، إنه إذا كان خان وفريقه يأملون في أن يؤدي اتهام الجانبين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إلى وقف القتال وإقناع إسرائيل بإعادة التفكير في حملتها العسكرية، فإن أملهم سيخيب لأن هذه الاتهامات من شأنها أن تدفع الإسرائيليين إلى الالتفاف حول نتنياهو.
وفي غضون دقائق من نشر الأخبار، أدان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وهو من أكبر الخصوم السياسيين لنتنياهو، إعلان خان ووصفه بأنه "كارثة"، معبرا عن أمله أن يدين الكونغرس الأمريكي مبادرة خان.
ورغم أن لابيد يدعو نتنياهو منذ أسابيع للموافقة على إجراء انتخابات جديدة إلا أنه كتب عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا)، أن "أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية هي فشل أخلاقي كامل.. لا يمكننا قبول المقارنة الشنيعة بين نتنياهو والسنوار، بين قادة إسرائيل وقادة حماس".
الموقف نفسه تبناه غانتس الذي زعم أن "المقارنة بين قادة دولة ديمقراطية مصممة على الدفاع عن نفسها من الإرهاب، وبين قادة منظمة إرهابية متعطشة للدماء (حماس) هو تشويه عميق للعدالة وإفلاس أخلاقي صارخ".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 35 ألف فلسطيني وهو ما أثار قلقا دوليا حيث اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قضية تنظرها محكمة العدل الدولية، في لاهاي.
"يخدم نتنياهو"
وقال ناداف شتراوشلر، وهو استراتيجي سابق في إحدى حملات نتنياهو الانتخابية، لمجلة "بوليتيكو"، إن بيان خان لن يساعد إلا نتنياهو، من خلال إجبار السياسيين المعارضين والنقاد على التجمع للدفاع عنه، محذرا من أن معظم الإسرائيليين سينظرون إلى خان على أنه يستهدف إسرائيل وليس نتنياهو فقط.
وتوقع شتراوشلر أن رد فعل الجمهور الإسرائيلي على إعلان خان، "سيشبه رده على الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من الديمقراطيين لإقناع القيادة الإسرائيلية بالالتزام بحل الدولتين".
وقال: "لقد حاول الديمقراطيون إجبار نتنياهو على السير في اتجاه معين، لكن النتيجة كانت عكسية تماما".
وأضاف أنه "رغم أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ربما لم يكن يضع السياسة في الاعتبار، إلا أن النتيجة ستكون نفسها تماما.. فهي ستعزز موقف بيبي".
وفي تصريحات لـ"بوليتيكو"، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، أن ربط نتنياهو بيحيى السنوار زعيم حماس بغزة هو "أمر لا يمكن للإسرائيليين قبوله.. وهذا يلعب لصالح نتنياهو".