تكنولوجيا الإمارات تقود العالم لإنقاذ الأرواح.. رئاسة مستحقة لـ«لجنة الذكاء الاصطناعي»

في خطوة تعزز موقعها الريادي في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وتثبت مكانتها العالمية في ابتكار التقنيات القادرة على إنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم، تترأس الإمارات حاليا لجنة دولية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في أنظمة البحث والإنقاذ الفضائي.
والإمارات هي على رأس لجنة العمل المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن أنظمة الأقمار الصناعية للبحث والإنقاذ، في إطار منظمة كوسباس-سارسات الدولية المعنية بالتنسيق العالمي في مجالات الاستغاثة والطوارئ عبر الفضاء.
وقد جاء هذا التعيين بعد استضافة الإمارات لاجتماع ناجح للمنظمة في أبوظبي، شهد مناقشات معمقة حول آفاق الذكاء الاصطناعي في مجال البحث والإنقاذ، ما عزز من مكانة الدولة كمنصة موثوقة للحوار التقني العالمي.
أساس إنساني
تهدف المبادرة الإماراتية إلى رفع كفاءة المعالجة، وتحسين سرعة الاستجابة، ودقة تحليل إشارات الاستغاثة المرسلة من أجهزة الطوارئ حول العالم، وذلك عبر التحليل الذكي للبيانات وتحقيق تكامل تقني بين الأنظمة المختلفة المعنية بعمليات البحث والإنقاذ.
وحظيت الورقة الفنية الإماراتية بدعم واسع من 45 دولة عضوًا في المنظمة، إلى جانب منظمات دولية مرجعية، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، والمنظمة البحرية الدولية (IMO).
وبموجب الإطار الجديد المعتمد، ستقود الإمارات مجموعة العمل المختصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث ستتولى تنسيق الجهود الفنية بين الدول الأعضاء، وتطوير أدوات ذكية لإدارة المهام والعمليات، وتعزيز جاهزية الاستجابة للطوارئ على المستوى الدولي.
وتم تكريم دولة الإمارات رسميًا خلال الاجتماعات الأخيرة للمنظمة، تقديرًا لمساهماتها الفنية والتنظيمية في تحديث وتطوير منظومة كوسباس-سارسات.
وفي المرحلة المقبلة، ستركز المجموعة على صياغة معايير تقنية عالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في خدمات الإنقاذ الفضائي، وتعزيز تبادل المعرفة بين الدول الأعضاء، إلى جانب توسيع قاعدة الشراكات الدولية في هذا التخصص الحيوي.
ريادة تقنية ومسؤولية أخلاقية
تعكس رئاسة الإمارات لهذه اللجنة المتخصصة ثقة المجتمع الدولي بقدراتها على قيادة الحوار التقني العالمي، وتؤكد انتقال الدولة من موقع المستهلك للتكنولوجيا إلى موقع المساهم النشط في صياغة معاييرها وتطبيقاتها المستقبلية، لا سيما في القطاعات ذات البُعد الإنساني.
كما تمتلك الإمارات كوادر بشرية مؤهلة وخبرات علمية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء، ما يعزز من قدرتها على قيادة أعمال اللجنة وتطوير حلول قابلة للتطبيق عالميًا.
التكنولوجيا في خدمة الإنسان
وفي إطار التزامها بالقيم الإنسانية، تسعى دولة الإمارات إلى تأطير استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة أخلاقية عالمية، تحقق التوازن بين التقدم العلمي وحماية كرامة الإنسان.
كما شددت على أهمية بناء شراكات دولية قائمة على تبادل المعرفة والتجارب، لضمان الاستخدام العادل والمنصف للتقنيات المتقدمة، وتمكين الدول النامية من الاستفادة من أدوات المستقبل.
وتؤكد الإمارات من خلال هذه المبادرة أنها لا تكتفي بعقد المؤتمرات وإطلاق المبادرات، بل تحرص على تحويل مخرجاتها إلى سياسات واستراتيجيات قابلة للتنفيذ، تسهم في تعزيز كفاءة الأنظمة العالمية ودعم استجابات الطوارئ بشكل أكثر دقة وفعالية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز