انطلاقة قوية لحوارات إنفستوبيا العالمية بين الإمارات والهند.. شراكة وتفاهم
أطلقت حوارات إنفستوبيا العالمية أمس، نسخة جديدة في تشيناي بولاية تاميل نادو الهندية بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الإمارات والهند.
وذلك في القطاعات الاقتصادية الجديدة والمستدامة، لا سيما الخدمات اللوجستية والصناعات المتقدمة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والبيئة والاستثمار.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها "إنفستوبيا"، بالتعاون مع حكومة ولاية تاميل نادو الهندية، واتحاد الصناعات الهندي، بحضور عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، رئيس إنفستوبيا، وعلياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، والدكتور تي. أر. بي. راجا، وزير الصناعة وترويج الاستثمار والتجارة في حكومة ولاية تاميل نادو الهندية، وسنغاي سودهير سفير جمهورية الهند لدى الدولة، وآر دينيش، رئيس اتحاد الصناعات الهندي، وبمشاركة أكثر من 300 مشارك من القادة ورجال الأعمال والمستثمرين، ورواد الأعمال وخبراء الاقتصاد، وممثلين عن شركات القطاع الخاص الإماراتية والهندية الرائدة.
- النفط الروسي يتجاوز حصص أوبك+ خلال يونيو.. تعهد بالعودة لخفض الإنتاج
- «دينار روسي مجهول» يشعل حرب عملات في ليبيا.. فما خطة «المركزي»؟
وأكد عبدالله بن طوق المري أن "إنفستوبيا" تعد محورًا مهمًا لتعزيز جهود دولة الإمارات في التحول نحو النموذج الاقتصادي الجديد القائم على المعرفة والابتكار، كونها ترتكز على تشجيع الاستثمار والتوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة والمستدامة، وتعزز بناء الشراكات الاقتصادية والمثمرة مع الحكومات ومجتمعات الأعمال في هذه المجالات الحيوية.
وقال المري:"نجحت حوارات إنفستوبيا العالمية على مدار السنوات الثلاث الماضية، أن تصل إلى أكثر من 11 سوقًا استراتيجيًا على مستوى العالم، لتصنع سلسلة من النقاشات والجلسات الفعالة والمتميزة، حول الفرص الاقتصادية والاستثمارية في الأسواق الناشئة، وخلق منصة تفاعلية تجمع كبار القادة واللاعبين الاقتصاديين والمستثمرين ورواد الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي".
وأضاف أن الإمارات والهند تمتلكان رؤى مشتركة، في التوجه نحو النماذج الاقتصادية الجديدة والمستدامة، وهو ما يؤكد الدور الحيوي لـ "إنفستوبيا" في تعزيز هذه الرؤى ودعمها، على صعيد القطاعين الحكومي والخاص في البلدين الصديقين.
ويُعد اقتصادا الإمارات والهند من أسرع الاقتصادات نموا، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للاقتصاد الإماراتي بنسبة 6.2% خلال عام 2023، مقارنة بعام 2022 ليحل بذلك في المرتبة الـ5 عالميا في مؤشر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، فيما حقق الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الهندي نموا بنسبة 8.4% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، وهو ما يعطي مؤشرا إيجابيا لزخم الفرص الاقتصادية في أسواق البلدين خلال المرحلة المقبلة، في ضوء شراكتهما الاقتصادية المتميزة.
وقال بن طوق"أطلقنا أولى حوارات "إنفستوبيا العالمية" بالهند في عام 2021، التي شهدت تنظيم جلستين في مومباي ونيودلهي، ونحن اليوم ندشن محطة جديدة في مدينة تشيناي الهندية، حيث يأتي ذلك تأكيدا على أهمية مجتمع الأعمال الهندي لدولة الإمارات، باعتباره شريكا اقتصاديا واستثماريا لقطاع الأعمال الإماراتي، لا سيما مع وجود أكثر من 232 ألف رخصة تجارية هندية في أسواق الدولة، بنهاية النصف الأول من عام 2024، التي تعمل في أنشطة وقطاعات اقتصادية متنوعة، كما تم إضافة أكثر من 20 ألف رخصة تجارية هندية خلال أول 6 أشهر من العام الحالي".
وتابع: "يرجع اختيار مدينة تشيناي الهندية لإقامة حوارات "إنفستوبيا العالمية"، إلى أنها تتمتع بقاعدة اقتصادية قائمة على الصناعات الجديدة والمبتكرة لا سيما السيارات الكهربائية والبرمجيات والسياحة الطبية والتصنيع المستدام وإنشاء مراكز البيانات وابتكار تقنيات التكنولوجيا المالية، وهو ما يجعلها محطة مهمة لتعزيز الفرص الاستثمارية الواعدة التي تتمتع بها تلك القطاعات والصناعات الحيوية أمام مجتمع الأعمال الإماراتي ودعم الاستفادة منها، كما وضعت الحكومة الهندية مستهدفا لهذه المدينة بوصول اقتصادها إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، من خلال الاعتماد على المشاريع والقطاعات المستدامة والابتكارات الحديثة والتجارة الإلكترونية وتعزيز قدرات العنصر البشري".
من جانبها قالت علياء المزروعي"تُولي دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة اهتماما كبيرا بتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره شريكا أساسيا في دعم نمو الاقتصاد الوطني واستدامته، لا سيما أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تُمثل 94% من إجمالي شركات القطاع الخاص في الدولة، وتسهم بنسبة 40% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإماراتي".
وأشارت إلى أن وزارة الاقتصاد وضعت مستهدفا بالوصول إلى مليون شركة صغيرة ومتوسطة، تعمل في أسواق الدولة بحلول عام 2030، بما يدعم زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة ليصل إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل، في ضوء مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031".
وأضافت: "تُشكل هذه النسخة من إنفستوبيا خطوة جديدة لدعم نمو قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في السوقين الإماراتي والهندي، عبر تسليط الضوء على الفرص والممكنات المتاحة أمام رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة في البلدين، وتشجيعهم على الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الجديدة".
وشهدت حوارات "إنفستوبيا العالمية" انعقاد 3 جلسات نقاشية تحدث فيها نخبة من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين.
وقائع الجلسات
وجاءت الجلسة الأولى بعنوان "مدى تأثير التغيرات الاقتصادية العالمية والتداعيات الجيوسياسية على اقتصاد دولتي الإمارات والهند"، حيث ناقشت أهمية استغلال الفرص والممكنات التي يتمتع بها البلدان للتغلب على التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في القطاعات والأنشطة المستدامة، وكذلك الدور المحوري الذي سيلعبه مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وسلّطت الجلسة الثانية الضوء على أبرز الآليات والطرق للحد من الانبعاثات الكربونية من الصناعات الثقيلة في أسواق البلدين خلال المرحلة المُقبلة، باعتبارها مسارًا أساسيًا للمضي نحو تحقيق الحياد المناخي في المستقبل، ودعم الشراكة الخضراء بين الدولتين، والحلول المناسبة لمواجهة التحديات البيئية المتصاعد، وأهمية اتباع التقنيات المتقدمة والابتكارات التي تدعم التحول نحو القطاعات المستدامة وتحقيق نمو اقتصادي صديق للبيئة.
واستعرضت الجلسة الثالثة بعنوان "اصنع في الإمارات" دور القطاع الصناعي الإماراتي في تعزيز سمعة الدولة كوجهة عالمية رائدة للمستثمرين الدوليين، وتلك السياسات والحوافز التي قدمتها الدولة في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات الماضية، إضافة إلى أهمية تبني الحلول المبتكرة والذكاء الاصطناعي في دعم كفاءة الشركات الصناعية وتعزيز قدرتها للنمو والتنافسية، وكيفية استفادة مجتمعي الأعمال الإماراتي والهندي من الفرص التي تتيحها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة بين دولة الإمارات والهند بالقطاعات والأنشطة الصناعية المتنوعة.
كما شهدت هذه النسخة من "إنفستوبيا"، طاولة مستديرة على مستوى المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، لاستكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية والتجارية في القطاع الخاص، وتعزيز استفادة مجتمعي أعمال البلدين منها.
يُذكر أن حوارات "إنفستوبيا العالمية" أطلقت أكثر من 11 جولة، استهدفت أسواق عالمية بارزة شملت نيودلهي ومومباي ونيويورك وجنيف وميلانو ولندن والقاهرة والرباط وهافانا ودبي.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز