الهجوم الإيراني على إسرائيل يدعم الدولار والذهب والنفط وينال من الأسهم
مثل الهجوم الإيراني المفاجئ على إسرائيل بالصواريخ، أمس، تحولا كبيرا على الساحة الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي استتبعه تغييرات كبيرة في النظرة إلى الأصول الاستثمارية وعلى رأسها الدولار والذهب والنفط والأسهم.
وحسب رويترز، يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على ثقة المستثمرين ويثير مخاوف بشأن كيفية تأثر الأصول عالية المخاطر، مثل سوق الأسهم الأمريكية ذات القيمة العالية، إذا ازداد الوضع تفاقما.
تراجع الأسهم الأمريكية
انخفضت الأسهم الأمريكية أمس الثلاثاء وهرع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن مثل سندات الخزانة والدولار بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل.
وقالت إيران إن الهجوم رد على حملة إسرائيل ضد "حزب الله". وقالت إسرائيل إن الهجوم ستكون له عواقب.
وانخفض المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنحو 1.4% لكنه قلص خسائره لاحقا ليغلق منخفضا 0.9%، في حين نزل المؤشر ناسداك المجمع ما يصل إلى 2.3%، لكنه محا بعض الخسائر لينهي اليوم منخفضا 1.5%.
وكانت حركة الشراء مرتفعة للأصول التي يقبل عليها المستثمرون في حالات التوتر مثل الذهب وسندات الخزانة والدولار.
قفزة في أسعار النفط
ومن المخاوف التي تساور المستثمرين بشكل خاص أسعار النفط التي قفزت يوم الثلاثاء. ويخشى المستثمرون من أن تؤدي مخاوف تعطل إمدادات الخام من منطقة الخليج إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد، كما حدث خلال جولات سابقة من التوتر أو الصراع الشديد.
وقال كوينسي كروسبي كبير المحللين العالميين لدى إل.بي.إل فايننشال في مذكرة "كلما اشتد الصراع، يمكن أن ترتفع أسعار النفط بالفعل مع ارتفاع المخاطر من ميل الرد العسكري إلى المنطقة المنتجة للنفط حول إيران".
وقد ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، حيث زادت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من دولار إلى 74.56 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 88 سنتا أو 1.26% إلى 70.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 0029 بتوقيت غرينتش.
وقفز الخامان القياسيان بأكثر من 5% خلال التداول أمس الثلاثاء.
وإيران عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتج رئيسي للنفط في المنطقة.
أسعار الذهب تستفيد
وبالأمس، قفزت أسعار الذهب أكثر من 1% يوم الثلاثاء مع تزايد الطلب على الملاذ الآمن.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 2661.63 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1:40 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1740 بتوقيت غرينتش)، بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2685.42 دولار يوم الخميس.
واستقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 2690.3 دولار للأوقية.
واليوم تراجع الذهب في المعاملات الفورية إلى 2,655.67 دولار للأوقية بحلول الساعة 1:19 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
ما الذي يتحكم في رد فعل السوق؟
كانت نوبات التوتر الجيوسياسي في الماضي، مثل حرب روسيا وأوكرانيا في 2022، قد تسببت في تحركات حادة في السوق لكنها كانت قصيرة الأجل، إذ كان المستثمرون يفرون من الأصول الأكثر مخاطرة ويقبلون على الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار.
وقال مستثمرون إن رد فعل السوق هذه المرة قد يعتمد على رد إسرائيل وما إذا كان الصراع بين العدوين اللدودين سيتصاعد.
وقال حسنين مالك رئيس أبحاث الأسهم في الأسواق الناشئة والمبتدئة في تيليمر "السوق... شديدة الحساسية لأي سيناريو أسوأ من هذا".
وأطلقت مجموعة سابقة من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في أبريل/ نيسان للمرة الأولى على الإطلاق، لكن تم إسقاطها بمساعدة الجيش الأمريكي وحلفاء آخرين.
وردت إسرائيل في ذلك الوقت بشن غارات جوية على إيران، لكن تم تجنب تصعيد الوضع أكثر من ذلك.
وشهد أبريل/ نيسان موجة بيع للأسهم والأصول عالية المخاطر الأخرى، لكنها انتعشت في غضون أيام مع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع وحدوث اضطراب اقتصادي.
لكن آلان سمول مستشار الاستثمار الكبير في مجموعة آلان سمول المالية وشركة آي.إيه برايفت ويلث بتورنتو قال "إذا تصاعدت حدة الحرب، فهذا بالطبع ليس جيدا للأسواق".
الأسواق شديدة الحساسية
وبخلاف التوتر في الشرق الأوسط، هناك عدد من العوامل بالسوق غير المعروف نتائجها والتي قد تجعل المستثمرين في حالة من الحيرة، منها الانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر تشرين الثاني وتقرير الوظائف المهم هذا الأسبوع، والذي سيسهم في تحديد اتجاه سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي.
وارتفع مؤشر كوبي للتقلبات، وهو مؤشر قائم على إتاحة خيارات يقاس من خلالها حجم الطلب على الحماية من تقلبات السوق، إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 20.73 يوم الثلاثاء، وذلك قبل أن تقلص الزيادة ليسجل 19.25.
وقال كروسبي "على الرغم من أن مؤشر التقلبات يتجه نحو الارتفاع، لا يزال دون مستوى العشرين بقليل، وهو ما يشير إلى أن الأسواق، بما في ذلك سوق النفط الخام، لا تتصور سيناريو عسكريا شاملا حتى الآن".
وفي الوقت نفسه، تشير خدمة أوراتس لتحليل الخيارات إلى أن التسعير على خيارات صندوق المؤشرات إس.بي.دي.آر إس اند بي 500 ترست التي تنتهي صلاحيتها في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني، أي بعد ثلاثة أيام فقط من الانتخابات الأمريكية، ينطوي على تحرك بنحو 2% لصندوق المؤشرات الذي يتابع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 في يوم انتهاء الصلاحية.
وقال مات أمبرسون مؤسس أوراتس "يعكس هذا توقعات المتعاملين لتقلبات كبيرة في السوق وقت الانتخابات".
وفي الأمد الأقرب، قال أمبرسون إنه لا يزال تركيز المتعاملين على تقرير الوظائف لسبتمبر أيلول المقرر صدوره يوم الجمعة، مع تأهب خيارات صندوق المؤشرات لتقلب بنسبة 1.1% خلال اليوم، مما يشير إلى توقعات بمفاجآت محتملة في بيانات البطالة.
وفي الوقت الحالي، تعكف أطراف في عمليات السوق على دراسة الوضع لاستنتاج ما إذا كانت أحدث موجة من المؤثرات ستكون عابرة.
وقال مايكل براون كبير محللي الأبحاث في بيبرستون "من المرجح أن تكون الأسواق شديدة الحساسية بشكل لا يصدق حيال الأخبار الجيوسياسية التي تتدفق في الساعات المقبلة".
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA= جزيرة ام اند امز