وول ستريت جورنال: إيران طلبت من السودان إقامة «قاعدة» على البحر الأحمر
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأحد، أن «إيران حاولت إقناع السودان بالسماح لها بإنشاء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر».
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن «إيران مارست ضغوطا على السودان للسماح لها ببناء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر، وهو الأمر الذي كان سيسمح لطهران بمراقبة حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس وإسرائيل، لكن هذه الضغوط لم تجدِ نفعا»، وفقاً لمسؤول استخباراتي سوداني بارز تحدث للصحيفة.
وقال مستشار المخابرات للقائد العسكري السوداني أحمد حسن محمد، في حديثه للصحيفة، إن "إيران زودت الجيش السوداني بطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات لاستخدامها في قتاله ضد قوات الدعم السريع وعرضت توفير سفينة حربية تحمل مروحية إذا منحها السودان الإذن بإنشاء القاعدة".
وأضاف في مقابلته مع «وول ستريت جورنال»: «قال الإيرانيون إنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية، وأرادوا أيضاً وضع سفن حربية هناك»، لكنه أكد أن الخرطوم رفضت العرض الإيراني طلب إيران لتجنب استعداء الولايات المتحدة وإسرائيل.
ورفض متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق.
وبحسب الصحيفة فإن وجود قاعدة بحرية إيرانية على البحر الأحمر يتيح لطهران تشديد قبضتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم، حيث تساعد مليشيات الحوثي المتمركزة في اليمن على شن هجمات على السفن التجارية.
كما ترسل إيران أسلحة متطورة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، مما يعزز قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية وتعطيل التجارة الدولية على الرغم من أسابيع من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، والقوة الدولية متعددة الجنسيات التي نشرت بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة الملاحة البحرية.
دلالات ومؤشرات
وبحسب الصحيفة، يسلط طلب إيران لإنشاء قاعدة الضوء على الكيفية التي تسعى بها القوى الإقليمية إلى الاستفادة من الحرب الأهلية الدائرة في السودان منذ 10 أشهر للحصول على موطئ قدم في البلاد، وهي مفترق طرق استراتيجي بين الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تمتلك ساحلا على البحر الأحمر يبلغ طوله 400 ميل.
وقال محمد: "اشترى السودان طائرات مسيرة من إيران لأننا كنا بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية واحترام القانون الإنساني الدولي".
وساعدت الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات الجيش السوداني في تحقيق تقدم في بعض المناطق، حيث استعادت الحكومة في الأسابيع الأخيرة، السيطرة على مناطق مهمة في الخرطوم وأم درمان، المدينة التوأم لها عبر نهر النيل.
وانتقد مسؤولو الأمم المتحدة السودان لقصفه الجوي للأحياء المدنية وحرمانه المدنيين السودانيين من المساعدات الإنسانية، فيما نفى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات الولايات الأمريكية المتحدة والأمم المتحدة.
وفي فبراير/ شباط، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني.
وقال السفير الأمريكي لدى السودان في ذلك الوقت، جون جودفري، إن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم "مقلقة للغاية ومصدر قلق كبير بالنسبة لنا".
كانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أعلنت يوم الاثنين الماضي تعيين توم بيرييلو، عضو الكونغرس السابق، مبعوثاً أمريكياً خاصاً للسودان.
ويخوض الجيش السوداني قتالا ضاريا ضد قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز