إيران تعترف بتكثيف دعمها للحوثيين على وقع الخسائر الفادحة
مسؤول إيراني كبير يعترف بإجماع قادة الحرس الثوري الإيراني على تكثيف الدعم المالي وبالسلاح والتدريب لمليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن.
اعترفت إيران، الثلاثاء، بتكثيفها الدعم المالي وبالسلاح والتدريب الموجه إلى مليشيات الحوثيين الانقلابية، حيث عكفت على تعزيز دورها في الحرب الدائرة خلال الشهور الماضية.
وقالت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن إيران ترسل أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى جماعة الحوثي المسلحة.
وأضافت أن إيران زادت في الشهور الأخيرة دورها في الصراع المستمر منذ عامين، حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم، وهو ما يضاهي الإستراتيجية ذاتها التي انتهجتها طهران لدعم حليفها حزب الله اللبناني في سوريا.
وقال مسؤول إيراني كبير إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران الشهر الماضي لبحث سبل "تمكين" الحوثيين.
وذكر المسؤول لرويترز: "في هذا الاجتماع، اتفقوا على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي".
واتفق دبلوماسي غربي معه قائلا: "تحاول إيران منذ فترة طويلة صقل قطاعات من ميليشيات الحوثيين ليكونوا قوة معطلة في اليمن".
وأضاف: "ليس معنى هذا أن الحوثيين مثل حزب الله، لكنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا مثله ليحققوا أهداف إيران وتوسيع نطاق نفوذها وقوتها في المنطقة وخلق أدوات ضغط غير تقليدي".
وفي الأثناء، تعاني مليشيات الحوثي وحلفائهم في الانقلاب أنصار علي عبدالله صالح، خسائر فادحة في صفوفها والسلاح والمناطق التي يسيطرون عليها في اليمن أمام ضغط القوات اليمنية مدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وترفض طهران الاعتراف بدورها في الحرب الدائرة باليمن، رغم أن الحوثيين أنفسهم يعترفون بالدعم الإيراني لهم بالسلاح والمال والتدريب، وهو ما أكده المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
غير أن أفعال إيران في اليمن تعكس فيما يبدو تنامي نفوذ المتشددين في طهران والذين يسعون لاستباق ما لمح إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حزم في السياسة تجاه إيران.
وقال اللواء الركن أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي، الذي يقاتل الحوثيين في تصريح لرويترز: "لا نفتقر إلى معلومات أو أدلة على أن الإيرانيين يهربون أسلحة إلى المنطقة بوسائل مختلفة".
وأضاف "نلاحظ أن الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات موجود على الأرض.. في حين أنه لم يكن موجودا من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين. لقد جاء بعد ذلك".
وقال مسؤول أمني إيراني كبير سابق لرويترز، إن حكام إيران المتشددين يخططون لتمكين جماعة الحوثي في اليمن "لتعزيز قبضتهم في المنطقة".
وأضاف "يخططون لإنشاء مليشيا في اليمن على غرار جماعة حزب الله. من أجل مواجهة السعودية.. تحتاج إيران لاستخدام كل أوراقها".
تحايل لتوصيل السلاح لليمن
تقول مصادر إن إيران تستخدم سفنا لتوصيل إمدادات إلى اليمن إما مباشرة أو عبر الصومال لتتحايل على جهود التحالف العربي بقيادة السعودية لاعتراض الشحنات.
وتقول مصادر غربية إنه ما إن تصل السفن إلى المنطقة يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها لأنها منتشرة في تلك المياه.
ومن المعتقد أن المياه المفضلة لتنفيذ تلك العمليات تشمل خلجانا صغيرة للصيد قرب ميناء المكلا، رغم أن هذا يتطلب أن يخوض من يتم تهريبهم من رجال أو عتاد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باليمن.
وطرد التحالف العربي تنظيم القاعدة الإرهابي من منطقة المكلا العام الماضي، لكن اللواء عسيري المتحدث باسم التحالف العربي أقر بصعوبة مراقبة سواحل اليمن البالغ طولها 2700 كيلومتر.
وقال إنه "لا يمكنك مراقبة كل هذا الساحل الطويل حتى لو جئت بكل بحريات العالم.. إذا أوقفنا حركة تلك القوارب الصغيرة فسيؤثر هذا على الناس العاديين الذين يعملون بالصيد".
وفي الفترة من سبتمبر/أيلول 2015 حتى مارس/آذار 2016، اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مرارا أسلحة قال مسؤولون إنها على الأرجح كانت متجهة للحوثيين.
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس/آذار من العام الماضي عندما توقفت عمليات الضبط، وشمل العتاد صواريخ بالستية بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق بالسعودية.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية. تقييمنا هو أن المساعدة أتت على الأرجح من إيران".
وأقر نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة الحربية ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح (أرمامنت ريسيرش سيرفسز) التي تعقبت عتادا إيرانيا انتهى به المطاف في اليمن، أيضا بأن الكميات قد زادت.
وقال جينزين جونز: "لاحظنا المزيد من النجاح في عمليات النقل البحري خلال الشهور القليلة الماضية، وأظن أن الزيادة عموما في وتيرة ما نوثقه من أسلحة إيرانية ترجع جزئيا إلى نجاح مزيد من عمليات التسليم البحرية".
أسلحة متطورة
وكشفت هجمات شنها الحوثيون مؤخرا، أن العتاد العسكري الذي يملكونه أكثر تطورا، مثل هجوم 30 يناير/كانون الثاني على الفرقاطة السعودية قرب ميناء الحديدة.
وقالت البحرية الأمريكية آنذاك إن قاربا دون ربان يتم التحكم فيه عن بعد وكان محملا بالمتفجرات صدم السفينة السعودية، في أول هجوم معروف من نوعه تستخدم فيه مثل تلك القوارب، وإن الحوثيين استخدموا على الأرجح تكنولوجيا من إيران.
وفي تطور آخر هذا الشهر، قال مصدر بالحكومة اليمنية لرويترز إن زورقا لخفر السواحل تم تدميره قرب المكلا بألغام نشرها الحوثيون.
وعلاوة على الأسلحة، قالت مصادر إيرانية وإقليمية إن طهران توفر خبراء أفغانا وعربا شيعة، لتدريب وحدات للحوثيين وللعمل كمستشارين فيما يتعلق بالإمداد والتموين. ومن بين هؤلاء أفغان قاتلوا في سوريا تحت إشراف قادة بفيلق القدس.
وأشار خبير الأسلحة جينزين جونز إن نوعية الذخائر الإيرانية نحسنت مؤخرا، حيث "شملت عمليات النقل الأخيرة سلسلة (الطائرات دون طيار) أبابيل الإيرانية المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار واستخدمها الحوثيون ضد أهداف لها أهمية كبيرة مثل الرادارات وبطاريات صواريخ باتريوت".
وتابع جونز أن هناك شبهات أيضا في نقل صواريخ مضادة للسفن وصواريخ محمولة على الكتف.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز