بلومبيرج: ذعر في إيران من سيناريو الحرب

الإيرانيون يشعرون بالألم بسبب العقوبات الاقتصادية، ولديهم مخاوف من اندلاع حرب جديدة

قالت وكالة بلومبيرج الأمريكية، الثلاثاء، إن هناك حالة من الذعر وسط الشارع الإيراني من سيناريو الحرب، مؤكدة أن الإيرانيين منهكون بالفعل بسبب العقوبات الاقتصادية، ولديهم مخاوف حقيقية من اندلاع حرب جديدة. 

•  ألمانيا: انتهاكات إيران النووية لن تمر دون رد مشترك

وقال رودني جيفرسون، محرر الشؤون الدولية في وكالة بلومبيرج، إن الشارع الإيراني متخوف من أن يتسبب إقدام إيران على عمل عسكري يدفع الوضع السياسي والاقتصادي إلى غياهب الفوضى والشكوك.

وأجرى مراسل بلومبيرج (جيفرسون) مقابلات مع عدد من الإيرانيين، رافضا تحديد هويتتهم بالكامل، خشية تعرضهم للانتقام من جانب السلطات الإيرانية وملاحقتهم بتهم التحدث إلى وسائل إعلام أجنبية.

ونقل الكاتب عن أحد سكان طهران ويدعى "حسين" قوله إن الأوضاع في إيران باتت أشبه بـ"برميل بارود مهيئ للانفجار".

وأشار الكاتب إلى أن قرار إدارة ترامب بإرسال 2800 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط أثار المخاوف داخل طهران.

وقال أحد الإيرانيين ويدعى"علي"، 32 عاماً، خريج كلية الاقتصاد قوله "إن قتل جنرال إيراني على يد حكومة أجنبية أمر مؤسف ولا يغتفر، وآمل أن ترد إيران بلباقة وصبر بالطريقة نفسها التي اتبعتها حتى الآن، لكنني خائف من اندلاع الحرب، لقد عبرت الولايات المتحدة خطأ لا يمكن تجاوزه".

وأشار المقال إلى أن احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي شهدتها نحو 52 مدينة إيرانية، تعد الأكثر دموية منذ ثورة 1979.

وقال رودني جيفرسون إن تلك الاحتجاجات دفعت النظام الإيراني إلى تشديد الإجراءات الأمنية، نتيجة عجزها على احتواء الاضطرابات، كما قطع الإنترنت، وشن حملة ضد المعارضين أسفرت عن مقتل نحو 304 أشخاص خلال عدة أيام، وفقا لتقديرات منظمة العفو الدولية.

ويرى جيفرسون أن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في هذا التوقيت جاء في حينه، لأنه (سليماني) لو قتل قبل عام لكان ذلك أدى إلى تنامي الشعور القومي بين صفوف الإيرانيين، رغم ما يعانونه من ضغوط نتيجة العقوبات.

واستدرك "لكن استخدام القوة المفرطة في التعامل مع الاحتجاجات الأخيرة أصابت الكثير من الإيرانيين بحالة من اللامبالاة تجاه ما يجري، وأثارت في نفسهم المخاوف من اندلاع حرب جديدة".

ومن جهتها، تساءلت أتينا (30 سنة) عن كيف يتوقعون أن يصطف الناس خلفهم ويؤيدون مسعاهم للانتقام في الوقت الذي قتلوا فيه نفس الأشخاص في الشوارع وقطعوا الإنترنت قبل بضعة أسابيع فقط؟

وأضافت لمراسل بلومبيرج "لا أعتقد أنهم لن ينتقموا لمقتل سليماني.. لا أريد أن أكون جزءا من هذه المأساة، لأنهم هم من كانوا السبب في حدوثها، ولست أنا".

كما يأمل أحد الإيرانيين ويدعى حسين، الذي جلس في حديقة بمنأى عن الحشود، أن تنتهي حالة التوتر بين إيران والولايات المتحدة في المستقبل القريب.

وقال "ربما يدفع التصعيد كلا الطرفين لمحاولة التوصل إلى نوع من الهدنة أو الاتفاق، لمنع وقوع كارثة أكبر من الحدوث".