كيف أفشلت واشنطن صفقة إيرانية للحصول على 25 مقاتلة ميج-29؟
نتيجة لمخاوف الولايات المتحدة من وقوع طائرات ميج-29 في إيدي الإيرانيين، قامت بشراء الطائرات لقطع الطريق أمام طهران.
وظهرت وزارة الدفاع الإيرانية كعميل واعد للطائرات المقاتلة السوفيتية منذ عام 1989. فبعد وفاة المرشد الإيراني الأول روح الله الخميني، المناهض بشدة لواشنطن، سعت السلطة الجديدة إلى إقامة علاقات أوثق مع موسكو في مواجهة الخصوم الغربيين المشتركين.
وفي أوائل التسعينات تحولت القوات الجوية الإيرانية إلى عميل بارز للطائرات المقاتلة السوفيتية، حيث حصلت على ما يقدر بـ 25 مقاتلة من الجيل الرابع من طراز MiG-29 متوسطة الوزن وسرب واحد من 12 مقاتلة هجومية من طراز Su-24M.
وكان المتوقع أن تعتمد إيران على ميج-29 لتشكيل العمود الفقري لأسطولها، مع خيارات جديدة من المقاتلة المقرر تسويقها للتصدير من منتصف تسعينيات القرن الماضي، والتي تتميز بقدرات محسنة بشكل كبير. أبدت إيران أيضًا اهتمامًا بالحصول على أعداد أصغر من الطائرات المقاتلة السوفيتية المتطورة - وأبرزها ميج-31.
لكن منذ عام 1995 توقفت روسيا عن توقيع عقود جديدة مع إيران عقب اتفاق جور- تشيرنوميردين الذي وقعته روسيا مع الولايات المتحدة بضغط من واشنطن.
فعلى العكس من الاتحاد السوفيتي، كانت القيادة الروسية في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي أكثر ارتباطًا بالمصالح الغربية وكانت شديدة التأثر بالضغط لدعم الجهود الغربية لمنع أعداء الغرب المحتملين من الوصول إلى الأسلحة الحديثة.
وهو ما دفع إيران للحصول على مقاتلات ميج-29 من مكان آخر، وتطلعت إلى مولدوفا للحصول على سرب من 25 طائرة ورثتها البلاد من الاتحاد السوفيتي لكن هذا الأسطول بحاجة إلى صيانة، وهذه لا تتم إلا بتكاليف باهظة لا تستطيعها الدولة حديثة الاستقلال.
وهكذا قدمت إيران عروضاً للحصول على طائرات ميج-29 التي كانت ستوفر نفس عدد الطائرات التي قدمها الاتحاد السوفيتي نفسه.
وخشت الولايات المتحدة من أن تبيع مولدوفا المقاتلات، القادرة على حمل أسلحة نووية، إلى إيران، بسبب حاجة الدولة الجديدة للأموال.
وقال موقع "ناشونال إنترست" إن الولايات المتحدة استخدمت أقوى سلاح لديها وهو المال، من أجل الحصول على المقاتلة ومنع وصولها إلى الأيدي الإيرانية.
وأضاف أنه بحلول العام 1997، كانت واشنطن قد اشترت 21 مقاتلة MiG-29. ولم تنقلها كما هي إلى الأراضي الأميركية، بل قامت بتفكيكها ووضعها داخل طائرات شحن ضخمة، هبطت في ولاية أوهايو.
ولم تحصل القوات الجوية الإيرانية على أي مقاتلات من الجيل الرابع منذ نهاية الحرب الباردة نتيجة لذلك، على الرغم من أنه بعد انتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في عام 2020 والذي كان ساري المفعول منذ عام 2007، كانت هناك تكهنات بأن تحصل طهران على طائرات MiG-29 الحديثة.
تقول مجلة متخصصة في شؤون الجو والفضاء إن طائرات ميغ- 29 لم تظهر مجددا، وظلت حبيسة مراكز المخابرات ومرافق سلاح الجو الأميركي.
وكانت المقاتلة ميغ- 29 تعتبر أكثر الطائرات السوفيتية تطورا على الإطلاق، حتى أنها وصفت بدرة تاج الصناعات العسكرية لموسكو.
في المقابل، حصلت مولدوفا على 40 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية، وبعض المركبات العسكرية ومعدات أخرى غير قتالية.
وباعت الدولة السوفيتية السابقة ما تبقى من سلاحها الجوي لكل من اليمن وإريتريا في حينها.