إيران تعزز ترسانتها الصاروخية.. تمهيد لصراع مستقبلي مع إسرائيل؟
رغم العقوبات الأممية، تواصل إيران التوسع في أنشطة الصواريخ الباليستية، في محاولة منها لتعزيز ترسانتها، ما طرح تساؤلات حول الهدف وما إذا كان تمهيدًا لصراع مستقبلي مع إسرائيل؟
ففي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن ترسانة الأسلحة الإيرانية "تفوق بكثير ترسانة حرب الاثني عشر يومًا" في إشارة للحرب مع إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
عراقجي أضاف أن طموحات إسرائيل من المواجهة الأخيرة بين البلدين لم تتحقق أبدًا، مؤكدا "هزيمة" إسرئيل وهو نفس الخطاب الذي كرره وزير الدفاع عزيز نصير زاده الذي قال إن صناعة الدفاع الإيرانية تطورت خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيدًا بتحسن جودة وكمية ترسانة الصواريخ الإيرانية.
توسع النشاط
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أفادت مصادر استخباراتية أوروبية أن إيران تعزز بالفعل برنامجها الصاروخي الباليستي في أعقاب الحرب، وأنه رغم عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر بيع الأسلحة لطهران إلا أن نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية آخذ في التوسع.
وتشير التقارير تحديدًا إلى وصول شحنات متعددة من بيركلورات الصوديوم إلى ميناء بندر عباس الإيراني من الصين وتعد هذه المادة الكيميائية أساسية لإنتاج الوقود الصلب الذي يغذي إمدادات الصواريخ التقليدية الإيرانية، مما يجعل هذه الشحنة مصدر قلق بالغ.
ولا «تعد انتهاكات طهران للالتزامات الأممية أمرا جديدا، إلا أن تركيز إيران على تجديد مخزوناته الصاروخية يمثل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، خاصة وأن المسؤولين الإيرانيين اكتسبوا -أيضًا- رؤى مهمة تتعلق بحمولة أسلحتهم خلال حرب الـ12 يومًا»، بحسب الموقع الأمريكي.
وأوضح بهنام بن طالبلو، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كيف تدمج إيران الدروس المستفادة من الصراع، قائلا إن طهران "تعلمت أيضًا كيفية إطلاق كميات أقل من الصواريخ وتحقيق عائد أكبر بناءً على الأهداف والموقع وتسلسل إطلاق النار، أو صيغة الإطلاق".
وأضاف: "لا شك أن النظام الإيراني يريد تحسين قوة صواريخه الفتاكة.. لقد تعلم بالتأكيد الكثير بين عملية الوعد الحقيقي الأولى، والوعد الحقيقي الثانية، والوعد الحقيقي الثالثة".
وتابع: "خلال الحرب، أطلقت إيران بعضًا من أكثر صواريخها فتكًا وتطورًا باتجاه إسرائيل مثل صاروخ فاتح-110 الباليستي قصير المدى الذي يعمل بالوقود الصلب، وصاروخ ذي الفقار الباليستي طويل المدى وغيرها".
ولم تتردد إيران يومًا في التباهي بقوتها الصاروخية؛ فخلال العام الجاري وحده، استعرض الحرس الثوري قدرات إيران الصاروخية في مناسبات متعددة عبر مقاطع فيديو دعائية تصور منشآت صاروخية تحت الأرض في جميع أنحاء البلاد.
وهناك أيضا اللقطات التي تنشرها وسائل الإعلام الحكومية في البلاد كما تزود إيران وكلائها الإقليميين مثل حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، بالأسلحة والتمويل والتدريب.
وإذا كانت أولوية طهران لتوسيع نطاق الصواريخ تتزايد بشكل واضح فإن ذلك يمهد الطريق لصراع مستقبلي مع إسرائيل، يختتم الموقع الأمريكي تقريره.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز