هجمات إيران على السفن.. الملاحة البحرية تحدد "بوصلة" رئيسي
بينما كانت طهران تشهد تسليما للسلطة، كانت قوات خاصة مسلحة إيرانية تختطف الناقلة "أسفلت برينسس" وتأمر طاقمها بتغيير مساره.
وأعطى الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني خليفته إبراهيم رئيسي، جولة بالمجمع الرئاسي في شارع باستور، على بعد حوالي ألف ميل إلى الجنوب من بحر العرب، حينما كانت قواته تختطف السفينة.
- "سفينة العرب" بين الاختطاف والتحرير.. كرة ثلج فضحت إيران
- حادثة اختطاف "سفينة خليج عمان".. أمريكا تتهم إيران
وطبقًا لتحليل نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، كان هذا ثاني هجوم لقوات إيرانية على سفينة أجنبية غير مسلحة في أقل من أسبوع، بعد هجوم بطائرة مسيرة، مساء الخميس، على ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، الذي أسفر عن مقتل حارس أمن بريطاني وقبطان روماني، وألقت إسرائيل باللوم في الهجوم على الحرس الثوري الإيراني.
وكما الحال مع "دبلوماسية الرهائن" الإيرانية باحتجاز سجناء بريطانيين مثل نازنين زاغري راتكليف وأنوش عاشوري بتهم تجسس وهمية، صعد الحرس الثوري والبحرية الإيرانية خلال العامين الماضيين على متن ما لا يقل عن 6 سفن وصادروها من أجل كسب النفوذ أو استعراض النفوذ في مضيق هرمز وحوله.
وفي بعض الحالات يتم الإبقاء على السفن مختطفة لشهور. فمثلًا، جرى احتجاز ناقلة النفط الكورية الجنوبية "هانكوك كيمي" في وقت سابق من العام الجاري؛ كضمانة لدين بقيمة 7 مليارات دولار تدين به سول لطهران، بحسب الصحيفة نفسها.
وفي حالات أخرى، كما الحال مع "أسفلت برينسن"، أصدرت أوامر للسفن للاتجاه إلى طهران، فقط لكي تنسحب القوات الإيرانية فجأة كما ظهرت.
وأشارت "التايمز" إلى أن رئيسي، المتشدد المخضرم الذي ينظر إليه باعتباره الخليفة المحتمل للمرشد الأعلى علي خامنئي، سيؤدي اليمين رسميًا، الخميس.
وبما أنه متهم بإصدار أوامر إعدام مئات من السجناء السياسيين في الثمانينيات، فهو بالفعل يخضع للعقوبات الأمريكية ومن المتوقع أن يملأ حكومته بشخصيات متشددة، ليكون بينهم أفراد من الحرس الثوري على عكس روحاني الذي كان يميل للتيار المعتدل نسبيا.
وباعتدائهم على "أسفلت برينسس"، ربما أرادت البحرية الإيرانية تذكير رئيسهم الجديد بقدراتهم الخاصة، إذا واصلت إيران استخدام الرهائن كورقة سياسية.
لكن رئيسي سيصطدم باقتصاد يهدد بسحقه جراء سوء الإدارة والعقوبات وحملة "الضغط الأقصى" التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، عندما انسحب من الاتفاق النووي.
ويؤدي انقطاع الكهرباء ونقص المياه في اضطرابات بشتى أنحاء البلاد، بينما سيتعين على رئيسي أيضًا احتواء موجة جديدة من الإصابات في أسوء تفش لفيروس كورونا المستجد بالشرق الأوسط، مع معاناة إيران في تطعيم الشعب.
وهذا الأسبوع، تعهد رئيسي بالسعي نحو إنهاء "العقوبات" الأمريكية، وهو ما سيعني على الأرجح العودة لاتفاق روحاني النووي.
لكن بعد استفزازات هذا الأسبوع مع بريطانيا، لن تكون أمريكا في مزاج يسمح لها بالمساومة.
وحذر نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من أنه لا يمكن أن يتوقع رئيسي أن يجلس بكل راحة في طهران بينما "يشعل النيران بالشرق الأوسط."
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز