9 سنوات والجرح غائر.. أنين الإيزيديين يطلب العدالة
يوما ما قبل 9 أعوام، هبت رياح أغسطس/آب الساخنة على وجوه إيزيدية مسالمة في العراق، أعقبه يوم آخر من الهدوء، قبل العاصفة المدمرة.
ففي 3 أغسطس/آب 2014، ودع المجتمع الإيزيدي في العراق السلام والهدوء، إثر بدء تنظيم "داعش" الإرهابي حملة دموية ضد هذه الأقلية تضمنت تطهيرا عرقيا على شكل عمليات إعدام جماعية وإجبارا على تغيير الديانة وعنفا جنسيا واسع الانتشار، بالإضافة إلى ذبح الآلاف من الأشخاص.
وخلال هذه الحملة الدموية، عمد داعش إلى استرقاق أكثر من 6،500 من النساء والأطفال، وتسبب العنف بتشريد أكثر من 350،000 في مخيمات النزوح شمالي العراق.
وحتى اليوم، لا يزال أكثر من 120،000 ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب تحول دون إعادة بناء حياتهم، كما تعيش غالبية الأفراد بدون خدمات حيوية منذ صيف عام 2014، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم ودعم سبل العيش.
الأكثر من ذلك، حرق تنظيم "داعش"، منازل ومدارس الإيزيديين ودور العبادة، وجرى الاتجار جنسيا بفتيات بعمر الثامنة والتاسعة.
ولا يزال أكثر من 2،800 امرأة وطفل إيزيدي في عداد المفقودين أو في الأسر.
فشل عالمي
وخلال إحياء ذكرى المذبحة العام الماضي، قالت الناشطة الإيزيدية وسفيرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، نادية مراد، إن الأقلية الإيزيدية كانت تعيش بسلام قبل ظهور "داعش".
وبسبب داعش، فقدت مراد والدتها وستة من أشقائها وبنات إخوتها، وتم أسر بقية أسرتها.
وقالت الناشطة الإيزيدية: "لقد تفرّج العالم بغضب وطالب بتحرّك ملموس لإنهاء الإبادة الجماعية، ولكن بعد أعوام، فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته في حماية الأكثر ضعفا".
وتعاني النساء الناجيات والأطفال الناجون من صدمات، ويعيشون في مخيمات النزوح، ويعاني من تمكن من العودة إلى دياره من نقص في الحصول على الخدمات الأساسية.
وبحسب مراد، عاد 100،000 من الإيزيديين إلى ديارهم في سنجار شمالي العراق، ولكنهم يعانون من الظروف المعيشية التي تفتقر للرعاية الصحية والتعليم والمياه الصالحة والأمن.
مسار المحاسبة
وبعد مرور 9 أعوام لا تزال محاسبة المتسببين في التطهير العرقي ضد الإيزيديين، صعبة التحقق، بسبب صعوبة تحديد القائمين على هذه الجريمة في تنظيم عصابي غير معروف هوية قياداته الوسطى ومعظم عناصره.
لكن بعض الدول تحاول إجراء محاكمات فردية للقصاص للضحايا، إذ قضت محكمة ألمانية في يونيو/حزيران الماضي، بسجن امرأة لأكثر من تسع سنوات لإدانتها باستعباد امرأة إيزيدية والمساعدة والتحريض على جرائم حرب وإبادة لانتمائها لتنظيم "داعش".
وقالت متحدثة باسم المحكمة في مدينة كوبلنس (غرب) إن الألمانية البالغة من العمر 37 عاما، وأشير إليها باسم نادين. ك أدينت أيضا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية.
والمدانة التحقت بتنظيم "داعش" بين ديسمبر/كانون الأول 2014 ومارس/آذار 2019، وذهبت إلى سوريا للانضمام إلى الجماعة الإرهابية مع زوجها. وفي 2015 انتقل الزوجان إلى الموصل في العراق ثم عادا إلى سوريا.
وفي أبريل/نيسان 2016 استعبد الزوجان فتاة إيزيدية كانت أسيرة لدى تنظيم "داعش" منذ عام 2014. وكان زوج نادين ك. يقوم باغتصاب الشابة الإيزيدية وضربها بانتظام وبعلم المدانة.
وقال ممثلو الادعاء في افتتاح المحاكمة في وقت سابق من هذا العام: "كل هذا كان يخدم الغرض المعلن لتنظيم داعش وهو القضاء على الإيزيديين".
وكانت محكمة ألمانية أيضا، أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أول حكم في العالم يعترف بالجرائم ضد الإيزيديين على أنها "إبادة" في قرار أشاد به نشطاء باعتباره انتصارا "تاريخيا" لهذه الأقلية.
واليوم الثلاثاء، اعتبرت الحكومة البريطانية أن جرائم تنظيم "داعش" في حق الإيزيديين في العام 2014 في العراق تشكل "إبادة جماعية"، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية البريطانية في بيان.
وتعرض الإيزيديون الناطقون باللغة الكردية والذين ينحدرون من شمال العراق للاضطهاد مدى سنوات على يد مسلحي التنظيم المتطرف الذين قتلوا مئات الرجال واغتصبوا نساء وجندوا أطفالا قسراً للقتال.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز