صدام وبوش في حرب أوكرانيا.. من يؤيد العراقيون؟
ينشغل العراقيون كبقية من دول العالم مع الأحداث الجارية في أوكرانيا خاصة عقب بدء العملية العسكرية الروسية، مسترجعين ما مروا به في تاريخهم القريب ومستحضرين أسماء وأحداثا دونتها سجلات التاريخ.
وقع ما يجري بشأن الحرب في أوكرانيا المستعرة، يتابعها العراقيون من زوايا مختلفة يدخل فيها التاريخ القريب والوقائع التي عاشتها البلاد خلال العقود الثلاث الأخيرة.
وتتفاعل العديد من منصات التواصل الاجتماعي عبر تغريدات وتدوينات متعارضة المواقف، ما بين مؤيد لموسكو وأخرى تتضامن مع كييف.
وتحرك الكثير من تلك المواقف امتدادات سياسية وأيديولوجية بحسب كل فريق وانتمائه لأي المعسكرين الروسي أو الأوكراني، حيث ينظر البعض للأخير باعتباره امتدادا للخط الغربي الأمريكي.
ومع اجترار الحرب واشتباك نيرانها على الأراضي الأوكرانية، تندفع مواقف الرفض والقبول بين العراقيين نحو التأزم والاحتدام.
ويبرر المؤيدون لحرب القيصر على أوكرانيا على أن فلاديمير بوتين طالما كان داعماً للقوى الشرق أوسطية بما فيها العراق ممن تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة وقطارها الغربي.
وينحشد ذلك الرأي عبر تعضيده من قبل قوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران، لتحريك الشارع العراقي نحو مزيد من التضامن مع مدافع روسيا في دك الأراضي الأوكرانية.
في الجانب الآخر، يقف المعارضون للحرب وإبداء مواقف التعاطف والتضامن مع الشعب الأوكراني في إحالة للتاريخ، كون ما يحدث الآن ليس ببعيد عما جرى في تسعينيات القرن الماضي، عندما اجتاح نظام صدام حسين الجارة الكويت.
ويشبه هؤلاء الحرب الدائرة في أوروبا الشرقية بغزو النظام العراقي البائد للكويت، إذ إن كلاً من صدام حسين وفلاديمر بوتين بررا موقفهما على أنه حفظ للأمن القومي وحماية لمصالح البلاد.
وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لدبابة تحمل علماً أوكرانياً تجثم قرب جدارية تحمل صورة لرئيس النظام العراقي السابق صدام حسين في أوائل الغزو الأمريكي عام 2003.
ونادت أغلبية المنشورات تلك بعدم التعاطف مع أوكرانيا كون الأخيرة مدانة بأعمال عدائية ارتكبت ضد العراقيين، بعد أن كانت من أوئل الدول المؤيدة لواشنطن في غزوها للعراق إبان حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.
في المقابل، فإن موقع "تقنية من أجل السلام"، متخصص بكشف التزييف الإلكتروني والتقني، أوضح أن الصورة تعود لقصص صحفية سابقة عن حرب الكويت ولم تكن تحوي التمثال الذي يرجح الموقع تركيبه بواسطة البرامج المتخصصة لتعديل الصور.
وكانت الولايات المتحدة أقدمت على اجتياح العراق بضم العديد من دول العالم إلى حلفها العسكري بينها أوكرانيا، في موقف لتغليب صفة الشرعية الدولية على تحركها صوب إسقاط نظام بغداد.
وبحسب وثائق وملفات أرشيفية، فقد اشتركت أوكرانيا في الحرب على العراق بإرسال قوة قوامها 1650 جنديا ضمن قوات حفظ السلام، لتختص بأعمال دفاعية ورصد راداري.
وطبقاً لمعلومات أطلقها الجيش الأمريكي، كان الجنود الأوكرانيين بقوات حفظ السلام متمركزين بمدينة الكوت العراقية، بينما عمل جنود أوكرانيون بين عامي 2005 و2008 تحت قيادة بولندية على تدريب الشرطة والجيش العراقيين.
يذكر أن قوات حفظ السلام بالعراق التي ضمت أوكرانيا شملت العديد من الدول، بينها بلدان عربيان ونحو 4 دول إسلامية.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA=
جزيرة ام اند امز