داعش والبيتكوين.. تحذيرات أوروبية من التمويل الخفي للإرهاب
حذرت دراسة أوروبية من استغلال تنظيم داعش الإرهابي العالم الرقمي وأدواته المتطورة لترويج أفكاره وتجنيد الشباب وتمويل عملياته.
ووفق دراسة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره ألمانيا تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها فإن تنظيم داعش أفتى بجواز التعامل بالعملات الرقمية، وأبرزها "بيتكوين" لتسيير عملياته الإرهابية.
ولفتت إلى أن التنظيم الإرهابي أصدر مؤخرا وثيقة إلكترونية باللغة الإنجليزية حملت عنوان "البيتكوين وصدقات الجهاد"، حدد فيها "الأحكام الشرعية" لاستعمال البيتكوين.
وبينت أن تنظيم داعش يستخدم العملة الرقمية لتمويل الأنشطة الإرهابية للتغلب على الأنظمة المالية العالمية؛ لأن التنظيم يواجه صعوبات في التحويل لشخص قد يكون موضوعا على لائحة الإرهابيين والمطلوبين .
وقالت إن العالم الرقمي وأدواته المتطورة والآمنة عزز من قدرة داعش على ترويج أفكاره المتطرفة وتجنيد الشباب، خاصة مع استخدام تطبيقات وشبكات غير مراقبة أمنيا "كالتليجرام" و"الديب ويب".
وأوضحت أن "الثورة الرقمية عززت من آليات العمليات الإرهابية، وتنوع مصادر التمويل (الإرهاب الرقمي)، وهو ما جرى ما بين عامي 2015 و2017 في عمليات الذئاب المنفردة لتنظيم داعش، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي للحث على ارتكاب العمليات الإرهابية في أوروبا، وتبادل الصور والأفلام الخاصة بالتنظيم.
وإزاء ذلك، طالبت دراسة المركز الأوروبي، الحكومات على مستوى وطني بتصعيد جهودها والارتقاء إلى التحديات الجديدة في العالم الرقمي، الذي أصبح تهديدا لا يقل عن تلك التهديدات على الأرض.
كما نبهت الدراسة إلى أن أجهزة الاستخبارات في سباق مع الذكاء الاصطناعي وتحديات العالم الرقمي الذي تستغله الجماعات المتطرفة، في عالم ربما غير منظور للمواطن العادي وهي الشبكة المظلمة والعميقة.
"أصبحت التنظيمات الإرهابية تمتلك عناصر متخصصة في مجال التكونولوجيا، مما يجعل الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية مطالبة ببذل جهود أكثر لتكون على قدر عالٍ من الحرفية في التعامل مع تلك الوسائل"، بحسب الدراسة.
وفي خطوة عملية للمواجهة، رأت الدراسة أنه من الضروري مجابهة التنظيم إلكترونيًّا بتطبيقات تصنع ثغرات فى عالمهم الافتراضى المظلم، مع مراقبة التعاملات الرقمية؛ لمنع الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات الإرهابية".
وقال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب إن التنظيمات المتطرفة أدركت منذ وقت مبكر أهمية شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى، واعتبرتها منفذا مأمونا لنشر وتنفيذ مشروعها الأيديولوجي عقب إقرارها بفشل عمل التنظيمات السرية، والتجنيد المباشر فى ظل التضييقات الأمنية على تلك التنظيمات.
ونقلت عن وكالة تطبيق القانون الأوروبية "يوروبول"، تحذيرها من أن خطر شن تنظيم داعش هجمات في أوروبا "لا يزال مرتفعا للغاية".
كما نقلت الدراسة عن مركز مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن شبكات ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تمثل جامعة إلكترونية لإعداد وتجنيد الذئاب المنفردة، وأداة خصبة لنشر أفكارهم المتطرفة، حيث تقوم تلك التيارات بتصنيف مواقع التواصل وفق استخدامه المناسب.
وبات الفكر الداعشي يراهن على استخدام تطبيقات برامج "اللايف شات" التي تتميز بخصائص التراسل الفوري، والانتشار كالقنوات، وإرسال الملفات، والبث الصوتي والمرئي، بصورة أكثر أماناً.
وذكرت الدراسة نقلا عن جوليان كنغ مفوض الاتحاد الأوروبي أن تنظيم داعش لا يزال يمثل مشكلة كبيرة لأنه يواصل ضخ محتوى الإرهاب على الإنترنت.
ووفقا لدراسة سابقة للمركز، تمتلك قيادات داعش عملات "بيتكوين" تبلغ قيمتها 300 مليون دولار وسط مخاوف من تزايد حجم هذه العملات واستغلالها في تنفيذ موجات جديدة من الهجمات الإرهابية.
وكانت وزارة العدل الأمريكية كشفت في 13 أغسطس/آب 2020 عن مصادرة 300 حساب للعملات الرقمية المشفرة و4 مواقع على الشبكة العنكبوتية، و4 صفحات فيسبوك تابعة لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" تستخدم في جمع التبرعات والتمويل الخفي، وغسل الأموال، والأنشطة غير القانونية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA=
جزيرة ام اند امز