تساقط قادة داعش في سوريا.. خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" الأسباب
يكشف سقوط قائدين إرهابيين وراء بعض، من داعش بيد الأمريكيين وحلفائهم، حالة انكشاف أمني يعيشها التنظيم في شمال شرق سوريا.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان أمس السبت، أن قواتها نفذت هجوما بالهليكوبتر في شمال سوريا يوم 28 سبتمبر/أيلول وألقت القبض على ممدوح إبراهيم الحاجي شيخ من تنظيم "داعش"، وصفته بأنه "أحد ميسري عمليات وتحركات داعش"، مؤكدة أنه "لم يصب أو يقتل أي مدني خلال هذه العملية".
والأسبوع الماضي أعلنت نفس الجهة خلال غارة في 25 سبتمبر/أيلول أن قواتها ألقت القبض على أبو هليل الفدعاني، وهو أحد المسؤولين عن تيسير وتنفيذ عمليات للتنظيم في سوريا، كانت تقديرات قد أشارت إلى أن له "علاقات في جميع أنحاء شبكة التنظيم بالمنطقة".
فكيف يفسر الخبراء سقوط قياديين بالتزامن من تنظيم داعش في يد الأمريكيين بالتعاون مع حلفائهم في "قوات سوريا الديمقراطية"؟، وإلى أي حد يعيش الإرهابيون حالة من الانكشاف الأمني أمام القوات الدولية المحاربة للتنظيم الإرهابي؟.
تنسيق ناجح
وقال رياض درار الرئيس المشترك لـ "مجلس سوريا الديمقراطية" الذراع السياسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية"، لـ"العين الإخبارية"، إن سقوط قادة داعش خلال الفترة الأخيرة، يعكس قوة التعاون والتنسيق المشترك المكثف بين قوات "قسد" والتحالف الدولي بقيادة أمريكا المستمر لملاحقة قادة التنظيم الإرهابي بشمال شرق سوريا؛ سعيا لإنهاء وجوده".
وأشار إلى أن اعتقال قادة وعناصر خطيرة في تنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة، جاءت بعد أن أصبحت اتصالات عناصر التنظيم الإرهابي مكشوفة.
وكان البيان الذي أعلن نجاح عملية اعتقال الفدعاني، قد وصف هذا الإرهابي، الذي كان ضابطا في الجيش العراقي بأنه "يملك علاقات في جميع أنحاء شبكة التنظيم بالمنطقة"، ما يعني أن الأجهزة الأمنية في واشنطن باتت قادرة على تحديد أماكن الإرهابيين واستهدافهم وإخراجهم من ساحة المعركة.
وقال درار إن "سقوط قادة داعش يأتي في وقت مناسب، لأنه أحبط محاولات داعش لمحاولة إثارة المزيد من الفوضى والقلاقل في المنطقة".
ودعا "درار" لتكثيف التنسيق الأمني بين "قسد" وقوات التحالف الدولي، من أجل مواجهة فكر التنظيمات الإرهابية، محذرا من إمكانية قيام داعش بتحريك خلايا نائمة في بعض المناطق.
وشاية فصيل مناوئ
نجاح قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في استهداف قيادات تنظيم داعش الواحد تلو الآخر، يأتي بعد "الانكشاف الأمني الواضح لقيادات التنظيم في سوريا"، هذا ما أكده الدكتور هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي.
قال النجار لـ"العين الإخبارية" إن"الانكشاف الأمني" لتنظيم داعش في سوريا يرجع لعدد عوامل هى؛ اندفاع التنظيم حركيا للقيام بعمليات لإثبات الحضور ولكسب شرعية لقيادته الجديدة ما أدى للاستدلال على مناطق تمركز ناشطيه ومخططي عملياته".
وأشار النجار إلى "وجود انقسامات وانشقاقات حادة أيضا أدت لرغبة أجنحة داخل التنظيم في إضعاف الأخرى عن طريق الإبلاغ عن ناشطيها، إضافة إلى رغبة فصائل مناوئة في إضعاف داعش، وكسب رضا التحالف الدولي"..
وكان الباحث المصري أحمد كامل البحيري، الخبير بالوحدة الأمنية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، قد قال في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن "بنية التنظيم المركزي ستتأثر بشكل كبير بغياب قادة مثل أبو هليل الفدعاني، وممدوح إبراهيم الحاجي الملقب "أبو يوسف".
ونبه البحيري في الوقت ذاته إلى أن التنظيم يكيف نفسه مع أي طارئ جديد، وهو ما يقوم به بعد مقتل أو اعتقال القيادات.
أشار إلى أن "التنظيم الإرهابي أقرب في طريقة العمل، لنظام اللامركزية من المركزية، حيث تلعب أفرع التنظيم في الوقت الحالي أدوارا تحمل مزيدا من الاستقلالية"، مستشهدا بأفرع داعش في أفريقيا التي أصبح لديها مرونة في الحركة والتكتيك والأدوات المستخدمة.
سقوط رؤوس داعش
وينفذ الجيش الأمريكي عمليات نوعية في سوريا لضرب قيادات في تنظيم داعش الذي سيطر في عام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق قبل إعلان هزيمته في 2018.
وقتلت قوات أمريكية زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في سوريا عام 2019، كما قتلت خليفته أبو إبراهيم القرشي في فبراير/شباط العام الماضي، وفي 2022 أعلن التنظيم كذلك مقتل زعيمه الثالث أبو الحسن الهاشمي القرشي دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتله.
وفي أغسطس/آب الماضي أقر داعش بمقتل زعيمه الرابع، أبو الحسين الحسيني القرشي، وأعلن اختيار أبو حفص الهاشمي القرشي زعيما جديدا للتنظيم.
وإلى جانب استهداف قيادات التنظيم الرئيسية يشن البنتاغون غارات في العمق السوري بمناطق وجود داعش للقبض على مطلوبين.
ومُني التنظيم، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة بسوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في العام 2017، ثم في سوريا عام 2019.
وخسر التنظيم كامل مناطق سيطرته، إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات بالبلدين كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.