الانقسام الليبي.. هل سيكون بوابة لعودة "داعش"؟
بعد أيام على منح فتحي باشاغا الثقة لتشكيل حكومة ليبية جديدة، عادت الانقسامات السياسية مرة أخرى وسط تحذيرات من عودة داعش.
تلك التحذيرات انطلقت شرارتها الأولى قبل أيام على لسان المبعوثة الأممية لليبيا ستيفاني ويليامز، معتبرة أن خطر التنظيم أصبح شديدا على البلاد، حال عودة الانقسام والحرب.
إلا أن الانقسام السياسي في البلد الأفريقي، بلغ أشده خلال اليومين الماضيين، خاصة بعد انقلاب ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة"، على جلسة تسمية رئيس الحكومة، واصفًا خطوة البرلمان بـ"الإجراء غير السليم".
وعززت هذه الانقسامات التي باتت تسيطر على المشهد السياسي في ليبيا، من تخوفات احتمالية غزو الأعلام السوداء لتنظيم داعش لهذا البلد الذي لم يضمد جراحه بعد، وهو ما حذر منه محللون ليبيون استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم.
انقسامات سياسية
ويقول المحلل السياسي الليبي العربي الورفلي، لـ"العين الإخبارية"، إن ليبيا تشهد تطورات سياسية أدت إلى انقسام داخل العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، خاصة بعد رفض رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة، تسليم السلطة.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات تدل على وجود حالة من الانقسام الشديد، فيما الأزمة تتصاعد، مشيرًا إلى أن هذه التطورات أدت إلى ظهور خلايا تنظيم "داعش".
وأكد الورفلي، أن تلك التنظيمات قد تظهر في العاصمة طرابلس، لأنها تقتات على الأزمات داخل الدول، مشيرًا إلى أن تلك التطورات قد تؤدي إلى ظهور هذه الخلايا مرة أخرى باغتيالات وتفجيرات.
وحذر من عودة تنظيم داعش إلى مدينة سرت، إذا ما تصاعدت حالة الانقسامات؛ مشيراً إلى أن "الوضع أصبح خطيرا، وربما نشهد تنظيمات أخرى مسلحة، مثل "القاعدة"، وخلايا إرهابية نائمة تتأهب حاليا للعودة للمشهد".
فراغ أمني
أما المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، فيقول لـ"العين الإخبارية"، إن تنظيم "داعش" حاول على مدى قرابة عقد مضى، استغلال أي فراغ أمني في الدول ليزرع بذوره الخبيثة، مستدركا "ليبيا مرت بظروف أصعب مما هو متوقع أن يحدث الفترة المقبلة".
وأوضح أن التنظيم الإرهابي لم يستطع إنشاء قوى حقيقية على أرض الواقع بفضل قوات الجيش الليبي التي تعهدت بعدم السماح بعودة الإرهاب مرة أخرى مهما كلف الأمر.
ورغم ذلك، إلا أن بلعيد لم يستبعد عودة "داعش" إلى بعض ضواحي العاصمة طرابلس، خاصة أنه كـ"الضبع" يعيش على فتات المعارك، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي لن يكون بالقوة الكافية لتشكيل تهديد فعلي، إلا إن عاد باتفاق مع طرف له مصلحة في طرابلس، وهو أمر غير وارد.
حركة داعش
الانقسام في المجتمع الليبي سيدفع باتجاه تنشيط حركة تنظيم داعش في جنوب ليبيا، وفق المحلل السياسي الليبي مختار الجدال.
الجدال يضيف لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم سيجد الدعم اللازم من التنظيمات الإرهابية خاصة الإخوان، مستدركا أن سيطرة الجيش الليبي على الجنوب "ستقيد من حركة داعش التي ستكون محدودة إلى حد ما".
ورغم التصريحات الحذرة للمحللين الليبيين، فإن المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي كان له رأي آخر، فأكد أن الحديث عن انقسام سياسي جديد في ليبيا أمر مستبعد خصوصا بعد التفاهمات الأخيرة.
وأوضح المحلل الليبي، لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم الإرهابي سيحاول استغلال أي انقسام سياسي، لكن الأمر سيكون صعبًا جدا عليه، خصوصا أن القوات المسلحة الليبية متواجدة في الجنوب منذ فترة؛ للقضاء على تنظيم داعش.
تضييق الخناق
وفيما نجح الجيش الليبي في تضييق الخناق على تنظيم داعش وكذلك المجموعات الإجرامية التي تعمل في مجال التهريب والهجرة غير الشرعية، أكد المحلل الليبي أنه من الصعب على تنظيم داعش أن يعاود نشاطها الكبير.
وتوقع أحمد المهدوي، أن يكتفي "داعش" بشن عمليات نوعية ضد مواقع للجيش في الجنوب، دون أن يكون له أي دور، مشيرًا إلى أن حركه التنظيم الإرهابي ستكون أكثر أريحية في طرابلس لتعدد المجموعات المسلحة المؤدجلة، ناهيك بوجود المرتزقة الأجانب التي ستستغل حالة الفوضى هناك، لمعاودة نشاطها.
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز