مصر.. تأييد واسع لفتوى تحريم أغاني داعش
المفتون يذهبون دائما إلى تحريم الأغاني التي تعرضها بعض الفضائيات، وتتضمن مشاهد راقصة، ولكن ماذا عن أغاني الجماعات الإرهابية!!
"هل الاستماع إلى الأغاني حرام شرعا؟".. سؤال متكرر تكون الإجابة المبدئية عليه "الأغاني حلالها حلال وحرامها وحرام".
وفي التفاصيل، يذهب المفتون إلى أن الأغاني التي تعرضها بعض الفضائيات وتتضمن مشاهد راقصة وكلمات غير جائزة شرعا، يصبح مشاهدتها حرام شرعا.
ولكن ما لم يتم الالتفات له في هذه الإجابة التقليدية، هو أن بعض الأغاني الخاصة بالجماعات الإرهابية، مثل أغاني داعش، لا تتضمن مشاهد راقصة ولا كلمات محرمة شرعا، لكنها تبث سم الكراهية والفرقة في كلمات معسولة تداعب المشاعر، وهو ما التفت إليه د.مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية، فأطلق مؤخرا فتوى تحرم الاستماع لتلك الأغاني.
وأيد المفكر الإسلامي د.محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر هذه الفتوى، وقال في تصريح خاص لبوابة العين الإخبارية، إن أي أناشيد أو أشعار أو خطاب أو خطبة تسيء إلى الإسلام كما تفعل جماعة داعش الإرهابية اليوم هو شيء مرفوض ومحرم علينا ترديده أو التأثر به.
وأوضح أبوليلة، أن الإسلام دين يجمع البشرية ولا يفرقها، ويرفع الحزن والضيق والمشقة عن الناس، وأن الحروب التي تشنها داعش وتستخدم الأغاني لشحذ همم أنصارها من أجل خوضها، هي في مغزاها سياسية وليست دينية، ولكنها تتمسح بالإسلام، وهذا كذب لأن الإسلام لا يبنى على سلاح أو دبابة أو حزام ناسف، فالإسلام دين السلام.
وأضاف أستاذ الدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه حتى في حال الاعتداء على الدين الإسلامي واللجوء للحرب للدفاع عن النفس يكون بطريقة مقننة، ولها أخلاقياتها وقوانينها، مؤكداً أن نشر الأفكار المضللة لعداء إخواننا المسيحيين في البلدان الإسلامية من الخطيئة التي تتناقض مع تعاليم إسلامنا.
واتفقت الدكتورة أمنة نصير -مفكرة إسلامية وأستاذ الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- مع الرأي السابق، وقالت "أي كلمة مرسلة إن كانت شعرا أو غناء أو غيرهما لا تدعو إلى الأخوة الإنسانية والتقدم الحضاري وحماية كوكب الأرض وتدعو إلى حب الإنسان لأخيه الإنسان فهي حرام".
وأشارت أمنة، إلى أن الأسباب وراء تحريم مثل هذه الأغاني والأناشيد وأنها تحرض على الذبح والقتل وإشعال نار الفتن والكراهية بين البشر، وهو ما يحرمه الله في كتبه، ولهذا تعد أي صورة من صور التحريض على الكراهية حرام ويحرم سماعها وتداولها والانصياع لها، لأن الغرض منها هو نشر الفساد في الأرض والفساد بين البشر، وهو عكس ما أمر به الله عز وجل، فهو سخر الأرض للإنسان ليعمرها لا ليسعى فساداً بها.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز