موقع أمريكي: داعش يتمدد في أفغانستان
رغم مرور أكثر من 6 أشهر على انسحاب أمريكا من أفغانستان، لا يزال تهديد الفرع الأفغاني لتنظيم داعش يؤرق قيادة البنتاجون.
ووفقا لموقع صوت أمريكا، فقد حذرت تقديرات استخباراتية مختلفة للولايات المتحدة ودول أخرى من أن الجماعة، المعروفة باسم داعش خراسان، تضاعف حجمها تقريبًا إلى أكثر من 4000 مسلح عقب استيلاء طالبان على أفغانستان العام الماضي.
وذكر الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية في كلمته أمام مجلس النواب الأمريكي "نحن قلقون بشأن المسار التطوري لداعش- خراسان".
وتابع: "نواصل مراقبة نمو داعش بعناية. تمكن التنظيم من تنفيذ بعض الهجمات الكبيرة حتى في كابول خلال الأشهر الماضية. ... أتوقع أن تتصاعد هجمات داعش مع اقتراب الصيف".
لكن برغم خطورة تنظيم داعش خراسان، إلا أنه التنظيم لم يطور قدراته بالسرعة التي كان يخشاها بعض المسؤولين الأمريكيين في البداية.
كان، ماكنزي، ثالث أعلى مسؤول في البنتاجون قد حذر النواب في أكتوبر/ تشرين الأول من أن الجماعة ستكون قادرة على تجديد القدرات اللازمة لشن هجمات إرهابية على الغرب خلال أقل من ستة أشهر.
لكن التنظيم الذي يقوده شهاب المهاج، المعروف أيضًا باسم سناء الله غفاري، قد ركز جهوده بشكل أكبر في أفغانستان.
وتشير المعلومات الاستخبارية التي تشاركها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى أن المجموعة أعطت الأولوية لاستعادة الأراضي وتسيطر الآن على بعض المناطق المحدودة في شرق أفغانستان. كما لاحظ مسؤولو المخابرات الغربية والمنظمات الإنسانية مؤشرات على أن تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان يمهد الطريق لتوسيع شبكاته بين دول جوار أفغانستان.
ربما نتيجة لذلك، تضاءلت التهديدات بشن التنظيم هجمات في الغرب، في الوقت الحالي على الأقل.
وأوضح ماكنزي للنواب إن أفضل التقديرات الاستخباراتية الأمريكية تشير الآن إلى أن أقرب وقت يمكن أن يشن فيه تنظيم داعش خراسان هجمات إرهابية في الغرب هو 12 إلى 18 شهرًا، محذرًا من أن الجدول الزمني قد يتغير اعتمادًا على التطورات على الأرض، حيث تتواصل الاشتباكات بين التنظيم وطالبان.
وأضاف ماكنزي: "لا يزال [داعش خراسان] يطمح لمهاجمة الولايات المتحدة وشركائنا في الخارج. وتحاول طالبان الإبقاء على الضغط. ... لكنهم يجدون صعوبة في القيام بذلك".
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة تواجه مشاكل في تتبع تنظيم داعش خراسان، وكذلك تنظيم القاعدة، الذي يقتصر إلى حد كبير على الطيران الاستطلاعي من باكستان الآن بعد سحب كل قواتها من أفغانستان.
قال ماكنزي للمشرعين: "إن القيام بذلك الآن أصعب بكثير مما كان عليه من قبل"، لكنه أضاف: "لكن هذا ليس مستحيلاً".
وقال: "سنكون قادرين على القيام بذلك فقط طالما امتلكت القيادة المركزية الأمريكية الموارد اللازمة لكشف التهديدات والتعامل معها قبل أن تتمكن هذه التهديدات من القيام بعمليات خارجية. القيادة المركزية تمتلك الأدوات اللازمة لأداء هذه المهمة، لكن الهوامش ضعيفة، والمخاطر ستزداد في حالة تقلص الموارد."
كما أوضح أن الولايات المتحدة لم تنفذ أي ضربات لمكافحة الإرهاب في أفغانستان منذ اكتمال الانسحاب الأمريكي من البلاد.
وقال ماكنزي إنه على النقيض من أفغانستان، فإن الجهود الأمريكية لاحتواء داعش في سوريا والعراق تسير بشكل أفضل.
وقال للمشرعين: "في وادي نهر الفرات في العراق وسوريا، لا تستطيع داعش التفكير فيما هو أبعد من البقاء لتلك الليلة أو الليلة التالية"، مشيرًا إلى الضغط المستمر من القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
لكن في سوريا، لا تزال المخاوف قائمة بشأن مخيمات النازحين الكبيرة، بما في ذلك مخيم الهول، والتي تضم آلاف الأشخاص، بما في ذلك عائلات مقاتلي داعش.
قال ماكنزي إن المخيمات توفر "أرضًا خصبة لتنظيم داعش لتجنيد المسلحين ونشر الرعب".