«الأحياء الأموات».. إسرائيل تطارد «العقول المدبّرة» لهجوم حماس
لا خيار ثالث تضعه إسرائيل أمام من تعتبرهم «العقول المدبرة» لهجوم حماس المباغت عليها، فإما الموت وإما الاستسلام.
وتكرّر إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على حماس بعد هجومها غير المسبوق، أن كل عضو في الحركة «محكوم عليه بالقتل»، لا سيما من تعتبرهما العقلين المدبّرَين للهجوم: يحيى السنوار ومحمد الضيف.
وتعرّض محمد ضيف، الذي يرأس الجناح المسلح لحماس، ويحيى السنوار، زعيم الحركة في قطاع غزة، لمحاولات اغتيال عدّة، لكن المطاردة هذه المرة تتخذ على ما يبدو منحى جديداً.
وقُتل 1400 شخص في إسرائيل، منذ الهجوم المباغت الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بينما أُسر 203 آخرون، وفق الجيش الإسرائيلي، فيما تقول حماس إن مجموع الأسرى ما بين 200-250.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن "إرهابيي حماس أمام خيارين: يُقتلون أو يسلمون أنفسهم من دون قيد أو شرط، ليس هناك خيار ثالث".
فيما تؤكد الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، والتي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابية"، أنها "غير خائفة".
وتشير مصادر أمنية فلسطينية خارج غزة إلى احتمال أن يكون يحيى السنوار ومحمد الضيف يختبئان في شبكات الأنفاق التي أُنشئت في القطاع للاحتماء من الغارات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على القطاع، لليوم الرابع عشر من عُمر الحرب.
"الضيف"
تتركّز أنظار الجيش الإسرائيلي بشكل خاص على يحيى السنوار (61 عاماً) الذي يعتبره "وجه الشيطان" و"رجلا ميتا يمشي".
انضم السنوار إلى الحركة عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى، واختير زعيماً لحركة حماس في قطاع غزة في 2017، عندما تولى سلفه إسماعيل هنية مسؤولية المكتب السياسي للحركة قبل أن يتوجه إلى المنفى.
تخرّج السنوار المؤيد الشرس للكفاح المسلح ضد إسرائيل، من الجامعة الإسلامية في غزة، وتعلّم اللغة العبرية خلال 23 عاما أمضاها في السجون الإسرائيلية، وصدرت في حقه أربعة أحكام بالسجن مدى الحياة.
ومن التهم التي أدين فيها اغتيال جنديين إسرائيليين، وكان أبرز من أُفرج عنهم عام 2011 ضمن عملية تبادل ألف أسير فلسطيني، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ومِثل السنوار، وُلد الضيف في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وتم إدراجه عام 2015 على اللائحة السوداء الأمريكية "للإرهابيين الدوليين".
غير أن زعيم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، غير معروف كثيراً، ولا يتم تداول سوى صورة واحدة له عمرها 20 عاماً على الأقل، بينما يظهر في صور أخرى ملثّماً أو في الظل.
ولد محمد دياب المصري، عام 1965، ويُفترض أن لقبه "الضيف" يأتي من حقيقة أنه لا ينام أكثر من ليلة واحدة في المكان نفسه.
قُتلت زوجته وأحد أبنائه على الأقل في غارة جوية إسرائيلية عام 2014.
"خطة بديلة"
يصفه أعداؤه بأنّه "قط له تسعة أرواح"، بعدما نجا من ست محاولات اغتيال على الأقل تسبّبت إحداها بفقده إحدى عينيه، وقد تم بث تسجيل صوتي له عبر قنوات حماس يقول فيه في صباح الهجوم على إسرائيل "اليوم ينفجر غضب شعبنا وأمتنا".
انضم الضيف إلى حركة حماس في أواخر عام 1987، واعتقل في سجن إسرائيلي سنة 1989 لمدة 16 شهرا. ثم اعتقل في بداية الانتفاضة الثانية (2000-2005) لدى السلطة الفلسطينية، لكنه هرب أو أُطلق سراحه من بعد وقت قصير.
أصبح رئيساً للجناح المسلح لحركة حماس في 2002، وتتهمه إسرائيل بتنظيم تفجيرات انتحارية وعمليات خطف وهجمات أخرى.
وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن السنوار أو الضيف أو أيّ زعيم آخر في حماس كلّهم "رجال أموات".
غير أنّ اغتيالهما، وفق خبراء، من شأنه أن يوجه ضربة للحركة من دون "سحقها"، وذلك كما حدث في الماضي عندما اغتالت إسرائيل قادة في حماس، منهم زعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين ثم خليفته عبدالعزيز الرنتيسي عام 2004.
ويقول الدكتور إتش إيه هيليير المتخصّص في الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، لوكالة فرانس برس "من الواضح أن السنوار والضيف هما على رأس القائمة بين القادة، ففقدانهما سيضعف حماس، ولكن الأرجح أنّ المجموعة قد وضعت خطّة بديلة".
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز