تعرف على تكتيكات حزب الله «البدائية» في مواجهة تكنولوجيا إسرائيل
رسائل مشفرة وهواتف أرضية، وغيرها من التقنيات القديمة باتت سبيل حزب الله اللبناني في مواجهة التكنولوجيا الإسرائيلية.
ففي أعقاب مقتل قادة كبار في غارات جوية إسرائيلية مستهدفة، يستخدم "حزب الله" المدعوم من إيران، بعض الاستراتيجيات منخفضة التقنية لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لخصمه، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر مطلعة.
وإلى جانب تلك الاستراتيجيات، يلجأ حزب الله إلى استخدام التكنولوجيا الخاصة به، مثل الطائرات بدون طيار، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية، فيما وصفها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأنها استراتيجية "تعمي" إسرائيل.
وتبادل الجانبان إطلاق النار منذ أن دخلت حماس، حليفة حزب الله في قطاع غزة، في حرب مع إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي حين ظل القتال على الحدود الجنوبية للبنان تحت السيطرة نسبيا، فإن الهجمات المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة زادت من المخاوف من إمكانية تحوله إلى حرب واسعة النطاق.
وفرّ عشرات الآلاف من الأشخاص من جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 330 من مقاتلي حزب الله ونحو 90 مدنيا في لبنان، وفقا لإحصاءات رويترز.
لكن أرقام وكالة فرانس برس المستندة لبيانات الحزب ومصادر لبنانية، تفيد بأن القصف المتبادل أسفر عن مقتل 497 شخصا على الأقل في لبنان غالبيتهم من مقاتلي حزب الله ونحو 95 مدنيا.
وفي الجانب الإسرائيلي، تقول تل أبيب إن الهجمات من لبنان أسفرت عن مقتل 21 جنديا و10 مدنيين.
قُتل العديد من ضحايا حزب الله أثناء مشاركتهم في الأعمال العدائية شبه اليومية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار المتفجرة على شمال إسرائيل.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن حزب الله أكد مقتل أكثر من 20 عنصراً بارزا، بينهم ثلاثة من كبار القادة وعناصر من وحدة النخبة في قوات الرضوان الخاصة وعناصر استخبارات، في ضربات مستهدفة بعيداً عن الخطوط الأمامية.
كيف يجمع الجيش الإسرائيلي معلوماته عن حزب الله؟
وفي بيان له، كشف الجيش الإسرائيلي أن نجاحه في هذه الجهود يعتمد على قدرته في "جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات حزب الله وقادته والبنية التحتية للمنظمة وأماكن وجودهم وعملياتهم".
ولم يجب الجيش الإسرائيلي عن أسئلة لرويترز حول جمعه للمعلومات الاستخبارية والإجراءات المضادة التي يتخذها حزب الله، مبررا ذلك "بأسباب تتعلق بأمن الاستخبارات".
ومع تزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب هجمات حزب الله، سلّط الجيش الإسرائيلي الضوء على قدرته على ضرب عناصر الجماعة عبر الحدود.
وفي جولة في القيادة الشمالية لإسرائيل، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى صور من قال إنهم قادة حزب الله القتلى وقال إن 320 مسلحا قتلوا حتى 29 مايو/أيار الماضي، بما في ذلك عناصر بارزة.
تكنولوجيا إسرائيل
وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في الضربات التي تشنها إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات أمنية، وأنظمة استشعار عن بُعد مدربة على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع بدون طيار عبر الحدود للتجسس على خصومه.
ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل - بما في ذلك اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر - على نطاق واسع من بين أكثر العمليات تطوراً في العالم.
كيف يواجه حزب الله تفوق إسرائيل؟
وبحسب ستة مصادر مطلعة على عمليات حزب الله لرويترز، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها لمناقشة مسائل أمنية حساسة، فقد تعلم الحزب من خسائره وقام بتعديل تكتيكاته ردا على ذلك.
وذكر اثنان من المصادر أن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة لصالح وسائل الاتصال القديمة.
كما يستخدم الحزب شبكة اتصالات ثابتة خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي حالة سماع المحادثات، يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات، وفقا لمصدر آخر مطلع على لوجستيات الحزب.
وقال المصدر إنه يتم تحديثها يوميا تقريبا وتسليمها إلى الوحدات عبر البريد.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg جزيرة ام اند امز