إسرائيل تقرر الرد على الهجوم الإيراني.. في انتظار متى وأين؟
قررت إسرائيل اليوم الجمعة، الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، لكن السؤال الذي ما زال في حاجة إلى إجابة هو متى وأين.
وتتجه الكفة لصالح مهاجمة منشآت نفطية في إيران لما له من تأثيرات اقتصادية على النظام في طهران، وهي خطوة تعارضها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الرئيس الأمريكي، اليوم، إنه سيفكر في بدائل لضرب حقول النفط الإيرانية لو كان في مكان إسرائيل، مضيفا أنه يعتقد أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى كيفية الرد على إيران.
وتفاعلت أسواق النفط إيجابيا مع تصريحات بايدن، وتراجعت ما يزيد على دولار للبرميل.
وقالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية: "بعد الهجوم الصاروخي من إيران، اجتمع المجلس الوزاري المصغر السياسي والأمني (الكابينت) عشية العيد (رأس السنة العبرية) لمناقشة الرد الإسرائيلي، وتم اتخاذ قرار رسمي بالرد".
وهاجمت إيران الثلاثاء الماضي إسرائيل بعشرات من الصواريخ.
واستدركت القناة الإسرائيلية: "ومع ذلك وفقا لمسؤولين إسرائيليين كبار مطلعين على التفاصيل، تريد إسرائيل طي الحادث برد لا يؤدي إلى تبادل الضربات مع إيران على الأقل ليس في أي وقت قريب".
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع للقناة 13 مساء الجمعة "نريد تنفيذ عملية كبيرة، لكننا لا نريد مسارا يصرفنا عن أهداف الحرب".
وبحسب القناة الإسرائيلية فإن "إسرائيل لم تحدد بعد توقيت الرد، لذلك لن يأتي بالضرورة في أي وقت قريب".
وقالت: "تدرس القيادة السياسية التوقيت المناسب، وسيتم تحديده وفقا للوقت الذي يناسب إسرائيل، على خلفية الجهود الأمنية المستثمرة في المناورة البرية في لبنان".
وأضافت: "وفي الوقت نفسه، تريد الولايات المتحدة السماح لإسرائيل بالرد على إيران، وتجري مناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين حول طبيعة الرد".
وكشفت النقاب عن أن "إدارة بايدن غير معنية بمهاجمة المنشآت النووية في هذه المرحلة، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب إقليمية تشارك فيها الولايات المتحدة".
وبحسب القناة الإسرائيلية فإن "الأمريكيين يجرون مناقشات عملية حول الرد، ويريدون أن تعاني إيران عواقب وخيمة بعد الهجوم الصاروخي، معتقدين أنه يجب خلق ردع ضدها".
وكشفت النقاب عن أن "الخيار المحتمل هو الهجوم على المنشآت النفطية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب اقتصادية خطيرة".
ماذا يقول الخبراء؟
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "لم ترد إسرائيل حتى الآن على الهجوم الإيراني الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، الذي شهد إطلاق 181 صاروخا باليستيا على إسرائيل".
وتشير صور الأقمار الاصطناعية التي قدمتها وسائل الإعلام والخبراء الدوليون إلى أن الأضرار التي لحقت بإسرائيل كانت أكبر من الهجوم الإيراني السابق في أبريل/نيسان، الذي شمل أيضا طائرات دون طيار وصواريخ كروز".
وأضاف: "ولكن هناك أسباب قليلة تجعل إيران مسرورة: فقد قُتل شخص واحد، فلسطيني من غزة قُتل في أريحا. وأصيب العديد من المدنيين الإسرائيليين بجروح طفيفة. ووفقا لتصريحات الجيش الإسرائيلي الرسمية لم تتأثر العمليات في القواعد الجوية ولم تتضرر أي طائرات.
واختارت إيران أهدافا عسكرية، ولكن بما أن معظم هذه الأهداف تقع بالقرب من السكان المدنيين فقد تضررت العديد من المباني في وسط إسرائيل، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى".
وتابع: "إن نتائج الهجوم الإيراني تلقي بظلال من الشك ليس فقط على قدرات إيران، بل أيضا فيما يتصل باستراتيجيتها الشاملة، وفي حين إنه من الصحيح أن إسرائيل لا تمتلك عددا لا نهائيا من الصواريخ الاعتراضية، فإن ترسانة إيران من الصواريخ الثقيلة محدودة أيضا".
وأشار إلى أنه "كان الردع الإيراني ضد إسرائيل يتألف من عنصرين: الأول هو "حلقة النار" التي أطلقها الجنرال قاسم سليماني (قتل في غارة أمريكية عام 2020)، التي اعتمدت على مخزونات الصواريخ والقذائف التي يحتفظ بها حزب الله وحماس والمليشيات الشيعية في المنطقة، إلى جانب تحسين قدرات الغارات التي يمتلكها حزب الله وفي وقت لاحق حماس. وكان العنصر الثاني هو ترسانة إيران من الصواريخ والطائرات دون طيار".
وأضاف: "إن أحداث الأسابيع القليلة الماضية تسلط ضوءًا مختلفًا على الوضع. لقد فقدت حماس -والآن حزب الله- جزءا كبيرا من قدراتها العسكرية، بما في ذلك الصواريخ. وأهدرت إيران بعضها دون نتائج فعالة باستثناء حملة الخوف التي تستهدف الجمهور الإسرائيلي. لقد تغير ميزان القوى الإقليمي، وإسرائيل -التي لا تزال تعاني الكارثة المروعة وفشل هجوم السابع من أكتوبر- تستعيد بعض ثقتها".
وأشار هارئيل إلى أن "هذه التطورات حفزت دعوات داخلية للحكومة الإسرائيلية لتبني نهج أكثر عدوانية في إيران ولبنان، فقد تعرض حزب الله للضرب، وحُرِمت إيران من العديد من القدرات الهجومية والدفاعية (كانت دفاعاتها الجوية ضعيفة في البداية)، وهذا هو الوقت المناسب، كما يزعم البعض، لمعالجة البرنامج النووي الإيراني والعمل على الإطاحة بالنظام".
وأضاف: "وقد دعا البعض -مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت- علنا إلى اتباع هذا المسار في الأيام الأخيرة. ولا شك أن رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي سيأتي، ولكن أولئك الذين يرغبون في توسيع الصراع واستهداف البرنامج النووي الإيراني أو صناعتها النفطية يجب أن يفكروا في العواقب المحتملة: مواجهة إدارة بايدن (التي اتخذت نهجا غير مبالٍ تقريبا تجاه الاشتعال الإقليمي)، أو قرار إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عسكري بنسبة 90 في المائة، أو تنفيذ النظام لتهديداته باستهداف المواقع النفطية في دول الخليج السنية".
ضربة إسرائيلية أمريكية مشتركة
ومن جهته قال اللواء احتياط إسرائيل شيف في مقال على القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "ما يمكن أن يحدث فرقا هو العمل الإسرائيلي الأمريكي المشترك، الذي سيشير إلى أننا معا في هذه القضية، وبذلك سيكون من الممكن الارتقاء إلى المستوى وإلحاق الضرر ببرنامج إيران النووي و/أو حتى المنشآت الحكومية.
وأضاف: "مثل هذه الخطوة تتطلب قيادة أمريكية، وحتى لو تم تأجيل الموعد إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية التي اقتربت من الانتهاء، فهذه خطوة استراتيجية كبرى ستغير الواقع العالمي".
واعتبر أنه "بالنسبة للأمريكيين فإن مثل هذه الضربة القوية ستؤدي أيضا إلى تفكيك محور إيران وروسيا والصين، الذي يهدد استقرار أوروبا والعالم بأسره، أمام بايدن شهرين ونصف الشهر ليكون رئيسا يكون فيه خاليا من الضغوط السياسية، وستحظى هذه الخطوة بدعم واسع من البنتاغون، إلى جانب الدعم السياسي، حيث تقوم إسرائيل بنصف العمل على الأقل نيابة عنه".
وقال: "من شأن خطوة كبيرة أن تعود بالنفع على استقرار العالم، على الرغم من أنه من الواضح أنها ستنطوي على إطلاق نار كبير على إسرائيل".
وأضاف: "وعلى أي حال، يجب أن تنسق إسرائيل تنسيقا كاملا مع الولايات المتحدة، والسؤال الأكبر هو: كيف تساعد هذه الإنجازات في إعادة الرهائن؟ إن عدم عودتهم هو سحابة سوداء فوق قلوبنا جميعا، وعلى قلوب الجنود الرائعين الذين يقاتلون بلا توقف، وعلى قلوب جنود الاحتياط الذين يقضون بالفعل أكثر من 200 يوم، وعلى قلوب الأمة بأكملها، إنه لا يوجد فرح أكبر من هذا".
وتابع: "من شأن زعيم بمكانته (نتنياهو) أن يأخذ كل الإنجازات الممتازة ويضع على الطاولة صفقة واسعة لإعادة الرهائن، لا يوجد شيء أكثر جدارة من ذلك".
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg جزيرة ام اند امز