محادثات إسطنبول.. عرض أوكراني ورد روسي وتبادل جديد

عرض أوكراني ورد روسي وتبادل للأسرى، يتخلل ثالث جولة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بإسطنبول، في محادثات توقّع الكرملين أن تكون "صعبة جدا".
وبدأت المفاوضات المباشرة مساء الأربعاء بالمدينة التركية، وسط توقعات بعدم تحقيق تقدّم دبلوماسي سريع لإنهاء الحرب.
وقال رئيس الوفد الأوكراني في المحادثات إن كييف عرضت على موسكو عقد قمة لزعيمي البلدين بهدف إنهاء الحرب بحلول نهاية أغسطس/ آب المقبل.
وذكر رستم أوميروف، رئيس مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني، لوسائل الإعلام، أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار، ودعا روسيا إلى أن "تظهر نهجا بناء وواقعيا".
من جانبه، رد رئيس الوفد الروسي بمحادثات إسطنبول، بالقول إن الاجتماع المحتمل بين رئيسي روسيا وأوكرانيا سيكون لتوقيع وثائق وليس لإجراء مناقشات
وبعد لقاء ثنائي جمع مساء رئيسي الوفدين الروسي فلاديمير ميدينسكي والأوكراني رستم عمروف، بدأ الوفدان المحادثات.
واللقاء الثنائي الذي أفاد مصدر في الوفد الروسي بانعقاده، قال مصدر في الوفد الأوكراني إنه كان "ثلاثيا"، إذ جرى بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
ودعا فيدان لدى بدء المحادثات بين الوفدين إلى إنهاء "هذه الحرب الدموية بأسرع ما يمكن"، وقال إن "الهدف النهائي هو وقف لإطلاق النار يمهد الطريق للسلام".
وأعرب فيدان عن "امتنانه" للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي "اللذين أبديا نية لإجراء هذه المفاوضات"، وكذلك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"كل القادة الآخرين الذين أبدوا دعمهم لهذه المحادثات".
وقال "لقد حققنا نتائج مهمة" خلال الجولتين السابقتين، مشيرا إلى عمليات تبادل الأسرى، وشدّد على أنه في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن تركيا لديها "البنية التحتية اللازمة لآلية مراقبة".
هدنات قصيرة
وتابع: «روسيا عرضت على أوكرانيا هدنات تراوح بين 24 و48 ساعة عند خطوط الجبهة لإجلاء جيشي البلدين القتلى والجرحى في صفوفهما».
وقال فلاديمير ميدينسكي خلال مؤتمر صحفي: «اقترحنا مرة جديدة على الجانب الأوكراني البحث (..) في إقرار هدنات قصيرة من 24 إلى 48 ساعة عند خط الجبهة حتى تتمكن الفرق الصحية من إجلاء الجرحى ومن استعادة جثث جنودنا».
وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال في مؤتمر صحفي "لا أحد يتوقع مسارا سهلا. ستكون صعبة جدا"، مجددا تأكيده أنّ المقترحات التي قدّمتها الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع "متعارضة تماما".
من جهته، أعرب مصدر في الوفد الأوكراني عن أمله في مقاربة روسية "بنّاءة" في المدينة التركية.
والتقى الوفد الأوكراني كبار المسؤولين الأتراك، خصوصا الرئيس رجب طيب أردوغان، وفق منشور على إكس لمساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك الذي حضر اللقاءات.
تبادل جديد
اتفقت روسيا وأوكرانيا الأربعاء خلال مفاوضات في إسطنبول على تبادل جديد يشمل 1200 أسير من كل طرف.
فيما اقترحت موسكو على كييف تسليم جثث ثلاثة ألاف جندي على ما أفاد مفاوض روسي.
وقال فلاديمير ميدينسكي خلال مؤتمر صحفي "في إطار مواصلة تبادل أسرى الحرب اتفقنا على تبادل ما لا يقل عن 1200 أسير حرب إضافي من كل طرف في المستقبل القريب".
سياق
تُعقد جولة المحادثات، وهي الثالثة من نوعها بين الطرفين في إسطنبول، وتأتي بعد ضغط من الرئيس الأمريكي الذي أمهل روسيا 50 يوما للتوصل إلى اتفاق مع كييف وإلا فستواجه عقوبات صارمة.
وتتهم كييف وحلفاؤها الكرملين بعرقلة المفاوضات، عبر الإصرار على مطالب مبالغ بها ومرفوضة من قبلها، في حين يواصل الجيش الروسي قصفه وهجماته على الجبهة حيث لا يزال يحقّق تقدّما.
ونظمت جولتان من المحادثات في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين في إسطنبول لكنهما فشلتا في تحقيق أي اختراق. لكنّ البلدين اتفقا على تبادل مئات الأسرى من كل جانب وإعادة جثث جنود.
وكما في الجولات السابقة، يرأس الوفد الأوكراني في إسطنبول وزير الدفاع السابق رستم عمروف الذي يشغل حاليا أمانة مجلس الأمن القومي.
في المقابل "لم يتغيّر" الوفد الروسي وفق بيسكوف، إذ يقوده وزير الثقافة السابق والمؤرّخ فلاديمير ميدينسكي الذي يعتبر مسؤولا من الصف الثاني، وهو مستوى تمثيل كان قد أغضب كييف.
وقال بيسكوف إنّ المحادثات ستركّز على "المذكرات" التي تمّ تبادلها في يونيو/ حزيران الماضي بين المعسكرين والتي تتضمّن اقتراحات كلّ منهما بشأن السلام، مشيرا إلى أنّها "متعارضة تماما"، لافتا إلى أنه سيتم بحث "عملية مهمة للغاية" وهي تبادل أسرى بين الطرفين.
وقال مصدر في الوفد الأوكراني إن كييف تتطلع إلى مناقشة عمليات تبادل جديدة مع موسكو وإعادة أطفال أوكرانيين نُقلوا قسرا إلى روسيا، معربا عن رغبته في "التحضير لاجتماع" بين زيلينسكي وبوتين.