الدوري الإيطالي من "جنة كرة القدم" إلى طارد النجوم
"العين الرياضية" تستعرض كيف أصبح الدوري الإيطالي طاردا للنجوم بعدما كان جاذبا لهم في عصره الذهبي.. اقرأ التفاصيل.
فقد الدوري الإيطالي بريقه السابق، وتحول من جنة كرة القدم إلى طارد النجوم في السنوات الأخيرة، حيث يأتي إليه اللاعبون الكبار في ختام مسيرتهم، بعد انخفاض مستواهم.
الدوري الإيطالي كان يعد واحداً من أفضل المسابقات الرياضية في العالم خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ما تسبب في منحه لقب "جنة كرة القدم"، حيث كانت تتهافت نجوم الساحرة المستديرة في اللعب به.
"العين الرياضية" تقدم خلال السطور التالية مقارنة بين وضع الدوري الإيطالي الحالي، وعصره الذهبي.
جنة كرة القدم
الدوري الإيطالي شهد منافسة قوية بين العديد من الفرق الكبيرة في العقود الـ3 الأخيرة من القرن الماضي، أبرزها إنتر ميلان ويوفنتوس وميلان ولاتسيو وفيورنتينا وروما، وكانت الأندية الإيطالية تنفق ببذخ على ضم النجوم من أوروبا وأمريكا الجنوبية.
وكان دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة الكرة الأرجنتينية، أحد أشهر النجوم الذين اتخذوا الدوري الإيطالي كوجهة لإبراز نجوميتهم وبشكل أكبر، وذلك عندما انتقل إلى نابولي عام 1986، مقابل 16.2 مليون يورو، قادماً من برشلونة الإسباني.
فضلاً عن ذلك، فإن عام 1997 شهد تعاقد إنتر ميلان مع البرازيلي رونالدو ليما مقابل 24.7 مليون قادماً من برشلونة أيضاً، بعد مستوى مذهل للغاية قدمه مع الأخير.
وجاء ذلك بعدما سجل رونالدو مع برشلونة 47 هدفاً في 49 مباراة، قبل أن يرحل إلى الإنتر الذي أصبح معه أفضل لاعب في العالم، لكن لسوء الخط تعرض لإصابتين في الركبة.
وبخلاف النجوم العالميين، زخر الدوري الإيطالي بالعديد من النجوم المحليين، الذين كانوا نواة نجاح منتخب إيطاليا في عدة حقب زمنية، وأبرزهم دينو زوف، وروبرتو باجيو وكريستيان "بوبو" فييري، وفرانكو باريزي، وباولو مالديني، وأليساندرو نيستا، وفرانشيسكو توتي، وأليساندرو ديل بييرو، وغيرهم.
طارد النجوم
في الوقت الراهن تغير حال الدوري الإيطالي عن الفترة الذهبية، حيث اتبعت الأندية سياسة الاستثمار في اللاعبين ببيع النجوم بمبالغ كبيرة، بدلاً من الحفاظ عليها من أجل المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية.
وساهم ارتفاع الضرائب في إيطاليا، وسوء التخطيط للجوانب المالية، في تراجع قوة الأندية الإيطالية وقدرتها على ضم النجوم باهظي الثمن، ما انعكس سلباً على أداء الفرق في أرض الملعب.
وأسهم رحيل النجوم بالتدريج في انخفاض مستوى الدوري الإيطالي، مما أدى إلى ابتعاد أنديته عن المنافسة بشكل جيد على البطولات الأوروبية، وحوله إلى مسابقة طاردة للنجوم بعدما كانت جاذبة لها.
وأصبح نجوم كرة العالمية، أو المواهب الواعدة، تفضل الانتقال إلى برشلونة أو ريال مدريد في إسبانيا، أو أحد أندية الدوري الإنجليزي، كما أن الدوري الألماني أصبح له أفضلية لدى اللاعبين أكثر من نظيره الإيطالي.
هيمنة يوفنتوس
كذلك فإن هيمنة يوفنتوس على الألقاب المحلية في السنوات الـ10 الأخيرة، أسهمت أيضاً في ابتعاد العديد من اللاعبين عن الدوري الإيطالي، أو الانتقال إلى اليوفي، ما أضعف قدرة منافسيه على تقوية صفوفهم.
وفي آخر 10 سنوات، حصد اليوفي لقب الدوري الإيطالي 8 مرات، وكأس إيطاليا 5 مرات، بينما حصد لقب السوبر الإيطالي 4 مرات، وهو ما قتل المنافسة بين جميع الفرق.
هل يعود إلى سابق عهده؟
أسهم مجيء الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس، إلى الدوري الإيطالي في صيف 2018 قادماً من ريال مدريد، في فتح الباب أمام نجوم كرة القدم، للعودة مجدداً إلى الدوري الإيطالي.
الصيف الماضي شهد انضمام البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلان قادماً من مانشستر يونايتد الإنجليزي، مقابل 75 مليون يورو، قبل أن يلحق به زميله التشيلي ألكسيس سانشيز خلال يناير/كانون الثاني على سبيل الإعارة، بجانب أشلي يونج الذي انضم للفريق بصفة نهائية.
كذلك نجح إنتر في ضم الدنماركي كريستيان إريكسن قادماً من توتنهام الإنجليزي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ما يشير لإمكانية عودة الدوري الإيطالي لسابق عهده، ونجاح أنديته في إقناع اللاعبين بمشاريعها.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز