«على خطى إكسبو دبي».. اليابان تطمح لتكرار «التواصل العالمي الناجح» في أوساكا
صحيفة يابانية تبرز النتائج المبهرة للمعرض في الإمارات

تطمح اليابان من خلال تنظيم إكسبو أوساكا-كانساي 2025، لتكرار النجاح الكبير الذي حققته دولة الإمارات في تعزيز التواصل العالمي عندما استضافت نسخة إكسبو 2020 دبي، وفقا لما أكدته صحيفة "ذي جابان نيوز" اليابانية.
وأوضحت الصحيفة أن معرض إكسبو 2020 دبي، حقق نجاحات كبيرة في أهم بنود المعرض، وهي التواصل وبناء العلاقات بين الشركات الدولية.
ونقلت الصحيفة عن منظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) إن منظمة محلية للأعمال في دبي نسقت خلال إكسبو 2020 دبي قرابة 98 فعالية خلال المعرض، استقطبت أكثر من 25,000 مشارك من حوالي 130 دولة ومنطقة.
وقالت إن إكسبو أوساكا-كانساي 2025 يأمل في نجاحات لا تقل عن المستوى المبهر الذي حققته النسخة التي انعقدت في المدينة الإماراتية بين عامي 2021 و2022.
28 مليون زائر
ومن المتوقع أن يجذب المعرض في اليابان نحو 28.2 مليون زائر، وهو يركز على تصميم مجتمع مستدام للمستقبل، حيث يأمل المنظمون أن يحقق تأثيرًا اقتصاديًا بقيمة 20 مليار دولار للاقتصاد المحلي.
وأعلن ماساكازو توكورا، رئيس جمعية اليابان لمعرض إكسبو العالمي 2025، افتتاح المعرض على جزيرة "يوميشيما"، وهي جزيرة اصطناعية في خليج أوساكا. ويحيط بالمباني الرئيسية للمعرض هيكل ضخم يُعرف بـ"الحلقة الكبرى" (Grand Ring)، يبلغ محيطه كيلومترين، وقد تم اعتماده من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر هيكل معماري خشبي في العالم.
وقال مصمم الهيكل، سو فوجيموتو، لوكالة الأنباء الفرنسية إن المعرض يُعد "فرصة ثمينة تجتمع فيها ثقافات ودول مختلفة في مكان واحد، لخلق التنوع والوحدة".
ومن أبرز المعروضات في جناح اليابان، "صخرة المريخ" التي اكتشفها فريق بحث ياباني في القارة القطبية الجنوبية عام 2000، كما يضم جناح محافظة أوساكا وبلديتها، الذي يتمحور حول الصحة، صفائح من عضلة القلب مُشكّلة باستخدام خلايا جذعية متعددة القدرات (iPS cells).
ووفقًا لوكالة AFP، تضمن المعرض أيضًا قلبًا اصطناعيًا نابضًا تم إنماؤه من خلايا جذعية، بالإضافة إلى تماثيل لشخصية "هالو كيتي" مصنوعة من الطحالب.
وسيكون من بين أبرز عوامل الجذب الأخرى، 42 جناحًا من "النوع A" تمثل الدول المشاركة، بما في ذلك الإمارات والولايات المتحدة والصين.
وأقيم حفل الافتتاح أمس السبت، وشمل عروضًا راقصة وغنائية وعروضًا ضوئية، بحضور 1300 شخص، من بينهم الإمبراطور ناروهيتو، والإمبراطورة ماساكو، ورئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا.
منصة بارزة للتعاون التجاري الدولي
وتعقد الدول المشاركة آمالًا كبيرة على اكسبو أوساكا-كانساي 2025 في السياق ذاته. وذكرت المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (JETRO)، أنها تلقت أكثر من 120 طلبًا من حوالي 60 دولة ومنطقة لتنظيم منتديات أعمال وندوات، وأن الترتيبات جارية لتحويل هذه الطلبات إلى واقع.
وعند البحث عن شركات يابانية للتعاون معها، تركّز الدول الصناعية عادة على مجالات محددة مثل الصحة والطب أو البيئة، وفقًا لـ JETRO. أما الدول الناشئة، فغالبًا ما ترى في المعرض فرصة لتعريف اليابان ببلدانها وجذب الاستثمارات إليها.
ومن المتوقع أن يشارك في المعرض حوالي 180 دولة ومنطقة، مع تمثيل قوي من الدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية.
وتخطط بريطانيا لإرسال أكثر من 15 وفدًا تجاريًا إلى الحدث. وقالت كارولين ديفيدسون، المفوضة العامة لبريطانيا في معرض أوساكا-كانساي، إن البرامج التجارية تُعد عنصرًا مهمًا من عناصر المعرض.
لحظة مناسبة
ويُعتبر المعرض فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين اليابان وبقية العالم، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الحالية.
ومن المتوقع أيضًا أن يوفر الحدث فرصًا تجارية للشركات اليابانية. ونظرًا لسياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسود حالة من عدم اليقين لدى الشركات التي تعتمد على السوق الأمريكية. وتخطط شركة "ميديكال إيدج" – وهي إحدى الشركات الصغيرة والمتوسطة في مدينة كاماكورا بمحافظة كاناغاوا، وتعمل في بيع أنظمة الدعم الطبي عن بُعد – لحضور الاجتماعات التجارية التي تنظمها منظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO).
وقالت يوشيكو ميتا، رئيسة الشركة: "سيجتمع أشخاص من مختلف دول العالم، لذلك قد نكتشف طلبًا في أماكن لم نكن نتوقعها".