"لماذا أزور السعودية؟".. سؤال بايدن الحائر بين "النفط" و"ترميم العلاقات"
"لماذا أزور السعودية؟".. سؤال عريض طرحه الرئيس الأمريكي جوا بايدن، في مقال مطول، بدت فيه الأجوبة غير صريحة، ولم توضع فيه النقاط على الحروف.
المقال الطويل، الذي نشره الرئيس الأمريكي في صحيفة "واشنطن بوست"، وبلغ عدد كلماته 1386 كلمة، ظل يحوم حول الهدف من الزيارة، لكنه لم يجب عن السؤال الرئيسي إجابة شافية، كما يرى بعض المحللين.
ولاحظت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، مثلا أن كلمة "النفط" استخدمت مرة واحدة فقط خلال المقال الطويل، فيما اختصر هدف الزيارة، بالقول "الرحلة تأتي في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة، وستعمل على تعزيز المصالح الأمريكية المهمة".
وبدا -يقول تقرير الصحيفة الأمريكية- أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى لإخفاء أهمية قضية النفط في جولته المرتقبة بالشرق الأوسط، في مقابل تأكيده على أنها تأتى لأسباب أخرى.
وكأن بايدن بذلك يسعى لإخفاء "محورية" قضية زيادة إمدادات النفط في جولته المرتقبة بالشرق الأوسط، في مقابل تأكيده على أن الزيارة تأتى لسعي الرئيس الأمريكي إلى "ترميم علاقات واشنطن بدول الخليج".
وفى حين توقع محللون غربيون أن يضع بايدن قضية زيادة إمدادات النفط من جانب السعودية، في مقدمة جدول أعماله، إلا أن ذكره للموضوع كان بإيجاز شديد في مقاله الذي حاول فيه توضيح أسباب جولته المرتقبة.
وقال بايدن ضمن أسباب الزيارة إن الممرات المائية في الشرق الأوسط "ضرورية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها"، و "موارد الطاقة فيها حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية للحرب الروسية في أوكرانيا".
وأضاف أن المملكة العربية السعودية "تعمل الآن مع خبراء للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين"، موضحا أن هدفه هو "إعادة توجيه العلاقات - وليس قطعها -" مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة لمدة 80 عامًا.
وفي الواقع تختلف آراء المحللين حول هدف الزيارة، هل هي لإعادة إحياء التحالف الاستراتيجي الأمريكي الخليجي والتأكيد على التزامات واشنطن تجاه الأمن الإقليمي ودعم دول المنطقة في مكافحة الإرهاب، أم هي -بحسب آخرين- وسيلة تهدف من خلالها الولايات المتحدة للحصول على بعض المكتسبات الاقتصادية، لاسيما المتعلقة بضخ النفط، وسط وضع اقتصادي بالغ السوء تشهده الولايات المتحدة قبل أشهر قليلة على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.