مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. جولييت بينوش: الجرأة شرط الإبداع
خطفت النجمة الفرنسية العالمية جولييت بينوش الأنظار خلال جلسة حوارية ممتلئة بالحضور والنقاش الحيوي في واحدة من أهم فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة.
وأكدت بينوش، الحائزة على الأوسكار والدب الفضي، أنّ قلبها ما زال يخفق للتمثيل أكثر من الإخراج، لكنها تنتظر بشغف حكم الجمهور على تجربتها الوثائقية الجديدة.
وفي حديثها عن فلسفتها الفنية، شدّدت بينوش على ضرورة أن يخوض الفنان تجارب مختلفة دون خوف، حتى وإن بدت للبعض “سخيفة” أو خارج المألوف، معتبرة أن التجرؤ على التجريب هو الطريق الحقيقي لخلق أعمال تُحرك المشاهد وتضعه أمام رؤية غير متوقعة.
وكشفت النجمة الفرنسية عن أصعب مراحل عملها في فيلم in – I in motion، مشيرة إلى أن المونتاج مثّل التحدي الأكبر بالنسبة لها؛ إذ احتاجت إلى دقة بالغة في اختيار المشاهد التي تخرج للجمهور بما يحافظ على طبيعية العمل ويبرز جماليات الإضاءة ويخدم فلسفة الفيلم.
وأوضحت أنها حرصت على تقديم التجربة البصرية بحيث يشعر المشاهد وكأنه يطل على الأحداث من “فتحة صغيرة في الجدار”، في إشارة إلى قرب الكاميرا من تفاصيل الشخصيات وملامحها الداخلية.

وعادت بينوش للحديث عن جذورها، مؤكدة أن نشأتها وسط عائلة فنية، فوالدها نحات ووالدتها ممثلة وأستاذة في الأدب، شكّلت بوابة دخولها إلى المسرح منذ سنواتها الأولى، حيث تلقت أول دروس التمثيل على يد والدتها.
ومن خشبات المسرح الباريسي إلى شاشة السينما الكبرى، رسمت بينوش مساراً استثنائياً بدأ في سن السابعة عشرة عند التحاقها بالمعهد الموسيقي، ثم انتقالها إلى مسرحيات تشيخوف وبيرانديلو، قبل أن تقتحم عالم الفن السابع عام 1983 بفيلم “ليبرتي بيل”.
ومنذ تلك اللحظة، واصلت صعودها اللافت، فعملت مع كبار المخرجين مثل غودار ودوايون وتيشيني، وحصدت عام 1986 جائزة “رومي شنايدر”، قبل أن يسطع نجمها عالمياً في فيلم "خفة الكائن التي لا تُحتمل" إلى جانب دانيال داي لويس، حيث وصفها أحد نقاد "شيكاغو سان تايمز" بأنها “رقيقة وخفيفة في جمالها وبراءتها”.
وفي عام 1997، دخلت تاريخ السينما من واسع أبوابها عندما نالت جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "المريض الإنجليزي"، لتصبح ثاني ممثلة فرنسية تنال هذا الشرف وهي في السابعة والثلاثين من عمرها.
وتنوّعت أعمال بينوش لاحقاً بين الدراما والسينما الفنية، فظهرت في "أنَّ" و"حياة أخرى لامرأة"، ثم عادت بقوة في فيلم "كوسموبوليس" عام 2012، كما شاركت في افتتاح مهرجان كان عام 2007.
ولم تتوقف موهبتها عند التمثيل؛ إذ تمتد إلى الرسم والرقص، حيث قامت عام 2008 بجولة عالمية في الرقص المعاصر مع المصمم الشهير أكرم خان.