نار تحت الرماد.. خلافات تعصف بفريق «هاريس» من الداخل
رغم تقدمها الواضح وما يبدو على السطح من قوة وتماسك حملتها، فإن هذا الوجه الهادئ لحملة هاريس يخفي خلفه خلافات داخلية وتوترا.
وذكر تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي، أن "الأجواء الإيجابية في حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تحاول إخفاء التوتر الكامن تحت الرماد بين الأطراف المتنافسة، حيث يعمل الموالون لها مع موظفي إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في الحملة التي كانت من المفترض أن تكون للرئيس جو بايدن.
كما أن هناك أشخاصاً جددا باتوا يُعيدون صياغة حملة هاريس بشكل سريع، والنتيجة، هي وجود فريق كبير للغاية، ما يثير مخاوف داخلية بشأن تماسكه عند حدوث بعض العثرات الحتمية، وفقاً لـ6 أشخاص في الحملة تحدثوا للموقع.
وبحسب التقرير، اتسمت حملة بايدن بالمركزية، إذ كان هناك عدد قليل من المساعدين المخضرمين الذين يتخذون القرارات الكبيرة، في حين أصبحت حملة هاريس مثل "فريق فرانكشتاين" (يشير هذا المصطلح إلى عملية تجميع فريق أو مجموعة بطريقة عشوائية أو مرتجلة) مع عدة مراكز قوة، إذ أبقت نائبة الرئيس على معظم فريق بايدن، لكن مدير استراتيجية رسائل حملته، مايك دونيلون، غادر وعاد إلى البيت الأبيض.
ووفقا للموقع، فقد استعانت مرشحة هاريس بموظفيها الخاصين إلى جانب المساعدين البارزين من حملة إعادة انتخاب أوباما عام 2012، مع الاحتفاظ أيضاً بالعديد من كبار مسؤولي حملة بايدن، لكن حملتها كانت حذرة من جعل فريق الأخير يشعر بالتهميش، وهو ما أدى إلى بعض الارتباك الداخلي بشأن من هو المسؤول في الحملة.
وقال أحد الأشخاص المشاركين في الحملة: "لقد أدى تداخل هذه الكيانات المختلفة إلى شعور العديد من الأشخاص بعدم وضوح أدوارهم".
ورأى شخص آخر مشارك في الحملة أنه "لا يوجد الكثير من التوتر في القمة، لكن السؤال الأكثر تداولاً هو مَن هو المسؤول بينهم؟"، مضيفاً أن "هذا الارتباك المتعلق بمَن هو المسؤول، يحدث أيضاً في كثير من الأحيان في المستويات الأدنى".
يرى البعض في فريق بايدن أن العديد من كبار مساعدي باراك أوباما السابقين يشككون في قراراتهم منذ شهور، كما كانوا جزءاً من الجهود المبذولة لدفع الرئيس للانسحاب من السباق الرئاسي.
استعانت كامالا هاريس بمحامي الانتخابات البارز مارك إلياس، والذي أقاله معسكر بايدن العام الماضي، بسبب مخاوف بشأن استراتيجية الرئيس.
ويُعد إلياس، الذي يساعد الآن في صياغة استراتيجية إعادة فرز الأصوات للديمقراطيين، من المقربين من المدعي العام السابق إريك هولدر، الذي خدم في عهد أوباما، واستعانت به هاريس للمساعدة في عملية فحص المرشحين لمنصب نائب الرئيس، والتي انتهت باختيار نائبة الرئيس لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز كمرشح لهذا المنصب.
ويأمل الأشخاص المشاركون في الحملة ألا يؤدي الجدول الزمني القصير المتبقي قبل يوم الانتخابات إلى تفاقم التوترات الداخلية فيها، وقال أحد هؤلاء الأشخاص: "صحيح أن هناك بعض الصدامات أحياناً، لكن لا يوجد نوايا خبيثة".
وأشار "أكسيوس" إلى أن تغييرات هاريس لم تقتصر على التشكيل الخاص بحملة جو بايدن السابقة فحسب، لكنها غيَّرت أيضاً بعض رسائلها، إذ تركز حملتها على "الحرية" و"المستقبل"، بدلاً من التركيز الذي أبداه بايدن على "الديمقراطية" وإنجازاته كرئيس.