جون كيري.. عراب "اتفاقية باريس" يقود دبلوماسية "المناخ"
مع اقتراب موعد تنصيبه يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى الإعلان عن المناصب التي ستحدد ملامح سياسته الخارجية.
وجاءت عودة الدبلوماسي الأمريكي المخضرم جون كيري وزير الخارجية السابق، كمبعوث خاص للرئيس لشؤون المناخ لتصب في مسار العودة إلى اتفاقية باريس لتغير المناخ.
وتهدف الاتفاقية إلى الحفاظ على انخفاض معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القرن الحالي إلى ما دون درجتين مئويتين، ومواصلة الجهود للحد من زيادة درجة الحرارة.
وكان كيري قد لعب دروا حاسما في التوصل إلى إجماع دولي بشأن اتفاقية باريس للمناخ، وعزز سمعة أمريكا كأحد المدافعين عن المناخ.
لكن إدارة الرئيس المنهية ولايته دونالد ترامب أعلنت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، وتراجعت عن السياسات التي وضعت لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحاولت منع أي نقاش حول تغير المناخ في التجمعات الدولية مثل قمة السبع الصناعية الكبرى أو قمة مجموعة العشرين.
ويعتقد الخبراء أن مهمة كيري لن تكون سهلة، لكن خبرته التي امتدت لعقود وعلاقاته الدولية التي بناها كعضو في مجلس الشيوخ ووزير للخارجية قد تمنحه فرصة لإحراز تقدم حقيقي، خاصةً إذا تم القيام بهذا العمل بروح إصلاح العلاقات مع البلدان الأخرى.
ونظرا لخطورة القضية سينضم مبعوث المناخ إلى مجلس الأمن القومي للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، وقد أعلن فريق بايدن الانتقالي ذلك في بيانه قائلا: "هذه هي المرة الأولى التي سيضم فيها مجلس الأمن القومي مبعوثا مخصصًا للتغير المناخي، مما يعكس التزام الرئيس المنتخب بمعالجة تغير المناخ باعتباره قضية أمن قومي."
واختيار كيري يشكل أيضا امتدادا لجهود إدارة أوباما الطموحة في مكافحة التغير المناخي، والتي أعلن عنها في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 والتي أكد فيها على أن التغير المناخي يمثل أحد التحديات الأساسية في الوقت الراهن، وهدد بفرض قيود غير مسبوقة على محطات توليد الكهرباء، وسط معارضة من الحزب الجمهوري وترحيب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفور الإعلان عن اختياره، الذي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ، عبر كيري عن شكره، لبايدن على ثقته باختياره لهذا المنصب، مؤكدا أنه سيبذل كل ما بوسعه ليكون على قدر المهمة.
وقال في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أمريكا ستحظى قريبا بحكومة تتعامل مع أزمة المناخ كما تتعامل مع تهديدات الأمن القومي. فخور بأن أكون شريكا مع الرئيس المنتخب وحلفائنا والقادة الشباب لحراك التغير المناخي للتعامل مع هذه القضية كمبعوث خاص للمناخ".
وسيحاول كيري استغلال ثقله الدبلوماسي لبناء إجماع دولي مجددا، حيث أكد أنه لن تستطيع دولة بمفردها، حتى الولايات المتحدة، حل مشكلة التغير المناخي، بل إن الأمر يتطلب تكاتف جميع دول العالم سويا من أجل حل تلك الأزمة.
وقال كيري في تغريدة أخرى على موقع تويتر: "العمل الذي بدأناه باتفاقية باريس لم ينجز بعد. سأعود إلى الحكومة لإعادة أمريكا إلى المسار الصحيح لمواجهة التحدي الأكبر لهذا الجيل والأجيال القادمة."
وشدد كيري على أن الفشل في مواجهة مشكلة تغير المناخ ليس متاحا، ومشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يقلل من إمكانيات الدولة، التي تخطت العديد من العقبات ووصلت إلى القمر، مشيرًا إلى أنه يتطلع قدمًا من أجل بدء عمله.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز