خالد مرتجي لـ"العين الرياضية": أرفض المقارنة مع الزمالك.. وهذه حقيقة مجاملة الأهلي
5 عقود كاملة ارتبط فيها اسم عائلة "مرتجي" بالنادي الأهلي المصري ارتباطا وثيقا، بدأ منذ ستينيات القرن الماضي، ولا يزال مستمرا حتى الآن.
وبدأ الارتباط منذ عام 1965، عندما تولى الفريق عبدالمحسن مرتجي رئاسة الأهلي، ليرحل بعد عامين، لكنه عاد مجددا في عام 1972، وظل في منصبه لـ8 سنوات كاملة، حقق النادي الأحمر خلالها العديد من الإنجازات، حتى رحيله عن منصبه عام 1980.
وبعد نحو 24 عاما، عاد اسم مرتجي ليظهر بقوة داخل الأهلي المصري، عندما أصبح خالد مرتجي، نجل رئيس النادي الأسبق، عضوا في مجلس الإدارة، وظل كذلك لـ10 سنوات قبل أن يرحل، ليعود مجددا في 2017، قبل أن يصبح أمينا للصندوق منذ عام 2021 وحتى الآن.
خالد مرتجي ابن من أبناء الأهلي المصري، فقد كان قائدا لفريق الناشئين لكرة اليد، وقد شارك مع منتخب مصر بطولة كأس أمم أفريقيا، وبطولتين لكأس العالم، كما كان مديرا لـ"الفراعنة"، قبل أن ينتقل للعمل داخل أروقة القلعة الحمراء.
"العين الرياضية" تواصلت مع خالد مرتجي للحديث عن العديد من القضايا المهمة، بداية من العلاقة مع الغريم التقليدي الزمالك، وطموحاته المستقبلية سواء داخل الأهلي أو خارجه، بالإضافة إلى رؤيته فيما يتعلق بكيفية تطوير الكرة المصرية.
اسم مرتجي.. حاضر له تاريخ
في البداية، تحدث خالد مرتجي عن علاقته بوالده؛ الفريق عبدالمحسن مرتجي، رئيس الأهلي الأسبق، وكيف استفاد منه في عمله داخل النادي الأحمر، وكذلك فيما يتعلق بحبه له وتعلقله به.
وقال مرتجي في هذا الصدد: "والدي الفريق مرتجي رحمة الله عليه علمّني حُب الأهلي، والإخلاص والتفاني في العمل، وتعلمت منه أيضا الانضباط، فهو رجل ينتمي للمؤسسة العسكرية، وكان يُطلق عليه رجل الحرب وكرة القدم".
وأضاف: "هو لم يترك الأهلي حتى وفاته، عشق القلعة الحمراء إلى أبعد الحدود، وكان دائما يقول (عظمة مصر موجودة في النادي الأهلي)، وهذه أمور تعلمتها على يديه منذ نعومة أظافري".
خالد مرتجي وحلم الرئاسة
خالد مرتجي رفض السير على خطى والده فيما يتعلق بتولي رئاسة الأهلي خلال الفترة المقبلة، فعلى الرغم من أنه اعتبر أن المنصب يمثل شرفا كبيرا لأي شخص، لكنه أكد أنه لا يفكر فيه في الوقت الحالي.
وقال أمين صندوق الأهلي في هذا الصدد: "هذا المنصب شرف بالتأكيد، وفخر لي ولأي شخص، لكني لا أفكر في هذا الأمر حاليا".
واستدرك: "لدينا رئيس تاريخي يقود النادي حاليا، وهو الأسطورة محمود الخطيب، وأتمنى أن يستمر في منصبه لسنوات طويلة، لأنه يمتلك جميع مقومات النجاح، وقاد النادي لتحقيق طفرة رائعة على الصعيد الرياضي والاجتماعي والخدمي والبنية التحتية".
من ناحية أخرى، رفض خالد مرتجي التفكير في تولي أي منصب آخر خارج الأهلي خلال الفترة المقبلة، سواء في الاتحاد المصري لكرة القدم، أو الاتحاد الأفريقي أو الدولي للعبة.
وأوضح: "الترشح لانتخابات اتحاد الكرة المصري مستحيل، لا يمكن أن أترشّح لأي منصب خارج الأهلي، فالأجواء خارج النادي لا تساعد على النجاح أو الإبداع، لذا أنا مُستمر في خدمة هذا الكيان الذي أعشقه منذ الصغر، ومُستعد لخدمته حتى لو بدون منصب".
وتابع: "أما بالنسبة للعضوية في الكاف، فلا أفكر في هذا الأمر، لأنني مُرتبط بالأهلي، وأي خطوة في الاتحاد الأفريقي أو الدولي لا بد أن تكون من خلاله، مثلما حدث عندما كنت عضوا بلجنة الأندية بالفيفا، حيث تم تكليفي بهذا المنصب من خلال الأهلي".
الأفضل في تاريخ الأهلي
ورغم أنه يتمنى استمرار محمود الخطيب لأطول فترة ممكنة في منصبه، لكن خالد مرتجي اعتبر أن حسن حمدي هو الرئيس التاريخي للأهلي.
وأوضح: "أعتقد أن كل شخص جلس على كرسي رئاسة النادي الأهلي يستحق التحية والتقدير، ولم يبخل أي رئيس نادٍ بأي جهد عن الأهلي".
وأردف: "لكن أظن أن حسن حمدي هو الرئيس التاريخي للأهلي، وبعد الإنجازات الأخيرة لمحمود الخطيب أرى أنه يقترب كثيراً من اللقب، مثلما كان لاعبا تاريخيا وأسطوريا للأهلي ومنتخب مصر".
وتولى حسن حمدي رئاسة الأهلي بين عامي 2002 و2014، لينجح "المارد الأحمر" في تحقيق سلسلة من النجاحات، سيطر بها على كرة القدم في مصر وأفريقيا، وهو ما يتكرر في عهد محمود الخطيب، الذي يرأس النادي منذ 2017.
خالد مرتجي اختار أيضا البرتغالي مانويل جوزيه، الذي قاد الأهلي 3 فترات أبرزها بين عامي 2003 و2009، كأفضل مدير فني في تاريخ الفريق المصري.
وقال مرتجي عن أفضل مدرب في تاريخ الأهلي: "هو مانويل جوزيه، وأتمنى أن يسير مارسيل كولر على دربه فهو يمتلك سمات جيدة، وأتمنى أن يواصل نجاحاته مع الأهلي، ونحن نحرص على توفير كل سُبل الدعم له".
كواليس تعيين مارسيل كولر
كما كشف خالد مرتجي عن كواليس تعيين السويسري مارسيل كولر مديرا فنيا للأهلي منذ بداية الموسم الماضي 2022-2023، لينجح في قيادة الفريق في تحقيق 5 ألقاب، هي الدوري والكأس في مصر، ودوري أبطال أفريقيا، بالإضافة للقب كأس السوبر المصري مرتين.
وقال مرتجي عن كواليس تعيينه: "بعد قرار لجنة التخطيط للكرة بإقالة البرتغالي ريكاردو سواريس، تم تكليفي مع أمير توفيق مدير التعاقدات بالبحث عن مدرب أجنبي يقود الفريق، باعتبار أن توفيق مسئول عن ملف التعاقدات، وأنا أمتلك علاقات خارجية قوية".
وواصل: "بالفعل رشّح لي أحد الأصدقاء السويسريين مارسيل كولر للتعاقد معه، ووجدت سيرته الذاتية قوية، وحقق نجاحات كبيرة مع الأندية التي عمل بها، كما أن تجربته مع منتخب النمسا تستحق التأمل والإعجاب، فقد عمل معه ما يقرب من 6 سنوات قاده فيها لنتائج رائعة".
واستطرد: "بعد عرض سيرته الذاتية على الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي ولجنة التخطيط، طلبوا مني أنا وأمير توفيق التفاوض معه، ونجحنا في هذا الملف، وأظن أن نتائج كولر الحالية مع الأهلي تؤكد أنه كان اختيارا رائعا".
أزمة المهاجم في الأهلي
الأزمة الأكبر التي تواجه كولر منذ وصوله، عدم القدرة على التعاقد مع مهاجم أجنبي قوي، وهي الأزمة التي واجهت كل المدربين من قبله، قبل التعاقد مع الفرنسي أنطوني موديست مهاجم بروسيا دورتموند الألماني السابق.
مرتجي تحدث عن تلك الأزمة، قائلا: "نحن نعمل على تلبية مطالب الجهاز الفني، من الممكن أن نتعاقد مع عدة مهاجمين كل فترة انتقالات، لكن لا بد أن تكون الصفقات متوافقة مع شروط ومعايير الجهاز الفني".
وتابع: "على سبيل المثال، عرضنا على مارسيل كولر سيرة ذاتية لمهاجمين كثيرين، لكن كانت له مطالب مُحددة، وفي بعض الأحيان لا تنجح المفاوضات مع بعض اللاعبين بسبب تمسك الأندية بلاعبيها".
واستمر: "هذا حدث في صفقة البرازيلي غوستافوا سوزا الذي حاولنا ضمه كثيراً، لكن ناديه هيونداي جيونبوك الكوري رفض التفريط فيه، إلى أن تعاقدنا مع الفرنسي أنطوني موديست الذي نال قناعة كولر والجميع في النادي، فهو مهاجم رائع وصاحب خبرات طويلة، ويحتاج فقط للانسجام أكثر مع الفريق".
أزمات الأهلي
كما تحدث خالد مرتجي عن أزمة أخرى هزت الأهلي مؤخرا، وذلك بعد رحيل سيد عبدالحفيظ عن منصبه كمدير للكرة، وهو الأمر الذي أثار غضب جماهير "القلعة الحمراء".
وقال مرتجي عن هذا الأمر: "لا أحد ينكر جهود ونجاحات وإخلاص سيد عبدالحفيظ في الأهلي، كلاعب وكمدير للكرة، الجميع يعلم كم كان مُخلصا في عمله، وأدى دوره على أكمل وجه، حتى آخر يوم له في النادي".
واستدرك: "أما قرار رحيله، فهذا يخص لجنة التخطيط للكرة، والكابتن محمود الخطيب رئيس النادي والمشرف على قطاع الكرة".
كما علق مرتجي على الأزمة التي تواجه الأهلي بسبب ضغط المباريات، لا سيما بعد الموافقة على المشاركة في الدوري الأفريقي لكرة القدم.
وأوضح: "وافقنا على المشاركة في الدوري الأفريقي لأن البطولة قوية، وتضم 8 من أفضل واقوى الفرق الأفريقية، والفوز بها سيُضيف إلى تاريخ الأهلي الكبير والعريق محليا وأفريقيا".
وأكمل: "كما أن مكاسبها المالية مُغرية، فليس من المنطقي أن نرفض فرصة الفوز بـ4 ملايين دولار خلال أسبوعين، مع الاعتراف بأن هناك أزمة في البطولة الوليدة التي تُقام للمرة الأولى هذا الموسم بسبب ضيق الوقت والسفر وارتباطات الأهلي المتتالية محليا وأفريقيا".
وأنهى حديثه في هذا الصدد، قائلا: "لكن هذه الأزمة لم تجعلنا نُفكر في الانسحاب من البطولة، بسبب المكاسب التي ذكرتها سابقاً، كما أننا نحاول حل هذه الأزمات بالتنسيق مع اللجنة المنظمة للبطولة".
كما تطرق مرتجي لأزمة أخرى، وهي التي تتعلق بلاعبه محمود عبدالمنعم "كهربا"، المُهدد بالإيقاف لفترة طويلة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، في ظل عدم تسديده لغرامة قدرها نحو 2.5 مليون دولار لصالح نادي الأسبق الزمالك، الذي فسخ عقده معه في 2019.
وقال مرتجي عن هذا الأمر: "لسنا طرفا في أزمة كهربا، فالقضية بين اللاعب ونادي الزمالك، لكننا لا يمكن أن نبخل بتقديم الدعم والمساندة لكهربا بما يتناسق مع اللوائح وتعليمات الجهة الإدارية".
وأكمل: "نعمل دائماً على انتهاء الأزمة حتى يكون اللاعب في قمة تركيزه مع الفريق، خاصة وأنه مكسب كبير للأهلي ويقدم عروضا جيدة معنا".
علاقة الأهلي والزمالك
على صعيد آخر، رفض خالد مرتجي المقارنة بين الأهلي وغريمه التقليدي الزمالك، مؤكدا أن العلاقات بين الناديين تسودها حالة من الاحترام المتبادل في الوقت الحالي.
وأوضح: "أرفض أي مقارنات، ولا أود في إدخال الأهلي طرفا مع أي نادٍ آخر، نحترم نادي الزمالك كأحد قلاع الرياضة المصرية، ونرتبط بعلاقة قوية مع جمهوره وإدارته الحالية".
واستطرد: "لم نتلقَ أي دعوة لزيارة الزمالك من اللجنة الحالية، وحال تقديم دعوة لنا سيتم دراستها في مجلس الأهلي واتخاذ القرار المناسب الذي يخدم الرياضة المصرية".
سر تفوق الأهلي
لكن خالد مرتجي تحدث عن أسباب تفوق الأهلي على جميع المنافسين، قائلا: "هذا يعود إلى الإخلاص من الجميع، فهناك مقولة نُرددها جميعا في النادي، وهي الأهلي فوق الجميع".
وتابع: "نقصد بذلك أن الأهلي فوق جميع أبنائه، الكل يعمل من أجل الكيان، لدينا إنكار ذات، ولا نبحث عن الشو الإعلامي، هدفنا رفعة شأن النادي، والجميع يخدم النادي سواء بمنصب أو بدون منصب".
كما رفض خالد مرتجي الاتهامات التي يتعرض لها الأهلي من قبل جماهير الزمالك، بالمجاملة، سواء من المسؤولين عن الكرة المصرية، أو المسؤولين عن الاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بجائزة نادي القرن كأفضل نادٍ بالقارة في القرن الماضي.
وأوضح: "هذا افتراء وغير صحيح، الأهلى عانى كثيرا من سوء التحكيم وضغط المباريات وأمور أخرى ضد فريق الكرة تحدثنا عنها أكثر من مرة، وتقدمنا بسببها بعدة شكاوى".
وفيما يتعلق بنادي القرن، قال: "هذا كلام غريب وغير مُقنع، هل يُعقل أن نتحدث عن مجاملات بعد لقب حصده الأهلي منذ أكثر من 23 عاما وفقا للتاريخ والبطولات والإحصائيات التي قام بها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم".
وأردف: "الأهلي هو نادي القرن عن جدارة واستحقاق، النتائج والبطولات ترد على الجميع، وإنجازات الأهلي لا تحتاج للمزايدة".
أزمة الكرة المصرية
وختم خالد مرتجي حواره مع "العين الرياضية" بالحديث عن الأزمة التي تعانيها الكرة المصرية، وكيفية التخلص منها والعمل على تطوير الأمور خلال السنوات المقبلة.
وأوضح: "الكرة المصرية ستتطور عندما نعتمد على الكفاءات وليس أهل الثقة، وعندما تكون لدينا خطة واضحة للمستقبل، وعندما نبتعد عن العشوائية، وعندما نبتعد عن المجاملات، وعندما نُعاقب المُخطئ، وعندما يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وعندما نبحث عن المصلحة العامة وليس المصالح الشخصية.
وأتم: "ستتطور عندما نتعلم من النماذج الناجحة خارج مصر بل وداخلها، وهنا أتحدث عن النادي الأهلي الذي أراه ويراه الملايين داخل مصر وخارجها أحد أفضل الكيانات والمؤسسات الناجحة في مصر والوطن العربي وأفريقيا بسبب سياسته التي تقوم على إنكار الذات والتفاني في العمل".
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg جزيرة ام اند امز