عائلة وصاروخ على مائدة الإفطار.. "كابوس" في بناية بكييف
على طريق مشهد الفنان المصري عادل إمام الشهير في أحد أفلامه، حل ضيف غير مرحب به ضيفا في منزل عائلة أوكرانية دون سابق دعوة.
القصة تعود إلى ثالث أيام الحرب الأوكرانية، عندما اكتظت نشرات الأخبار حول العالم بصور بناية شاهقة في كييف، يخترق أحد شرفاتها صاروخ روسي سقط لتوه في المكان.
كانت الصورة ضيفا في معظم التغطيات الإعلامية لأيام، لكن لم يبحث أحد عن الجانب الآخر للقصة؛ العائلة التي استقبلت هذا الضيف الثقيل في ساعات الصباح الأولى، وما جرى؟
إذ عاشت تاتجانا (42 عامًا) وابنتها فيرا (9 سنوات) الجحيم في شقتهما في 26 فبراير/شباط الماضي، ولا يصدقا أنفسهما إنهما عادا مجددا إلى كييف بعد هذه التجربة المريرة.
وكانت الأم تاتجانا تعد وجبة الإفطار في ذلك الصباح وأيقظت ابنتها في حوالي الساعة 8:30 صباحًا، وتقول عن هذه اللحظة: "عندما جئت إليها لأسألها عما تريد لتناول الإفطار، أصاب الصاروخ المبنى".
وتابعت في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية من على سطح البناية ذاتها في كييف: "بعد الانفجار، فتحت عيني ورأيت الكثير من الغبار في الهواء. كان الشيء الأكثر رعبا هو عدم القدرة على رؤية ابنتي".
فيما تتذكر الابنة فيرا أيضًا بالضبط: "لقد استيقظت للتو وكنت أشاهد الرسوم المتحركة.. عندما أصاب الصاروخ المبنى فقدت الوعي".
وأضافت "كان كل شيء رمادي. أتذكر أنني دفنت بشيء ولم أستطع التحرك ".
بأعجوبة، وفق صحيفة بيلد، نجا الاثنان، ولم يصب الأب، الذي كان في الغرفة المجاورة، بأذى أيضا.
بعد الحادث، كان هناك شيء واحد واضح للعائلة: "علينا الفرار"، وبالفعل ذهبت الأم وابنتها إلى بلغاريا لعدة أشهر، وقت أن خيم الاعتقاد بأن الروس سيستولون على العاصمة في خلال أيام.
لكن الأسرة عادت إلى العاصمة الأوكرانية في نهاية يوليو/ تموز، مع عودة الحياة لطبيتعتها إثر تركز القتال في شرق البلاد.
وفي الوقت الحالي، يتم إصلاح البناية الشاهقة في كييف بأموال من المدينة. لكن تاتجانا التي تعمل محامية، "لا تعرف ما إذا كانت العائلة ستعود إلى البناية أم لا".
وتضيف "أعتقد أنه لا يزال لدينا بعض الخوف وحاجز نفسي.. أود أن أقول إذا كان بإمكاننا العودة إلى هنا فسيكون ذلك فوزنا الصغير: انتصار على مخاوفنا".
aXA6IDEzLjU5LjI0NC4xIA==
جزيرة ام اند امز