ليفربول ضد السيتي.. كيف تحول صراع كلوب وجوارديولا إلى كلاسيكو المدربين؟
يحل مانشستر سيتي ضيفا على ليفربول في مباراة قمة الجولة الـ23 من الدوري الإنجليزي الممتاز، مساء الأحد، على ملعب "أنفيلد".
قمة ليفربول ضد السيتي ستكون حلقة جديدة في مسلسل المنافسة بين بيب جوارديولا، مدرب السيتي، ويورجن كلوب، نظيره في ليفربول، الذي أصبح بمثابة "كلاسيكو المدربين" في السنوات الأخيرة، وهو اللقاء الـ21 بينهما.
بهذا سيصبح جوارديولا المدرب الأكثر مواجهة لكلوب، إلى جانب ديتر هيكينج، المدير الفني لفريقي فولفسبورج وبروسيا مونشنجلادباخ السابق، فيما يعد البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو هو المدرب أكثر لعبا ضد بيب، بـ24 مباراة.
عباقرة التكتيك
قبل ما يزيد عن 10 سنوات من الآن، كان بيب ينتهج أسلوب "التيكي تاكا" حين كان مدربا لبرشلونة، وهو الأسلوب المعتمد على الاستحواذ والتمريرات القصيرة، فيما كان كلوب يستخدم طريقة الضغط العكسي مع بروسيا دورتموند، القائمة على تضييق الخناق على حامل الكرة، وكان عشاق كرة القدم يتلهفون لمشاهدة معركة تكتيكية بين الأسلوبين، بقيادة المدربين.
وفي عام 2013 أصبحت الفرصة سانحة لحدوث هذا الأمر، حين تولى جوارديولا تدريب بايرن ميونيخ، ليصبح وجها لوجه أمام كلوب في ألمانيا، وبمرور الوقت طرأت عدة تغييرات على أساليب لعب المدربين.
يمكن القول إن طريقة لعب بايرن مع جوارديولا في مواجهات "الكلاسيكير" ضد دورتموند كانت بمثابة رد فعل على أسلوب كلوب، فاعتمد على طرق جديدة عليه من أجل إغلاق المنافذ أمام الهجوم، كما جعل فريقه أقوى من الناحية البدنية.
بيب كان له اليد العليا في ألمانيا بفضل تفوقه على كلوب نسبيا من الناحية التكتيكية، بجانب استفادته من فارق المستوى بين بايرن ودورتموند، وفاز "بايرن بيب" 3 مرات من 4 في الدوري الألماني ضد "دورتموند كلوب"، وجاءت الهزيمة الوحيدة في مرحلة متأخرة من الموسم، وكان الفريق البافاري حسم اللقب بالفعل.
دروس إنجليزية
انتقل كلوب إلى ليفربول في 2015، ولحق به جوارديولا كمدرب للسيتي في العام التالي، وفي إنجلترا أصبحت الأمور مختلفة، فالغاية لم تعد فقط تسجيل الأهداف، بل السعي للتسجيل مبكرا وامتلاك زمام الأمور منذ البداية.
تأثر كل من كلوب وجوارديولا بعدة أمور بارزة منها طبيعة المنافسة في إنجلترا واختلافها تماما عن ألمانيا، والأوضاع التي عاشها السيتي وليفربول بين القوة والضعف، ليصبحا مجبرين في الكثير من الأحيان على عدم التشبث تماما بالفلسفة الخاصة بكل مدرب.
في الوقت الحالي مثلا، أصبح ليفربول كلوب يطبق أساليب الضغط العكسي بشكل أقل من فريق مثل ساوثهامبتون مع رالف هانزهوتيل، كما أن جوارديولا أصبح يعطي أهمية أقل للاستحواذ، الذي يعد أحد الأمور المقدسة في أسلوب التيكي تاكا.
جدير بالذكر أن كلوب استعار بعض الأمور من فلسفة جوارديولا واختراعاته، مثل المهاجم الوهمي، والدفع بلاعبي الوسط في مركز قلب الدفاع، وهو الأمر الذي قام به المدرب الألماني مضطرا بسبب الإصابات، فيما كان بيب يفعله باختياره.
في الوقت نفسه فإن جوارديولا أصبح يولي اهتماما بالصفات البدنية في اللاعب أكثر من التكتيكية، متأثرا بفلسفة كلوب، وعلى سبيل المثال، أصبح إلكاي جوندوجان نجم وسط مانشستر سيتي حاليا في ظل إصابة المبدع كيفين دي بروين، ليتذكر دوره القيادي في تشكيلة دورتموند مع كلوب.
في الوقت الحالي تقاربت الهوية التكتيكية للعملاقين كلوب وجوارديولا الذين يكنان احتراما كبيرا لبعضهما البعض، لكن بوجودهما على رأس الفريقين الأكثر هيمنة في إنجلترا حاليا، تصبح المعركة التكتيكية بينهما أكثر صعوبة من أي وقت مضى.