«العادي» يورغن كلوب.. أعاد كبرياء ليفربول بـ6 محطات تاريخية
وضع الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي، حدا لمسيرته مع "الريدز" بالرحيل عن صفوف الفريق عقب نهاية الموسم الحالي.
وقرر المدرب الألماني المخضرم الرحيل لعدة أسباب شخصية يأتي على رأسها رغبته في الدخول في فترة من الراحة بعد 9 سنوات من العمل المستمر.
وأكد كلوب لجماهير ليفربول أنه "سيسعى خلال الموسم الحالي لتحقيق أكبر عدد ممكن من الألقاب بهدف إسعاد الجماهير".
كلوب وصف نفسه خلال وقت سابق بأنه "مدرب عادي"، وذلك ردا على المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو الذي يُطلق عليه لقب "المدرب الاستثنائي".
وتستعرض "العين الرياضية" من خلال السطور التالية، 6 محطات تاريخية في مسيرة كلوب مع ليفربول.
بداية الرحلة
تولى كلوب القيادة الفنية لليفربول خلفا لبرندن رودغرز، بعد 6 جولات من بداية موسم 2015-2016 للدوري الإنجليزي الممتاز، وكان الفريق قد جمع وقتها 7 نقاط فقط.
النادي والجماهير كانا يعانيان من حالة كبيرة من اليأس حيث فشل الفريق في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990، وكان موسم 2013-2014، وهو الأقرب لإنهاء اللعنة، لكن خسره في النهاية لصالح مانشستر سيتي بفارق نقطتين.
وبدأ كلوب عمله مع فريق بلا هوية ولا يملك أي لاعب من الطراز الأول، باستثناء الإنجليزي دانييل ستوريدج، بالإضافة إلى البرازيليين روبرتو فيرمينو وفيليبي كوتينو.
المدرب الألماني عمل بكل قوة وأنهى موسم 2015-2016 في المركز الثامن بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي، ليفشل في المشاركة بأي مسابقة أوروبية خلال الموسم التالي، خاصة وأنه خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني بنتيجة 1-3.
عمل مستمر
عمل كلوب في الموسم التالي 2016-2017، على غرز عامل الثقة داخل نفوس اللاعبين، بالإضافة إلى إبرام بعض الصفقات يأتي في مقدمتها السنغالي ساديو ماني من ساوثهامبتون الإنجليزي، مقابل 41.20 مليون يورو.
واستفاد يورغن كلوب وقتها كثيرا من عدم مشاركة الفريق أوروبيا، ليقوم ببنائه بشكل سليم ودون أي ضغوطات.
وأنهى "الريدز" هذا الموسم في المركز الرابع، ليعود للمشاركة في دوري أبطال أوروبا خلال النسخة التالية مباشرة، ويبدأ من هنا الانطلاق نحو المجد.
فريق لا يُقهر
في موسم 2017-2018، طالب كلوب إدارة ناديه بالتعاقد مع النجم المصري محمد صلاح جناح روما الإيطالي المتألق وقتها، وبالفعل انضم "الفرعون" لكتيبة "الريدز" مقابل 37 مليون جنيه استرليني.
فضلا عن ذلك، خطف ليفربول أوكسيلد تشامبرلين من أرسنال في صفقة بلغت قيمتها 35 مليون استرليني، لتدعيم منطقة وسط الملعب بجانب جوردان هندرسون وإيمري كان الذي رحل بنهاية ذلك الموسم إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي.
وبذلك تكون الثلاثي الهجومي الشهير؛ صلاح وماني وفيرمينو، بجانب ضم كل من أندرو روبرتسون من هال سيتي الإنجليزي، وتصعيد ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن.
فضلا عن ذلك، تعاقد ليفربول مع الهولندي فيرجيل فان ديك في الميركاتو الشتوي لعام 2018 من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون جنيه استرليني، ليقوي خط دفاعه بشكل جيد.
ملامح البطل
بدأت ملامح البطل تتكون لدى فريق ليفربول بالتعاقد مع اللاعبين الكبار من أجل المنافسة على الألقاب، وبالفعل قاد كلوب الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا، بعد مستوى كبير ظهر عليه الفريق، لكنه خسر أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة 1-3.
ونجح صلاح خلال ذلك الموسم في تقديم مستوى مبهر للغاية وقاد فريقه لحصد المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى تتويجه بلقب هداف المسابقة برصيد 32 هدفًا والحصول على جائزة أفضل لاعب.
وأصبح صلاح حديث الصحف العالمية وقتها، والبعض قال عن هذه الصفقة إن "ليفربول سرق صلاح من روما"، بعد ترشحه لجائزة أفضل لاعب في العالم، لكنه حصد المركز الثالث خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو والكرواتي لوكا مودريتش على الترتيب.
ميركاتو تاريخي
شهد صيف 2018، ميركاتو تاريخيا لليفربول بالتعاقد مع العديد من اللاعبين المميزين الذين جاء في مقدمتهم الحارس البرازيلي أليسون بيكر، من روما.
فضلا عن ذلك، انضم السويسري شيردان شاكيري لصفوف الفريق قادما من ستوك سيتي ونابي كيتا من لايبزيغ الألماني وفابينيو من موناكو الفرنسي.
وبذلك بدأ كلوب تكوين فريق يستطيع المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية، بامتلاك أكثر من لاعب مميز في مركزه من الطراز الرفيع.
كتابة التاريخ
بدأ كلوب يجني ثمار عمله، حيث قدم ليفربول مستوى مذهلا، وكان على بعد خطوة واحدة فقط من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي لأول مرة من 30 عاما، لكنه خسر اللقب في النهاية لصالح مانشستر سيتي بفارق نقطة واحدة 2018-2019، ثم تكرر الأمر في 2021-2022.
ليفربول بات أول فريق يحصد 97 نقطة في تاريخ البريمييرليغ ويفشل في التتويج باللقب، لكن الفريق تناسى أحزانه وصب تركيزه على بطولة دوري أبطال أوروبا 2019.
ورغم تعرض ليفربول لهزيمة كبيرة أمام برشلونة الإسباني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة 0-3، لكنه عاد ليحقق ما يشبه المعجزة وفاز على الفريق الكتالوني إياب 4-0، ليتأهل للمباراة النهائية، ويفوز على توتنهام في النهائي بنتيجة 2-0، لينجح في التتويج باللقب للمرة الأولى منذ عام 2005.
وتمكن المدرب الألماني المخضرم من قيادة ليفربول للتتويج بلقب السوبر الأوروبي بالفوز على تشيلسي بركلات الترجيح 5-4، بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2.
وبعدها بأشهر قليلة، توج ليفربول مؤخرا بلقب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما سبق وأن شارك في نسخة 2005 وخسر أمام ساو باولو في المباراة النهائية بهدف دون رد.
كذلك، استعاد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2019-2020، وتوج بعدها بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة والدرع الخيرية.