صالح المنصوف.. خطاط العلم الذي "لا ينكس أبدا"
ارتبط اسمه للأبد مع "علم لا ينكس أبدا"، ووري الثرى في يوم عيده.. هو الشيخ صالح المنصوف خطاط العلم السعودي، الذي رحل عن عالمنا بالتزامن مع الذكرى الأولى ليوم العلم.
صالح المنصوف الرجل الذي حدث أسلوب كتابة الشهادتين والسيف على العلم قبل أكثر من 50،
ورحل عن عمر ناهز الـ86 عامًا بعد رحلة عطاء كرسها للخط العربي، قبيل ساعات من أول احتفال بيوم العلم السعودي، الذي أعلنته المملكة في 11 مارس/آذار من كل عام.
صالح المنصوف
ينفرد العلم السعودي بمميزات خاصة لا تنطبق على أي علم، فهو لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة،
ولا ينكس بالمناسبات الحزينة، ولا يحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف.
كما يحظر استعماله كعلامة تجارية أو لأغراض دعائية تمس مهابته.
صالح المنصوف مولده ونشأته
اسمه كاملا صالح بن سعد بن عبدالله المنصوف، ولد بمدينة الرياض.
تلقى تعليمه الأول بمدارس تحفيظ القرآن، ومنها التحق بمدرسة جبرة الابتدائية ثم المتوسطة الثانية بذات المدينة.
التحق بمعهد الخط العربي وأتم دراسته فيه، ليحصل على دبلوم الخط العربي والزخرفة الإسلامية.
بدأ المنصوف حياته العملية خطاطًا بمكتب بالرياض، ومنها انتقل إلى وظيفة خطاط للإدارة العامة للكليات والمعاهد عام 1382 بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
ثم مديرا للتحرير بمعهد إمام الدعوة العلمي، ومأمورًا للعلاقات بجامعة الإمام محمد بن سعود.
مراحل العلم ومشاركة المنصوف
خلال إقامة الدولة السعودية الثالثة، ومعارك استرداد الرياض، تنقل حمل العلم السعودي بين أكثر من رجل ممن شاركوا مع الملك عبدالعزيز آل سعود في معاركه.
وكان أول من حمل راية العلم عبداللطيف المعشوق.
لكن بعد أن قُتل هو وولده في البكيرية عام 1904، تسلَّم الراية عبدالرحمن بن مطرف هو وأبناؤه من بعده،
ليقترن من خلاله مصير تغير خط العلم بالشيخ المنصوف.
المنصوف خطاط الشهادتين
وبحسب ما قاله المنصوف، في تصريحات سابقة، فقد "كانت راية المطرف -نسبة إلى حاملها-، تستخدم في الحروب منذ أيام الملك عبدالعزيز رحمه الله، وظلت متوارثة حتى يومنا هذا".
وأضاف أن "الراية كانت تحاك بوضع القماش على نفس العَلَم ثم خياطته على شكل الشهادة وقص الأطراف الزائدة منه حتى تبرز الحروف،
لكن تلك الطريقة في التصميم، مع كبر حجم العلم جعلته ثقيل الوزن على حامله.
وحين كان الشيخ المنصوف في العقد الثالث من عمره، قبل أكثر من 50 عاما وتحديدا عام 1961، لبى طلبا من منصور المطرف بإعادة تصميم الراية لتكون أخف في وزنها.
ويحكي المنصوف كيف صمم العلم على نفس شكلها،
لكن باستخدام قماش أخف، وخط حروف الشهادتين باللون الأبيض، ورسم السيف تحتها.
وتابع: "كتابتي للشهادتين كانت منذ عهد الملك فيصل -رحمه الله-
في عام 1382هـ/1962م، وكنت أول من كتب ذلك ولله الحمد".
عيد العلم
وفي 1 مارس/آذار الجاري 2023م، صدر أمر ملكي بأن يكون يوم 11 مارس/آذار من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم)،
لكون يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس/آذار 1937م.
اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.
وجاء هذا الأمر الملكي إيمانا من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،
بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرا من مظاهر الدولة السعودية، وقوتها، وسيادتها، ورمزا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.