قبل الانتخابات الأمريكية.. واحة للمليارديرات في كاليفورنيا تثير الجدل
منذ عام 2017، تم الكشف عن مشروع "كاليفورنيا للأبد"، وهو مثار جدل كبير في مقاطعة سولانو الريفية خلال الفترة الحالية قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وأوضح تقرير لشبكة سي بي إس أنه منذ ذلك الوقت كانت شركة غامضة تقوم بشراء الكثير من الأراضي الزراعية، حوالي 60 ألف فدان، في مقاطعة سولانو الريفية شمال شرق سان فرانسيسكو.
ووفقا لتقرير الشبكة، فبعد السبق الصحفي الذي حققه كونور دوجيرتي من صحيفة نيويورك تايمز، أطلقت هذه الشركة الغامضة موقعًا إلكترونيًا وعرفت نفسها علنًا باسم كاليفورنيا للأبد، وتحدثت عن خطة طموحة لبناء مدينة جديدة تمامًا تستوعب ما يصل إلى 400000 ساكن.
المشروع
و"كاليفورنيا للأبد" هو مشروع المدينة الجديدة الذي يروج له نخب وادي السيليكون من خلال شركة فلاني أسوشيتس، التي يقودها مسؤول تنفيذي كبير سابق في غولدمان ساكس هو جان سيراميك.
يُظهر الموقع موقعًا سكنيًا مثاليًا به منازل ومطاعم ومتاجر جميلة، وبدون أي سيارات.
وحاول سيراميك إقناع الجمهور بأن المشروع ليس مجرد واحة للمليارديرات أو بعض مدن التكنولوجيا الفائقة في العالم. وقال إن الخطة تهدف إلى تحويل كل هذه الأراضي الزراعية إلى مدينة يمكن المشي فيها على غرار السافانا أو فيلادلفيا أو القرية الغربية في مدينة نيويورك.
وفي الوقت الحالي، لا يعد هذا أكثر من مجرد موقع مثالي وحفنة من الرسومات التخطيطية مع لمسة بسيطة من المثالية. ومع ذلك، فإن الأموال التي تكمن خلفها حقيقية: 800 مليون دولار (760 مليون يورو) من مجموعة من مليارديرات التكنولوجيا وأمثالهم الذين كانوا يشترون سرًا الأراضي الريفية لسنوات في مقاطعة سولانو، بين قاعدة ترافيس الجوية ونهر ساكرامنتو.
مصير المشروع
ومن المقرر أن يتم تحديد مصير المشروع في نهاية المطاف في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من قبل الناخبين في مقاطعة سولانو، الذين يتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كان سيتم إلغاء قانون عمره ثلاثة عقود يقيد إقامة مشاريع التطوير الجديدة. وقد قوبل المشروع بقدر كبير من الشكوك من قبل العديد من السكان المحليين.
والتقت "سي بي إس" بـ آل ميدفيتز وجيني ماكورماك، وهم من آخر المقيمين في المدينة بعد أن باع معظم جيرانهم أملاكهم إلى الشركة مالكة مشروع "كاليفورنيا للأبد" بسعر أعلى بكثير من القيمة السوقية. ورفض هؤلاء الملايين حبا في مزرعتهم التي تبلغ مساحتها 3700 فدان والتي كانت مملوكة لعائلة جيني لأكثر من قرن.
وقال السكان إن شركة كاليفورنيا للأبد لا تدخر أي جهد لمحاولة كسب سكان المقاطعة، فيما يقول كونور دوجيرتي من صحيفة نيويورك تايمز إن مساعيها يمكن أن تكون أغلى حملة سياسية في تاريخ مقاطعة سولانو.
وتصر الشركة على أن فكرة تصميم وبناء مدينة يمكن المشي فيها بأسعار معقولة نسبيًا هي في الواقع ممكنة.
ويقول مراقبون إن الشركة تتمتع بالمعرفة والصبر والمال الكافي بشكل حاسم لتحويل هذا المشروع إلى حقيقة وإنه خلال 10 أو 15 عامًا، ستكون مقاطعة سولانو هي قصة النجاح الاقتصادي المذهلة التي ينظر إليها الناس في جميع أنحاء أمريكا بفخر.