لطيفة بنت محمد: حان الوقت لتغيير النظرة النمطية عن المرأة العربية
حضرت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي والمجلس التنفيذي، منتدى المرأة العالمي.
وألقت كلمةً رئيسية مُلهمة استعرضت فيها إنجازات المرأة العربية منذ مطلع التاريخ وحتى يومنا هذا، لتروي من خلالها حكاية النجاحات التي حقّقتها المرأة العربية، وبصماتها المؤثرة في مختلف المجالات، وتأثيرها اللافت الذي انعكس على ازدهار المجتمعات، مؤكدةً أنه قد حان الوقت لتغيير النظرة النمطية المأخوذة عنها لدى البعض والمبنية على أحكامٍ مسبقة.
وتطرّقت في كلمتها للحديث عن الأدوار المتعددة للمرأة العربية منذ قديم الزمان، حيث كانت دائماً قائدة وملهمة، وشريكة في السّلم وفي الحرب، حملت السّلاح دفاعاً عن وطنها وأرضها، وضمّدت الجّراح، وتفتّح ذِهنها على التجارة، فعملت في النشاط التجاري وأصبحت سيدة أعمال، وعادت إلى بيتها لتكمل مسيرة بناء الأجيال والأوطان.
وأشارت رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى أن المرأة العربية تميزت بشجاعتها، فالتحقت بالخدمة العسكرية، وعملت في أكثر المهن صعوبةً كالتعليم والصحة والقضاء والعمل الدبلوماسي، لكنها ظلّت مرتديةً عباءة القيَم والأخلاق، ومتمسّكةً بمبادئها وبتقاليد مجتمعها، وصنعت التاريخ بعزيمتها الصلبة، فكانت رائدةً في مختلف المجالات.
وتحدثت عن دور المرأة منذ فجر الإسلام لافتةً إلى أنها خاضت مجال الطب وأثبتت براعتها فيه، وكانت تشارك في علاج جرحى المعارك لمهاراتها في الطب وتصنيع العقاقير والأدوية، وكانت صاحبة أول مستشفى ميداني في التاريخ، وارتقت بطموحاتها حتى قادت الطائرة في عام 1933، وأصبحت عالمة ذرّة في الأربعينيات، وتدرّجت في المناصب حتى أصبحت وزيرةً في الخمسينيات، وشغلت العديد من المراكز القيادية العليا، حتى وصلت إلى الفضاء وتُوِّجَت جهودها بأن أصبحت رائدة فضاء في 2021 ولا يزال عطاؤها مستمراً ولا يتوقف.
وأكدت أن الوقت قد حان لتصحيح النظرة النمطية عن المرأة في عالمنا العربي لدى البعض، وسرد قصتها المُلهمة، مشيرةً إلى أنها رمز القوة والإبداع والعطاء، وأنها ليست بحاجة لمنظورٍ حديث يطالب بحقوقها أو يعيد تشكيل مفاهيم الحرية والموازنة نيابةً عنها، وأوضحت أن المساواة بالنسبة لها أسلوب حياة، حيث تعمل وتبني وتؤسس، كما أن صوت المرأة مسموعٌ في مجتمعنا، ولدى القيادة الرشيدة التي فتحت لها كل الأبواب والآفاق للتميز في فضاءات الإبداع، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية تركت بصمتها البارزة في مختلف القطاعات وقادرة على تحقيق الريادة والإنجاز أينما كانت.
ووجّهت الشيخة لطيفة بنت محمد رسالة تقدير لكل إمرأة إماراتية تركت بصمتها البارزة في مختلف القطاعات، واستحضرت ذكرى جدتها المغفور لها الشيخة لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيّان التي كانت صاحبة قرارٍ وريادة.
كما استحضرت ذكرى الشيخة حصة بنت المر، التي كانت بمثابة الصديق والمستشار لزوجها الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، بما لها من خبرة ودراية ومعرفة شاملة بإدارة الأعمال وشؤون الناس والسياسة، إلى جانب نشاطاتها وأعمالها الخيرية.
وأكدت أنّ ما ذكرته ما هو إلا جزءٌ بسيط من نتاج فِكر المرأة العربية وإسهاماتها، ولا يزال هناك الكثير من العطاء المُلهم الذي يستحق منا كل التقدير، وخصّت في هذا المقام المرأة الفلسطينية، موجّهةً لها تحية إجلالٍ على ثباتها وعزيمتها التي تتجسّد فيهما كل معاني التضحية والعطاء.
وختمت كلمتها بتوجيه دعوةٍ لتوحيد الجهود لإعادة تشكيل مستقبلٍ واعد يدعم جهود وإنجازات المرأة في جميع أنحاء العالم بعيداً عن أي قوالب نمطية أو أحكام مسبقة، ما يتيح الفرصة لاستثمار قوة تأثير المرأة بأفضل صورة.
ويعد منتدى المرأة العالمي محفلاً دولياً يجمع نخبةً من القادة وكبار المسؤولين الحكوميين وقيادات القطاع الخاص، ومجموعة من الخبراء والأكاديميين وروّاد الأعمال، لتسليط الضوء على إسهامات المرأة وأدوارها في مسارات التنمية المختلفة، فضلاً عن تأثيرها الكبير ومساهمتها القيّمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي حول العالم.
كانت مؤسسة دبي للمرأة قد استضافت في 2016 منتدى المرأة العالمي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما نظّمت المؤسسة المنتدى العالمي للمرة الثانية وبنجاح لافت في 2020.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4yMTYg جزيرة ام اند امز