فن
فيروز 86.. حبيبة الشعوب ومطربة الرؤساء
احتفل عشاق الغناء، الأحد، بعيد ميلاد المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز الـ86، التي ملكت إحساس جمهورها منذ احترافها الغناء بصوتها الملائكي، وكلماتها العذبة.
نجحت زهرة الغناء العتيقة، في العبور إلى كل الشعوب، فكرمها الرؤساء والملوك، وسكن اسمها القلوب، والحقيقة أن فيروز لم تصنع مجدها بالغناء فقط، ولكن بمواقفها الإنسانية والوطنية النبيلة، فلم تتخل عن بيروت في أصعب الظروف، ودائماً تردد "بحبك يا لبنان يا وطني بحبك.. بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك".
زهرة الغناء تتفتح
اسمها نهاد رزق وديع حداد، وشهرتها فيروز، من مواليد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في زقاق البلاط، أحد أحياء بيروت القديمة، وولدت لأسرة بسيطة.
بدأت قصتها مع الغناء في سن صغير، وتتلمذت على أيدي عمالقة الطرب مثل محمد عبدالوهاب وليلى مراد وأم كلثوم، إذ كانت تسمع أغانيهم في الإذاعة وتحفظ كلماتها ثم ترددها بصوتها.
تحمس لصوت فيروز الموسيقار اللبناني محمد فليفل، وشجعها على الانضمام إلى فرقة "كورس" الإذاعة اللبنانية، وبمرور الأيام بدأ الحلم ينمو بداخلها، ورغم رفض الأب احترافها الغناء، فإنها أصرت على تحقيق الحلم.
درست في المعهد الوطني للموسيقى، لإيمانها بأن الدراسة تحمي الموهبة، وفي عام 1952 تعرفت "جارة القمر" على الموسيقار اللبناني عاصي الرحباني، لتبدأ رحلتها الحقيقية في عالم الطرب، وقدم الثنائي أغنيات مميزة حققت الكثير من النجاح وسكنت وجدان الجمهور العربي.
الزواج والتوهج
تطورت علاقة الصداقة بين فيروز وعاصي الرحباني إلى حب كبير، وتزوجا عام 1955، ورزقا بـ4 أبناء هم: زياد، هالي، ريما وليال.
زواج فيروز من موسيقار كبير ساعدها في العبور سريعاً إلى الجمهور، فزادت مساحة التعاون بينهما وانضم لهما شقيقه منصور الرحباني، ليقدم الثلاثي أعمالاً مميزة مزجت بين الشكل الشرقي والأنماط الغربية.
غنت "بنت الحارس" للحب والقدس والألم والفرح، وشاركت في بطولة 15 مسرحية غنائية منها "جسر القمر، الليل والقنديل، وبياع الخواتم"، وذاع صيتها وكرمها رؤساء الدول، مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، الذي منحها وسام قائد الفنون والآداب عام 1988، كما منحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف عام 1998.
السجل الفني لجارة القمر
عبرت "جارة القمر" إلى العالمية خلال فترة التسعينيات بأعمال عصرية وألحان رشيقة، لتتوهج وتتسع مساحة انتشارها وتسكن البيوت ويصدح صوتها عالياً بالأزقة والحواري في مختلف الدول، ومن أهم الألبومات التي طرحتها في تلك الفترة، "كيفك إنت"، "إيه في أمل"، "ببالي".
يضم الأرشيف الفني للمطربة الكبيرة 36 ألبوماً غنائياً و26 اسكتشاً و9 قصائد و15 مسرحية و3 أفلام سينمائية، هي "بياع الخواتم" 1965، "سفر برلك" 1967، و"بنت الحارس" 1968.
عرف عن فيروز وطنيتها الشديدة وحبها للعروبة، فلم تترك لبنان أثناء الحرب، ورفضت ترك منزلها ببيروت رغم تعرضه لقصف بصاروخ، وظلت في بيتها تنادي بوحدة شعبها، وتغني لدولة الأرز "بحبك يا لبنان".