ثأر "الصومالي" وغدر "المتشددين".. القصة الكاملة لاشتباكات عين الحلوة
بدون شرارة لا يمكن للنار أن تشتعل، وبدون عناصر لا تكتمل القصة، وفي عين الحلوة بلبنان اجتمع الفصلان.
مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي يقطنه أكثر من 54 ألف لاجئ، على مساحة كيلومتر مربع، في جنوب لبنان، تصدر عناوين الأخبار، خلال الساعات الماضية، بعد اشتباكات عنيفة، بين فصائل فلسطينية.
اشتباكات خلّفت ستة قتلى، وحركة نزوح من المخيم الذي يصفه كثيرون بـ"القنبلة الموقوتة" لارتباطه بعقود من المواجهات الدامية.
فكيف اندلعت الشرارة؟
القصة تعود- بحسب وسائل إعلام لبنانية بينها صحيفة "الأخبار"- إلى ثأر لعائلة زبيدات التي فقدت ابنها، في مارس/أذار الماضي، ليقرر شقيقه الأكبر الملقب بـ"الصومالي" أن يثأر له أخيرا، رغم تسليم المتهم خالد علاء الدين (محسوب على جند الشام المتشددة).
والسبت، كان محمد زبيدات "الصومالي" بانتظار ثلاثة من المحسوبين على "جند الشام" خلال مرورهم في حي الجميزة بعد عودتهم من السباحة، حيث أطلق عليهم النار، ما أدى إلى مقتل أحدهم وجرح اثنين.
وما إن انتشر هذا الخبر، حتى تجمع "المتشددون" منطلقين من عدة أحياء، وضربوا مواقع لحركة فتح، في مشهد أعاد مواجهات دامية نسيها المخيم لأشهر طويلة.
وعلى إثر ذلك، أصدرت عائلة زبيدات أنها لم تأخذ بثأر ابنها محمود ولن تسلم أخيه محمد، قبل أن يسود الهدوء الحذر وسط طلقات متفرقة.
هذا كله كان السبت، قبل أن يكسر اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه، ظهر الأحد، الهدوء الهش.
وتقول "الأخبار" إن متشددي "جند الشام" قطعوا برصاص القنص الطرق التي اعتاد العرموشي سلوكها للوصول إلى مقر الأمن الوطني في البراكسات، حتى تمكنوا منه في كمين محكم.
"مجزرة" و"خط أحمر"
الرئاسة الفلسطينية من جهتها، وصفت ما تعرض له العرموشي ومرافقوه الأربعة بـ"المجزرة البشعة"، و"الاغتيال الغادر".
وقالت :ما حدث هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم من قبل مجموعات إرهابية متطرفة دأبت منذ سنوات العمل على إدخال المخيم في تنفيذ أجندات هدفها النيل من الاستقرار الذي يشهده المخيم".
وأكدت أن هذا الأمر "غير مسموح به ولن يمر دون محاسبة مرتكبي هذه المجزرة".
وشددت على أن أمن المخيمات "خط أحمر، ومن غير المسموح لأي كان ترويع أبناء الشعب الفلسطيني والعبث بأمنهم".
وغالبا ما يشهد مخيم عين الحلوة مواجهات بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة، ينجم عنها قتلى وجرحى.
وبموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، لا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات.
فيما تتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي داخل هذه المخيمات.