قائد جيش لبنان يحذر من "الفتنة" ويدعو للتأهب
حذر قائد الجيش اللبناني جوزيف عون من تسلل "الفتنة" إلى المؤسسة العسكرية، داعيا إلى التأهب لمواجهة "تحديات إضافية".
وقال العماد جوزيف عون، الجمعة، بمناسبة عيد الجيش الذي يصادف الأول من أغسطس/ آب من كل عام: "يحلً العيد هذا العام ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ المشؤوم (4 أغسطس/آب 2020) الذي أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 أشخاص، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هي الأقوى في تاريخنا الحديث وسط استمرار تفشّي وباء كورونا".
وأضاف: "رغم الأزمات المتلاحقة والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، تتجه الأنظار إلى المؤسسة العسكرية التي تبقى محط آمال اللبنانيين".
وتابع عون متوجها إلى العسكريين: "المؤسسة العسكرية أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم بفضل أدائكم في جميع الظروف، والاحترافية في تأدية مهامكم على اختلافها وتشعباتها، ومواكبتكم السريعة لأي طارئ واعتمادكم أقصى معايير الشفافية في التعامل مع الملفات ذات الطابع الإنساني والأمني واستجابتكم الضرورية والملحّة التي تؤمن استمرار عدد من القطاعات الحيوية."
وأردف: "لا تسمحوا لأحد بأن يستغل رداءة الوضع المعيشي للتشكيك بإيمانكم بوطنكم ومؤسستكم، فلبنان أمانة في أعناقنا، ومن غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد في الفوضى وزعزعة أمنه واستقراره".
وأشار إلى أن "تحديات إضافية ستعترضنا، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأنٍّ".
واستطرد قائلا: "لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولي الذي ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم".
واعتبر أنه "وسط هذه المهمات الاستثنائية، تبقى أعيننا ساهرة على الحدود لمواجهة خطر العدو الإسرائيلي الذي رفع مؤخراً وتيرة تهديداته للبنان، وهدّد بشن حرب جديدة وضرب صيغة العيش المشترك، كذلك الإرهاب الذي يتحيّن الفرص لمحاولة الظهور مجدداً. كونوا يقظين لمواجهة هذه التحديات التي تضاف إليها مكافحة المخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية (غير النظامية)".
وشدد عون على أن "الجيش سيبقى صمام الأمان لوطننا، والعمود الفقري الذي يستند إليه كيان الدولة"، مضيفاً: "سنبقى أوفياء لقسمنا مهما اشتدت الصعاب والمحن، وأثقلت التحديات أكتافنا. لا تأبهوا بالاتهامات ولا الإشاعات".
وختم عون بالقول إن "اهتمامنا كان وسيبقى عسكريينا وعائلاتهم. أولويتنا كانت وستبقى حماية المؤسسة العسكرية وتحصينها".
وطالت الأزمة الاقتصادية في لبنان مؤسسة الجيش، ومع فقدان الليرة لأكثر من مئة بالمئة من قيمتها أصبحت رواتب العسكريين لا تتجاوز 100 دولار للجندي و500 للضابط، إضافة إلى مشاكل عديدة على مستوى قطع الغيار والمحروقات للآليات، بل بلغت الأزمة غذاءه الذي لم تعد ميزانية المؤسسة تكفي لتأمينه بالشكل اللازم في ظل الغلاء الفاحش للمواد الغذائية.
ومؤخراً، قام قائد الجيش بعدة زيارات لعدد من الدول، منها فرنسا ومصر، في محاولة لتأمين المساعدات اللازمة للجيش لاستمراره بأداء مهامه.