غضب بلبنان للتحقيق مع صحفي انتقد الحكومة بشأن كورونا
رئيس الوزراء اللبناني قرر تعليق جميع الرحلات الجوية والبرية والبحرية من وإلى إيطاليا وكوريا الجنوبية والصين وإيران بعد تصاعد الغضب
تصاعدت موجة غضب في لبنان جراء استدعاء القضاء منتقدي أداء الحكومة في معالجة انتشار فيروس كورونا للتحقيق.
كانت الشرطة اللبنانية استدعت منسق التجمُّع من أجل السيادة الصحفي نوفل ضو بعد انتقاده وزير الصحة اللبناني المحسوب على مليشيا "حزب الله" محمد حسن.
وجاء قرار الاستدعاء بعد أن طالب الوزير بملاحقة الذين يبثّون معلومات مغلوطة ومضللة عن الوباء بعد حديثه الذي قال فيه إن "قرار إلغاء الرحلات إلى إيران هو قرار حكومي وله اعتبارات سياسية".
وفي أعقاب تصاعد موجة الغضب قرر رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب تعليق جميع الرحلات الجوية والبرية والبحرية من وإلى إيطاليا وكوريا الجنوبية والصين وإيران.
وكشف الصحفي نوفل ضو، عبر حسابه على "تويتر"، أنه تم استدعاؤه إلى "المباحث المركزية الجنائية، بسبب تغريدة انتقد فيها قرار وزير الصحة حمد حسن".
وتابع: "لن ترهبوني، ومتمسك بمواقفي السياسية: حكومة تابعة لإيران لأن فيروس كورونا ينتقل إلينا عبر الرحلات الجوية والمعابر البرية".
وقال نوفل ضو، لـ"العين الإخبارية"، إن طلب استدعائي الرسمي بسبب تغريدات تنتقد مواقف لوزير الصحة لكنها كانت فحواها ضرورة الحفاظ على صحة اللبنانيين.
ورأى أن نهج الاستدعاء والتحقيق مع سياسيين وإعلاميين من وقت لآخر مستمر منذ فترة في محاولة لإسكاتهم ومنعهم من القيام بمعارضة ديمقراطية حقيقية.
وتعليقا على ذلك قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد: "إذا كان وزير الصحة العامة يعتقد أنه نجح في تجنب نفسه مسؤولية إدخال الكورونا الإيرانية وغير الايرانية إلى لبنان لأسباب سياسية، فهو بالتأكيد لن يفلت من المساءلة بملف إدخال الأدوية الإيرانية وغير الإيرانية غير المطابقة للمواصفات لأي سبب كان".
وأرفق تغريدته بهاشتاق: "#صحة_الناس_خط_أحمر و# المساءلة_لبناء_الدولة".
من جانبه، أعرب الدكتور محمد سعيد الرز، الإعلامي والمحلل السياسي، عن اندهاشه من قرار القضاء استدعاء الناشط السياسي للتحقيق.
وقال الرز لـ"العين الإخبارية": "إن جوهر تغريدات نوف ضو كان الخوف من انتشار وباء فيروس كورونا"، موضحا: "أغلب المصابين بفيروس كورونا في لبنان أصابتهم العدوى من إيران، لذلك يحق لكل لبناني أن يسأل الحكومة سؤال نوفل نفسه".
وأضاف: "ما تحدث به (ضو) يعكس لسان حال وتساؤل معظم اللبنانيين.. فما هو هذا القرار السياسي من التحوط والتحفظ الصحي؟، حيث إن أول الإصابات اللبنانية كانت من زوار كانوا في إيران".
وأشار إلى أن إيران ثالث أكثر دول العالم ابتلاء بهذا الوباء بعد الصين وإيطاليا، وكان ينبغي وقف الرحلات منها وإليها منذ وقوع أول الإصابات.
وتستمر الدعوات في لبنان لاتخاذ قرار حاسم بوقف الرحلات إلى إيران، في وقت يسجل يوميا أرقاما متزايدة من الحالات المصابة بالفيروس.
وفي وقت سابق الأربعاء، طالب نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني بـ"إعلان حالة طوارئ طبّية وإغلاق الإدارات والمؤسسات غير الحيوية مدة أسبوعين وإعطاء اللبنانيين في إيطاليا وإيران مهلة 4 أيام للعودة وإقفال الرحلات من البلدان التي تشهد تفشي الوباء".
وأضاف، عبر "تويتر"، "وإلا فانتشار كورونا سيكون واسعا والإمكانات محدودة لمعالجة الحالات".
كذلك، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الحكومة لا تزال حتى الساعة تتعاطى بشكل خجول وغير كافٍ في مواجهة وباء "كورونا".
وطالب جعجع بإعلان حال طوارئ صحية جدية خاصة فيما يتعلق بتأمين وتزويد المستشفيات العامة والخاصة بكل ما يلزم، واتخاذ أقصى تدابير الحيطة المطلوبة بكل تفاصيلها، وصولا إلى الحد المقبول من التجهيزات الضرورية والأساسية لمعالجة أي حالات جديدة.
وارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في لبنان، اليوم الأربعاء، من 52 إلى 61، بحسب النتائج النهائية لمختلف المختبرات، بالإضافة إلى التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام لبنانية محلية.