بعد إعلان "14 آذار" عدم المشاركة.. لبنان يتجه لحكومة "اللون الواحد"
رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري طالب أنصار "تيار المستقبل" الذي يتزعمه بأن يلتزموا بـ"التظاهر السلمي في التعبير عن مشاعرهم"
أكدت كتلة "تيار المستقبل" بمجلس النواب اللبناني، التي يتزعمها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، عدم مشاركتها في حكومة رئيس الوزراء المكلف حسان دياب.
وقال عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب سمير الجسر، في تصريحات صحفية، السبت، على هامش جلسات مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة: "قابلنا رئيس الوزراء المكلف حسان دياب وأبلغناه قرار كتلة تيار المستقبل بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتمنينا أن يكون تأليف الحكومة من اختصاصيين مستقلين يمثلون جميع الأحزاب والقوى السياسية".
وأضاف عضو كتلة تيار المستقبل قائلا: "تمنينا أن يكون تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، وترضي جميع الناس"، معربا عن تمنياته لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف بالتوفيق.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قد طالب أنصار "تيار المستقبل" الذي يتزعمه بأن يلتزموا بـ"التظاهر السلمي في التعبير عن مشاعرهم".
وتتواصل المظاهرات في الشارع اللبناني منذ منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجا على تردي الأوضاع في البلاد والسياسات الضريبية للحكومة والمطالبة بوزارة جديدة من التكنوقراط، ما أفضى لاستقالة الحريري وتمسكه بمطالب المحتجين.
وقال الحريري، في مؤتمر صحفي، السبت، عقب لقائه رئيس الوزراء المكلف حسان دياب: "نحن أبناء رفيق الحريري تعلمنا بطريقة معينة، وسنكمل بالأسلوب نفسه، واليوم يجري رئيس الوزراء حسان دياب استشارات ونتمنى الخير".
وبات محسوما أن حكومة الرئيس المكلف حسان دياب ستكون من لون واحد انطلاقا من مواقف أحزاب ما يعرف بـ"فريق 14 آذار" المعارض لحزب الله، فيما تتجه الأنظار إلى طبيعة مجلس الوزراء وعما إذا كان "فريق 8 آذار" (حزب الله وحلفاؤه) سيتدارك الأمر وسيتفادى تأليف حكومة مواجهة بشخصيات سياسية استفزازية أم على العكس.
ورغم تأكيد دياب أنه سيعمل على تشكيل حكومة تكنوقراط، لا يبدو أن فريق "14 آذار" يثق بمسار الأمور المتبعة لتشكيل الحكومة التي كان يؤكد كل من رئيس الجمهورية ميشال عون و"حزب الله" و"حركة أمل" أنهم يريدونها "تكنوسياسية".
وتنفي مصادر وزارية أن يكون "فريق 8 آذار" بدّل في موقفه حيال تشكيل حكومة تكنوسياسية.
وتقول المصادر، لـ"العين الإخبارية"، إن ما أعلنه دياب لا يتناقض مع ما كان يطالب به الرئيس اللبناني وحزب الله، موضحة أن هذا الأمر يعني اختيار وزراء متخصصين في وزاراتهم لكن لا يعني أنهم لن يكونوا سياسيين أو لا يمثلون أحزابهم، خاصة أن الأحزاب السياسية هي التي ستسميهم، وهذا ما كان قد اتفق عليه مع دياب قبل تكليفه.
ووفق ما تقول مصادر متابعة للمباحثات الحكومية لـ"العين الإخبارية"، فإن الطرح هو بين تشكيل حكومة تكنوسياسية من 24 وزيرا بينهم 6 سياسيين أو من 18 وزيرا بينهم 4 سياسيين، مشيرة إلى أن دياب كان قد اتفق مع باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون على مسودة تشكيلة الحكومة.
وبدا واضحا من "فريق 14 آذار" الذي وإن اختلفت مواقف أحزابه في يوم الاستشارات النيابية، أن هناك اتفاقا على مقاطعة الحكومة المقبلة، حيث إن "حزب القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" كانا قد امتنعا عن تسمية رئيس للحكومة فيما عمد "تكتل اللقاء الديمقراطي" (الحزب التقدمي الاشتراكي) إلى تسمية السفير السابق نواف سلام على غرار حزب الكتائب اللبنانية.
واليوم في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف مع الكتل النيابية، أعلنت معظم كتل فريق "14 آذار" رفضها المشاركة في الحكومة، حتى إن "كتلة اللقاء الديمقراطي" امتنعت حتى عن لقاء دياب، واصفة ما يحصل بالمسرحية الفاشلة.
وفي توضيح منه لقرار مقاطعة الاستشارات كما المشاركة في الحكومة، قال النائب في "الحزب الاشتراكي" بلال عبدالله لـ"العين الإخبارية": "لم يكن من لزوم للمماطلة خلال شهرين من التحركات الشعبية ليعودوا بعدها ويعملوا على تشكيل حكومة، يبدو واضحا أنها معلبة وجاهزة مسبقا، وبالتالي لا لزوم لمشاركتنا في الاستشارات".
وأضاف: "علما أنه حتى عندما كنا موجودين في الحكومة لم تكن تؤخذ مواقفنا في عين الاعتبار، وكانوا يسيطرون على الحكومة وقراراتها، لذا فليتحملوا الآن هم مسؤولية قراراتهم، لأننا لن نرضى أن نكون بعد اليوم شهود زور على ما يحصل".
ورأى عبدالله أنهم (حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل) كانوا طوال الفترة الماضية في حفلة مكابرة على انتفاضة الناس أما اليوم فهم في حفلة مشاطرة عبر المواقف التي يطلقونها بأنهم يريدون حكومة تكنوقراط.