بمقتل نصر الله وكركي.. حزب الله رسمياً «بلا قيادات»
بمقتل زعيمه وقائد جبهة الجنوب، يخسر حزب الله تقريبا كامل قياداته من الصف الأول، في حصيلة تربك الهيكل التنظيمي لحزب بات بلا قيادة.
واليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "قتل" في الغارة التي استهدفت الجمعة مقر قيادة الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال الناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ناداف شوشاني عبر منصة "إكس"، إن "حسن نصر الله قتل".
وأكد ناطق آخر باسم الجيش الكابتن دافيد أبراهام لوكالة فرانس برس "القضاء" على الأمين العام لحزب الله.
فيما قال مصدر مقرب من حزب الله في بيروت إن "الاتصال فقد" بنصر الله منذ مساء الجمعة، لكنه أشار إلى أن شائعات عن مقتله انتشرت خلال حرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله عام 2006، إلا أنه عاد لاحقا إلى الظهور سالما.
وأفاد بيان عسكري إسرائيلي بأن الغارات أسفرت أيضا عن مقتل علي كركي الذي وصفه البيان بأنه قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله، وعدد غير محدد من قادة الحزب.
وأوضح البيان أن "الضربة نُفِّذت بينما كانت القيادة العليا لحزب الله تعمل من المقر وتخطط لنشاطات إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل".
وفيما يلي، تستعرض «العين الإخبارية» أبرز قادة الحزب الذين قتلوا بنيران إسرائيلية:
حسن نصر الله
انتخب في 16 فبراير/شباط 1992 أمينا عاما لحزب الله خلفا لعباس موسوي الذي اغتالته إسرائيل، ما يعني أنه قاد الحزب لـ32 عاما.
يعتبر المطلوب الأول لتل أبيب.
علي كركي
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتله أيضا في ضربة الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت، في حدث يأتي بعد أيام فقط من استهدافه.
ففي 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه "ضربة محددة الهدف" على ضاحية بيروت الجنوبية.
وتبين وفق ما قال مصدر من الحزب لـ"فرانس برس" أن الغارة كانت تستهدف القيادي العسكري علي كركي، الذي يعدّ الرجل الثالث عسكريا في حزب الله بعد شكر وعقيل، ويشغل مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب.
ومساء اليوم ذاته، أعلن حزب الله في بيان أن "القائد الحاج علي كركي بخير"، وفي "كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن"، نافيا مقتله في الغارة.
إبراهيم قبيسي
أعلن حزب الله في 25 سبتمبر/أيلول الجاري، أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.
وانضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.
وفي نبذة عن حياته، قال حزب الله إن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجّهة الدقيقة، وتم استهدافه بينما كان مع قادة آخرين من الوحدة الصاروخية للحزب.
إبراهيم عقيل
أعلنت اسرائيل في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، مقتل ابراهيم عقيل بغارة شنّتها على ضاحية بيروت الجنوبية.
وعقيل غير المعروف إعلاميا، كان يعد وفق مصدر مقرب من الحزب، الرجل الثاني عسكريا بعد شكر.
وتولى قيادة قوة "الرضوان"، وحدات النخبة في حزب الله، التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.
واستهدف عقيل بينما كان يقود اجتماعا لقادة قوة "الرضوان"، ما أسفر عن مقتل 16 منهم على الأقل بحسب حزب الله.
وعلى غرار شكر، رصدت واشنطن منذ سنوات سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه لدوره في تفجيرات استهدفت سفارتها ومشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
وفي عام 2019، صنّفته وزارة الخارجية على أنه "إرهابي عالمي".
فؤاد شكر
قتل فؤاد شكر الذي يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز عقوله العسكرية، في ضربة نسبت لإسرائيل استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، في 30 يوليو/ تموز الماضي.
وتولى شكر، وهو على غرار بقية قادة حزب الله غير معروف إعلاميا، مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بين الطرفين بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وفي بيان نعيه، وصف حزب الله شكر بأنه "رمز من رموز (المقاومة) الكبار، ومن صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها".
وشكر من بين قادة الحزب الذين كانوا مدرجين على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وعرضت الخزانة الأمريكية عام 2017 خمسة ملايين دولار "في مقابل الإدلاء بأيّ معلومات" بشأنه.
وكانت واشنطن تعتبره "أحد العقول المُدبّرة لتفجير" طال ثكنات مشاة البحريّة الأميركيّة في بيروت في العام 1983، الذي أسفر عن مقتل 241 عسكرياً أمريكياً.
قياديون آخرون
إلى جانب القادة المذكورين، خسر حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته بمنطقة صور في 3 يوليو/ تموز الماضي، وطالب عبدالله بضربة على منزل كان داخله ببلدة جويا في 11 يونيو/ حزيران الماضي.
وخسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.
وأعلنت اسرائيل مراراً أنها قتلت "قياديين" آخرين في حزب الله.