لبنان: عدم العدالة في قضية فلسطين وراء فشل السلام
ميشال عون يرحب بأي مبادرة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ويؤكد أن الاستمرار في تحمّل هذا العبء غير ممكن
جدد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الأربعاء، رفض بلاده قرار واشنطن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، مؤكداً أنه رغم تصويت "العالم الحر" في مجلس الأمن والجمعية العامة ضد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؛ فإن بعض السفارات نُقلت إليها.
- ترامب: نؤيد حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
- عاهل الأردن: القرارات الأممية تؤكد حق الشعب الفلسطيني في السلام
وقال عون، خلال خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "انعدام العدالة في معالجة القضية الفلسطينية، وقانون (القومية اليهودية لإسرائيل)، يضربان ويفشلان كل مساعي السلام ومشروع الدولتين، كما أن عدم حل القضية الفلسطينية على أساس عادل أشعل حروبا كثيرة في الشرق الأوسط".
ووصف الرئيس اللبناني قانون "القومية اليهودية"، بـ"التهجيري والقائم على رفض الآخر".
وتساءل عون لماذا أتى قرار حجب المساعدات عن مؤسسة الأونروا بفلسطين؟ فهل انتهت معاناة اللاجئين لينتهي دور الأونروا أم أن الهدف من تعطيل دورها التمهيد لإسقاط صفة اللاجئ، ودمجه في الدول المضيفة لمحو الهوية الفلسطينية وفرض التوطين؟!
وأضاف: "هذا هو حال الشعب الفلسطيني اليوم، المشرد في كل أنحاء العالم، فهل نرضاها لأنفسنا ولشعوبنا؟ هل يقبل به الضمير العالمي؟ هل هذا ما تنصّ عليه الشرائع والمواثيق الدولية؟ وما الذي يضمن ألا تواجه الشعوب الصغيرة، ومنها الشعب اللبناني، المصير نفسه؟".
وقال: "هناك شعب وجد نفسه بين ليلة وضحاها من دون هوية ومن دون وطن، بقرار ممن يفترض بهم أن يكونوا المدافعين عن الدول الضعيفة".
واعتبر عون أن "أزمات الجوار لا تزال تضغط على لبنان بثقلها وبنتائجها"، وقال: "مع بدء الأحداث في سوريا بدأت موجات النزوح تتدفق إلى لبنان، لكن الأعداد الضخمة وتداعياتها على المجتمع اللبناني من نواح عدة، تجعل الاستمرار في تحمّل هذا العبء غير ممكن".
وجدّد عون "ترحيب لبنان بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية"، مشيراً إلى أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمناً.
وقال: "أعيد تأكيد موقف بلادي الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين إلى أرضهم، والرافض كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني، أو ربطه بحل سياسي غير معلوم موعده".
واعتبر الرئيس اللبناني أن "الأمم المتحدة، وقبلها عصبة الأمم، عجزت عن منع الحروب وتحقيق السلام وإحقاق الحق، خصوصاً في منطقتنا، وأحد أهم الأسباب يعود إلى عدم تكوين ثقافة عالمية للسلام تقوم على معرفة الآخر المختلف وممارسة العيش معاً".
وأكد أن "الأمم المتحدة مدعوّة إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان في العالم؛ ولبنان الذي ساهم في وضع (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)".
وشدّد على أن المنطقة في حاجة ملحه لإجراء حوار بين الأديان والثقافات والأعراق، وإلى إنشاء مؤسسات ثقافية دولية متخصصة بنشر ثقافة الحوار والسلام.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز