في ذكرى استشهاده الـ88 التي تحل في 16 سبتمبر، "العين الإخبارية" تزور كهف الجنزور الذي شهد مولد المناضل الليبي عمر المختار
تحل ذكرى استشهاد المناضل العربي الليبي عمر المختار في 16 سبتمبر/أيلول، الذي أعدمه الاحتلال الإيطالي شنقا عام 1931 في منطقة "سلوق" جنوب مدينة بنغازي، بعد أعوام طوال كبدهم فيها المختار خسائر لا تحصى في الأرواح والعتاد.
تجولت كاميرا "العين الإخبارية" داخل كهف "الجنزور" الليبية، حيث ولد أسد الصحراء عمر المختار.
وللقرية الليبية تاريخ كبير، كونها كانت بمثابة غرفة عمليات ضد الاستعمار الإيطالي، فضلا عن دورها في تعليم الليبيين وتحفيظهم القرآن الكريم.
وكهف الجنزور يعد من أشهر الكهوف وأكثرها رمزية وطنية وتاريخية وحضارية لليبيين، حيث ولد في هذا الكهف أسد الصحراء المجاهد الليبي عمر المختار الذي اشتهر عربيا وعالميا بمحاربته للاحتلال الإيطالي الذي غزا ليبيا لسنوات طوال، وصممت الدولة الليبية نصبا تذكاريا لهذا الكهف يسمى بالنصب التذكاري جنزور، كما خصت يوم السادس عشر من سبتمبر/أيلول من كل عام ليكون يوم الشهيد.
حارب عمر المختار الإيطاليين منذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من 20 عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان الذين كانوا يحتلون ليبيا، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضا، إذ كان يبلغ حينها 73 عامًا ويعاني من الحمّى.
كان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، إذ ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.
من أبرز أقوال عمر المختار النضالية التي عرفت عنه عالميا وعربيا: "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت"، و"حينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال إذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه إلى النهاية" و"يمكنهم هزيمتنا إذا نجحوا في اختراق معنوياتنا" وكأنه في ذكرى استشهاده الـ88 يذكّر الليبيين بوصفته الوطنية النضالية والمعايير الشريفة التي يجب القياس عليها حتى تخرج ليبيا من أزمتها الطاحنة منذ عام 2011 وحتى الآن.