عام على "طوفان الكرامة".. ملحمة ليبية ضد الإرهاب
الجيش الليبي تمكن خلال عملية طوفان الكرامة، التي أطلقها قبل عام، من القضاء على كثير من قادة المليشيات الإرهابية وتدمير بنيتها التحتية.
في مثل هذا اليوم، 4 أبريل/نيسان من العام الماضي، أطلق الجيش الليبي عملية "طوفان الكرامة"، لتطهير العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية من المليشيات الإرهابية، بعد أن انتهى من فرض سيطرة القانون في المنطقتين الشرقية والجنوبية، في معركة طويلة ضد الإرهاب.
وخلال هذه الملحمة تمكن الجيش الليبي من القضاء على كثير من قادة المليشيات الإرهابية، بالإضافة إلى تقييد حركة هذه التنظيمات الإجرامية وتدمير البنى التحتية لها واستنزاف قدراتها العسكرية، إلا أن الحرب لم تنتهِ بعدُ، ولا يزال الجيش مستمراً في نضاله ضد الإرهاب.
وبمناسبة مرور عام على إطلاق "طوفان الكرامة" قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة، إن الجيش قضى على إرهابيين خطرين وكشف الغطاء عن الممولين لهم، وهما تركيا وقطر.
وأضاف المحجوب، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن الجيش الليبي قطع شوطاً كبيراً جداً في القضاء على المليشيات، وتمكن من استنزاف قدرتها على المقاومة، قبل تدخل تركيا السافر.
وظلت أنقرة تدعم التنظيمات الإرهابية في طرابلس لسنوات لكنها ألقت بثقلها خلاف المليشيات أواخر العام الماضي وعلى نحو علني بعد توقيع مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق غير الدستورية التي تهيمن على العاصمة.
وشدد مدير إدارة التوجيه المعنوي على أن الجيش مستمر في محاربة الإرهاب، ولن تتوقف قواته حتى تنتهي من إزالة هذا الورم الخبيث من جسد الوطن الليبي.
وأشار إلى أن الإرهاب متفشٍ ومتمكن في طرابلس وبعض المدن الأخرى، وأنه غرر بكثير من الشباب وأغراهم بالمال، لكن انتصارات الجيش الليبي أظهرت للجميع حقيقة الإرهابيين، واتضحت للجميع الرؤية، وابتعد كثير من الشباب عن تلك التنظيمات، ولذلك لجأت المليشيات إلى المرتزقة.
ومنذ أوائل العام الجاري نظمت تركيا عمليات نقل مرتزقة من سوريا إلى الساحة الليبية، في محاولة لتعزيز صفوف المليشيات الإرهابية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة.
وأكد المحجوب أن من يقاتلون الآن ضد الجيش الليبي غالبيتهم من المرتزقة، باستثناء عدد قليل من الشباب الليبي المنضمين إلى المليشيات الإرهابية، حيث تُقدر أعداد المرتزقة بنحو 5000 سوري.
وتمكنت القوات المسلحة خلال عام كامل من استنزاف القدرة القتالية للمليشيات، سواء كانت برية أم بحرية، كما استطاعت أن تقضي على كامل القوة الجوية لديهم، ما دفعهم للاستعانة بالطائرات التركية المسيرة.
وأوضح المحجوب أن الخطة الموضوعة من القيادة العامة كانت التمركز خارج العاصمة واستدراج هذه المجموعات الإرهابية، حفاظاً على حياة المواطنين، وأن الخطة العسكرية المعدة من البداية تغيرت بعض التفاصيل الميدانية فيها، وفقاً لما تقتضيه مراحلها والمتغيرات على الأرض.
وأشار إلى أن أبرز إنجازات القوات المسلحة الليبية خلال عملية "طوفان الكرامة" السيطرة على منطقة "مشروع الهضبة" في العاصمة بالكامل، والتصدي لكل الهجمات التي تقوم بها المليشيات ضد قوات الجيش الوطني.
وتعد الهضبة منطقة حيوية داخل العاصمة، حيث كانت نقطة حصينة مهمة للمليشيات الإرهابية المتمركزة بها، ومع السيطرة عليها اقتربت القوات أكثر نحو قلب طرابلس.
ولفت المحجوب إلى أنه في بقية المحاور حاولت بعض المليشيات أن تتقدم مدعومة بالمرتزقة والإرهابيين، ولكن جنود الجيش الليبي كانوا لها بالمرصاد، قائلا: "نحن موجودون داخل العاصمة وسنحرر ما تبقى منها خلال الأيام المقبلة".
من جانبه، قال المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني إن الجيش قضى على جزء كبير من الإرهاب الذي كان يستوطن المناطق الشرقية والجنوبية والوسطى، واجتث أكبر قوة إرهابية متمثلة في عناصر تنظيم داعش الإرهابي وأنصار الشريعة، وكسر شوكتهم في المنطقة الشرقية.
وأضاف في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن القوات المسلحة تحاصر الجماعات الإرهابية في مصراتة وطرابلس، مؤكداً أن الجيش بات قاب قوسين أو أدنى من التخلص من الإرهاب نهائياً في المدينتين، بالإضافة إلى إنهاء التكتل الكبير للجماعات المتطرفة بمدينتي الزاوية وزوارة، مثل جماعة أبوعبيدة الزاوي الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وشدد الترهوني على أن القوات المسلحة تقوم الآن بإحكام الخناق على هذه الجماعات، وتمكنت من القضاء على جزء كبير منها، ولا تزال العمليات مستمرة لطردها من الأراضي الليبية.
ونوه بأن العالم أجمع أصبح يشاهد ويدرك كيف أن قوات الجيش الليبي قضت على هذه الجماعات الخارجة عن القانون ومليشيات الدروع 1 و2 والبنيان المرصوص ومليشيا 301 والتنظيمات الإرهابية في مناطق الطويشة والمطار والرملة ومعسكر اليرموك وما حوله، وفي محاور طرابلس كافة.
وأشار المحلل العسكري الليبي إلى أن القوات المسلحة استطاعت أن تشل حركة المليشيات الإرهابية، رغم كل ما تتحصل عليه من دعم تركي متمثلاً في السلاح والعتاد والمدرعات والطيران المسير، إلى جانب المرتزقة.
وأكد الترهوني أن الجيش الليبي استطاع أن يحجم نفوذ هذه المليشيات، حيث أصبحت قدرتها هزيلة جداً، ومن المستحيل الآن أن تقاوم أكثر من الفترة السابقة، لافتا إلى أنها حاليا في طور الموت البطيء.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDgg
جزيرة ام اند امز