«العين الإخبارية» تفند أكاذيب حملات الفتنة ضد الإمارات وسفيرها بواشنطن

"أخر كلمة وقدم أخرى واحذف ثالثة وأعد صياغة الجملة لنصنع كذبة محبوكة ونعيد نشرها على نطاق واسع لكي نشوه صورتهم ونؤجج المشاعر ضدهم".
هذه هي الاستراتيجية التي تتبعها عادة المنصات الإعلامية والإلكترونية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، ومن يدورون في فلكهم من جهات معادية للإمارات في حملات الفتنة والتضليل والأكاذيب التي يقومون بشنها بين الفينة والأخرى، مستهدفين دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها الداعمة للقضية الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص.
تلك الجهات المشبوهة تعرضت لإحباط شديد نتيجة جهود الإمارات الدبلوماسية والإنسانية المتواصلة على مدار الساعة لدعم القضية الفلسطينية، والتي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة للتعبير عن الرفض القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره.
جهود أغلقت الطريق على كل محاولات التصيد والتضليل من الذين يحاولون استهداف الإمارات، إلى أن ظنوا أنهم وجدوا ضالتهم في تصريحات يوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال القمة العالمية للحكومات التي اختتمت أعمالها الخميس الماضي في دبي.
تصريحات العتيبة
وخلال جلسة بالقمة العالمية للحكومات، تعرض فيها العتيبة لكثير من الموضوعات، كان من بينها تعليقه على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سيطرة واشنطن على غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر دون خطة لإعادتهم.
وسألت المحاورة العتيبة: هل يمكن إيجاد أرضية عامة مع إدارة ترامب بشأن غزة؟
فأجاب: "سنحاول.. أعتقد أن النهج (الأمريكي) الحالي سيكون صعبا. لكن في نهاية المطاف نحن جميعا نبحث عن حل، لكن لا نعرف حتى الآن إلى أين ستؤول الأمور".
وأضاف أن بلاده والولايات المتحدة قادرتان على إجراء محادثات والتنسيق حتى لو اختلفتا بشأن قضية معينة.
وقال إن: "مثل أي علاقة، في بعض الأحيان يستمع إلينا أصدقاؤنا، وفي بعض الأحيان لا يفعلون، وفي بعض الأحيان نتفق على مواقف معينة، وفي بعض الأحيان نختلف، لقد سعينا دائمًا إلى إيجاد أرضية مشتركة فقط لأننا لا نحب شيئا معينا، فهذا لا يعني أننا لا نتحدث مع بعضنا البعض، والدبلوماسية هي فن محاولة إيجاد أرضية مشتركة والتوصل إلى تسوية".
وعندما سألت المحاورة السفير العتيبة: هل الإمارات تعمل على خطة بديلة لمقترح ترامب؟
أجاب: "ليس بعد.. ليس بعد.. أنا لا أرى (حتى الآن) بديلا لما تم اقتراحه.. وإذا كان شخص ما يمتلك بديلا، فيسعدنا أن نناقشه ونستكشفه.. لكن لم يحدث ذلك".
تفاصيل المؤامرة
تصريحات العتيبة وجدتها المنصات الإخوانية وجهات مشبوهة معادية للإمارات قابلة لتطبيق استراتيجيتهم الخبيثة "أخر كلمة وقدم أخرى واحذف ثالثة وأعد صياغة الجملة لنصنع كذبة محبوكة ونعيد نشرها على نطاق واسع لكي نشوه صورتهم ونؤجج المشاعر ضدهم ".. وهذا ما فعلوه تماما.
فاقتطعوا الكلام من سياقه، وأخذوا يروجوا لأن الرجل يقول إنه لا يوجد بديل لخطة ترامب في غزة ورغم صعوبتها فلا بد من استمرارها، ولهذا السبب لم تقترح بلاده خطة أخرى، وهو ما اعتبروه بالكذب والتضليل تأييدا من الإمارات لتهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية.
وبدأت المنصات تتداول الأكاذيب والفبركات على منصاتهم زاعمين أن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة يعلن تأييد بلاده لخطة تهجير الشعب الفلسطيني، ويقول إنه لا يوجد بديل عن طرد السكان من غزة.
العتيبة يمثلني
ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، ليتصدى الكثير من المغردين والإعلاميين الإماراتيين والعرب لمواجهة حملة التضليل التي استهدفت الإمارات وسفيرها بواشنطن، معيدين نشر التصريحات الأصلية للعتيبة.
وأطلق مغردون على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي هاشتاقات مؤيدة للعتيبة من بينها هاشتاق يحمل اسمه وأخرى تحت عنوان "يوسف العتيبة يمثلني".
أيضا تصدى إعلاميون عرب لدحض أكاذيب تلك الحملات، وكشف حقيقة تصريحات العتيبة كان من بينهم الإعلامي المصري عمرو أديب، الذي كان حاضرا بنفسه في تلك الجلسة واستمع إلى تصريحات العتيبة بشكل مباشر ، الذي وصفه بأنه "شخصية مميزة جدا في المجتمع الدبلوماسي بواشنطن"، وأوضح أن الرجل تعرض لحملة تضليل تستهدفه من نفس الجهات التي سبق أن استهدفت مصر بتلك الحملات، في إشارة إلى تنظيم الإخوان.
وقال أديب في برنامج الحكاية عبر فضائية "إم بي سي مصر"، إن "السفير الإماراتي سئل سؤال عن خطة ترامب فنقل عنه أنه "قال إن حل ترامب جيد وليس هناك غيره"، واستغلت ماكينة اللجان التابعة لتلك الجهات للهجوم على الإمارات، وأكد أديب أن العتيبة " لم يقل ذلك أصلا".
وأوضح الإعلامي المصري أن سفير الإمارات قال إن "الرأي الأمريكي صعب تنفيذه ولكن حتى الآن لا يوجد بديل له، وهو يرى (العتيبة) إنه لا بد أن يكون هناك بديلا، أي أن الرجل يدعو لأن يكون هناك بديل لخطة ترامب، ولم يعني إطلاقا أنه ليس هناك بديل غيره كما يروجون".
وأكد أديب أن العتيبة يدعو لتقديم خطة بديلة لدعم القضية وأرض فلسطين، وأنه لو كانت الإمارات تؤيد خطة ترامب لأصدرت بيانا رسميا بذلك.
في السياق ذاته، نشرت المغردة الإماراتية موزة الكندي مقطع فيديو من تصريحات العتيبة وغردت قائلة :"كانت تصريحات السفير العتيبة بشأن الشرق الأوسط واضحة للغاية. لم يُعرب عن دعمه لخطة ترامب، بل أشار ببساطة إلى الواقع: حتى الآن، لم يُقترح أي بديل. "
بدوره قال سلطان العتيبي: "تعرض السفير الإماراتي يوسف العتيبة لحملة تشويه بتحريف تصريحاته حول الوضع في غزة ".
وأضاف أن "موقف الإمارات راسخ وثابت في دعم الاستقرار والسلام في العالم.. سبق وتعرضت الوزيرة ريم الهاشمي لنفس الحملة والتي طالبت بوقف الحرب وعدم التهجير وإطلاق الرهائن الذي وافق عليه جميع الأطراف اليوم".
بدوره نشر حساب يحمل اسم "سورد" (السيف) مقتطفات من المقابلة، وأكد أنها "شملت مواضيع متنوعة حول الدبلوماسية الرقمية وبعض القضايا المرتبطة بها، لكن وكما اعتدنا من الإعلام المضلل، تم اجتزاء المقابلة وتحريفها لتشويه موقف الإمارات".
وأضاف أن "الإعلام المضلل يحاول التلاعب بوعي الناس عبر نشر مقاطع مجتزأة بهدف تشويه صورة الإمارات والتحريض ضدها، لكن هيهات أن ينجحوا، فالحقيقة دائمًا تنتصر.. أدام الله عز ورفعة الإمارات".
متفقة معه، قالت فاطمة مبارك: "يجتمع قادة ورموز العالم في الإمارات للتقارب وتبادل الخبرات وصناعة المستقبل.. وبين كل تلك الجلسات والمداولات كانت الجلسة الحوارية للسفير يوسف العتيبة.. وكالعادة يجتزأ الحاقدين ما يعكس مرضهم وفشلهم.. نبشركم أن الإمارات وقادتها غادروا محيط فشلكم وانكساراتكم وأصبحوا خارج مرماكم.. وسيتعالى لهاثكم للحاق بآخر ركبها".
في السياق نفسه، قال مغرد يحمل حسابه اسم "سيف" :"الهجمات الإعلامية ضد الإمارات ما صارت مجرد حملات عشوائية غالبًا تصعيد منظم يكشف عن أجندة واضحة لاستهداف الدولة".
وأضاف :"كمية الأخبار الملفقة والإشاعات تؤكد أنهم في حالة إرتباك غير مسبوقه لكن ليش(لماذا) كل هذا التصعيد الآن؟ شو اللي خوفهم لهذي الدرجة ( ما الذي يخيفهم لهذه الدرجة)؟".
من جهته، غرد أحمد النعيمي، مشيدا بسفير الإمارات بواشنطن "المدافع عن قضايا أمته"، قائلا :"يعتبر يوسف العتيبة سفير الامارات في واشنطن هو السفير الاكثر نفوذا وتأثيرً ولقب بالسفير الداهية والمفكر.. ومدافع بقوة عن قضايا وطنه وأمته والشواهد لا حصر لها وخير من مثل العرب ومحاولة تشويه صورته مصيرها الفشل لان مروجوها أصلًا فاشلون".
دعم تاريخي
وتشهد الآونة الأخيرة حراكا إماراتيا مكثفا على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية.
حراك زادت وتيرته للتعبير عن الرفض القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، والدفع قدما نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ضمن خارطة طريق إماراتية لتحقيق سلام مستدام، إيمانا من الإمارات بأنه "لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين".
وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال تلقيه اتصالا هاتفيا من ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء الماضي أكد خلالها على أهمية العمل من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للجميع على أساس "حل الدولتين".
وسبق أن أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا 5 فبراير/ شباط الجاري، أكدت فيه موقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تهجيره، ورسمت عبره خارطة طريق واضحة لتحقيق سلام مستدام.
بيان استبقته رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حملت توقيع وزراء خارجية 5 دول عربية هي دولة الإمارات ومصر والسعودية وقطر والأردن، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً لفلسطين، عبر فيها المسؤولون الستة عن معارضتهم لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة التي يدعو لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعبروا عن تمسكهم بحل الدولتين.
وبالتزامن مع الحراك السياسي والدبلوماسي، تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف من معاناة أهل غزة جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية التي بدأت على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جهود إماراتية شاملة تدعم الموقف العربي الموحد الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأيضا تجسد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بدعم قضية فلسطين، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
المنهج الإماراتي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية، حددته كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي قال فيها: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة".
وعلى درب المؤسس، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أكد في أكثر من مناسبة على أهمية إيجاد مسار للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" بما يضمن السلام والاستقرار الإقليميين.
وسبق أن أكد يوسف العتيبة سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية في حوار مع "العين الإخبارية" نشر في 2 يناير/كانون الأول الماضي أن " دولة الإمارات تدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة ورسم خريطة طريق على أساس قيام دولتين بخطة مدروسة لا يمكن التراجع عنها، حيث لا يمكننا قبول العودة للوضع الذي كان سائداً قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لنظل عالقين في دائرة التدمير وإعادة الإعمار".
وأضاف: "ولذا فإنه من الضروري استغلال كافة القنوات الدبلوماسية المتاحة لكسر دائرة العنف والتشجيع على حل الدولتين بحيث تتعايش فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب في حالة من التفاهم والسلام والازدهار."