باللحم الحي.. لبنانيون يواجهون "هبة" عراة
في الوقت الذي يعجز فيه اللبنانيون عن مواجهة الأزمات التي تثقل كاهلهم، تطل العاصفة "هبة" لتزيد من معاناتهم.
حيث أكد المختص بالأحوال الجويّة، الأب إيلي خنيصر، أن "المنخفض الجوي الآتي إلى لبنان تأثيره سيكون عاليا، وستتأثر المناطق البقاعية بتدني الحرارة بشكل كبير، وستراوح بين -5 إلى -7 تحت الصفر، أما على ارتفاع 1000 متر، فستكون الحرارة ما بين -3 إلى -4 درجات.
وأعلن خنيصر في حديث إذاعي أن "لبنان سيتأثّر بثلاث عواصف ثلجية متتالية، تستمر لغاية 3 فبراير المقبل"، مؤكداً أنه "مساء الثلاثاء، يدخل المنخفض الجويّ المصحوب بأمطار متفرقة على الساحل، والثلج يتساقط بدءاً ارتفاع من 1000 - 1100 متر في البقاع".
ومع تقدّم ساعات المساء، تدخل الكتلة القطبية، ويتدنى تساقط الثلوج إلى 800 - 900 متر، وصباح الأربعاء، ستكون الجبهة القطبيّة الأشدّ قسوة التي تضرب لبنان، حيث ستتدنى درجات الحرارة مع غزارة في الأمطار على الساحل".
اللبنانيون الذين لا يملكون المال لشراء قوت يومهم يتساءلون كيف يمكنهم مواجهة العاصفة، فأسعار المحروقات وصلت إلى أرقام خيالية بسبب رفع الدعم عنها وارتفاع سعر صرف الدولار.
ووصل سعر صفيحة المازوت إلى 333 ألف ليرة، أما الغاز فوصل سعر القارورة منه إلى 291 ألف ليرة، أما سعر طن الحطب فتخطى المليوني ليرة، وفي وقت لا تساعد وسائل التدفئة على الكهرباء في المناطق الجبلية على مواجهة البرد، يعجز سكان المناطق الساحلية عن اللجوء إلى هذه الوسيلة بسبب ارتفاع بدل فاتورة المولدات والتقنين القاسي لكهرباء الدولة.
سمير قزعون من "قب الياس" في البقاع اللبناني، حاله كحال بقية المواطنين الذين يجدون صعوبة في "التسلح" في مواجهة البرد، قال لـ"العين الاخبارية": "لا سبيل أمامي سوى اللجوء إلى الصوبيا كي لا يتجمد أولادي الثلاثة من البرد، لكن كمية المازوت المتوفرة لدي لا تكفي لأكثر من يوم ونصف اليوم، من هنا سألجأ إلى البطانيات حتى تمر العاصفة بسلام".
وأضاف: "راتبي بالكاد يكفي عائلتي، من هنا أصبحت التدفئة بالنسبة لنا من الكماليات في وقت يجب أن تكون من مقومات الحياة".
الأمر على الساحل اللبناني ليس أفضل حالاً، وهذا ما تشرحه منال منيمنة لـ"العين الاخبارية" قائلة: "باللحم الحي سنواجه العاصفة، فاللجوء إلى التدفئة الكهربائية أمر مستحيل مع ارتفاع سعر كيلو وات المولدات، كذلك الأمر بالنسبة للغاز، وبما أننا في المناطق الساحلية لا نملك صوبيات أصبحنا أمام الحل الوحيد هو ارتداء المزيد من الملابس، إذ تقي ولو قليلاً من برودة الطقس".
رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت محمد كنج، أكد أن العاصفة "ستأتي على 3 مراحل وشرح قائلا: "المرحلة الثانية تبدأ فجر الأربعاء وحتى صباح الخميس حيث تتساقط الأمطار بغزارة كما تتساقط الثلوج مساء اليوم نفسه بدءاً من 700 متر".
وأضاف: "تنتهي العاصفة صباح الخميس، إلا أنّ ما ينتظرنا في المرحلة الثالثة أصعب، إذ سنشهد انخفاضاً غير مسبوق في درجات الحرارة ما يؤدي إلى موجة صقيعٍ وجليدٍ على ارتفاع 700 م، وقد تصل درجات الحرارة في الساحل إلى حدود الدرجة الواحدة".
وفي السياق نفسه، أكد خنيصر أن الثلوج ستبدأ بالتساقط "على ارتفاع 700 - 800 متر، ستتدنى بعد الظهر إلى 500 متر، حيث ستصل ‘لى 350 متراً وسماكتها تصل من 3 إلى 4 سم في الشمال. وفجر الخميس، سيلاحظ سكان المناطق المطّلة على البحر مشهداً أبيض اللون، والحرارة ستكون من 3 إلى 4 درجات على الساحل".
وستغطي الثلوج كما قال خنيصر "المناطق البقاعية كلها على أنّ يتراكم بين 15 و20 سنتيمتراً، في حين درجات الحرارة ستتدنى الأربعاء وتصل إلى -4 إلى 6- درجات تحت الصفر على ارتفاع 1000 متر".
ويضيف: "أما على ارتفاع 600 متر، فستتدنى الحرارة إلى -1 و-2. وعلى الساحل 3 - 4 درجات. ومساء الخميس تتدنى درجات الحرارة أكثر، وتصل في المناطق البقاعية ما بين -6 إلى -12 درجة. وعلى الـ1000 متر ما بين -5 و-7 درجات. على 700 متر -4 درجات تحت الصفر".
مدّة العاصفة 3 أيام، على أن يكون لبنان، بحسب خنيصر، على موعد مع منخفض جوّي ثالث وعاصفة ثلجية جديدة آخر الشهر الجاري.